( الناقد برس ) الأمناء / تقرير د. سالم لعور
عدن بلا كهرباء والرئاسي والحكومة في الفنادق
لماذا يواصل الرئاسي والحكومة صمتهما تجاه تفاقم أزمة الكهرباء بالعاصمة عدن ؟
مواطنون : إغراق عدن في ظلام دامس خير شاهد على نظرية المؤامرة التي تنفذها حكومة المنفى
هل بات لزاماً على المواطنين تصعيد الاحتجاجات حتى تتحرك الحكومة ؟
ناشطون جنوبيون يصفون حكومة " معين عبدالملك " بالحكومة الأسوأء في تاريخ اليمن والبلدان العربية
مراقبون : عدن تدفع ثمن مواقف أبنائها
كهرباء عدن : ثمان ساعات " انطفاء " مقابل ساعتين " تشغيل " في عز الشتاء والقادم ينذر بالخطر
كيف فاقم تقاعس الرئاسي والحكومة إغراق عدن في ظلام دامس ؟
عدن ثغر البحر العربي " الباسم " والمدينة التي عرفت التيار الكهربائي قبل أن تعرفه مدينة أخرى في شبه الجزيرة العربية .. تعاني اليوم من ظلام دامس لم تعرفه هذه المدينة التي عرفت النور والتطور الخدماتي والعلمي والثقافي والعمراني قبل غيرها من مدن الخليج والمنطقة العربية ككل طوال تاريخها .
يأتي هذا الوضع المأساوي المتمثل في معاناة أبناء مدينة عدن الباسلة من الانقطاعات المستمرة والساعات طويلة للكهرباء في سياق الحرب الخدماتية التي تشنها قوى الاحتلال اليمني المدسوسة في المجلس الرئاسي والحكومة المسماة بالشرعية على أبناء محافظات الجنوب وفي مقدمتها العاصمة الجنوبية عدن التي تدفع ثمن مواقف أبناؤها ومعهم كل أبناء الجنوب في دحر وهزيمة المشروع الإيراني وأذنابه في اليمن ، وثمن مواقف أبناء الجنوب في محاربة الإرهاب ودك معاقله في كل شبر من محافظات الجنوب التي أصبحت محررة من دنس الغزاة الحوثيين ومن مشاريع الإخوان ومن خلايا الإرهاب ومخلفات نظام الاحتلال اليمني الذي جثم على أنفاس أبناء الجنوب لثلاثة عقود منذ حرب صيف عام ١٩٩٤م على الجنوب وحتى اليوم .
أعقد الملفات :
ملف " كهرباء " العاصمة عدن من أعقد الملفات الخدماتية التي خلفتها الحكومات المتعاقبة منذ حرب صيف عام 1994م ، وبلغ أشد التعقيد في مرحلة ما بعد حرب العام 2015م وحتى اليوم .
حكومات الاحتلال اليمني ما بعد حرب العام 2015م فرضت حصارا خدماتيا على شعبنا الجنوبي في كافة المجالات وفي مقدمتها ملفات الكهرباء والرواتب وانهيار العملة وغيرها من الملفات الشائكة والمعقدة التي بلغت ذروتها في عهد ( حكومة معين عبدالملك ) المسماة بالحكومة الشرعية والتي انتهكت قوانين الأرض وشرائع السماء بفسادها النتن الذي ملأ الكون عرضه بطوله بروائحه العفنة ، وبلغ فسادها عنان السماء .
ناشطون سياسيون وإعلاميون جنوبيون قالوا إن حكومة " معين عبدالملك " الحكومة الأسوأء في تاريخ اليمن والبلدان العربية صارت العدو اللدود الأول لشعبنا الجنوبي ولمواطني المناطق المحررة لتنصلها عن مهامها تجاه شعب أكتوى بحرب لأكثر من ثماني سنوات أتت على الأخضر واليابس وعاثت فساداً لم يعرف تاريخ الحكومات في الوطن العربي والعالم أجمع مثله هذا أولاً ولتخليها عن شراكتها الحقيقية مع التحالف العربي من جهة ومع المجلس الانتقالي الجنوبي من جهة أخرى حسب ما تمخضت عنه اتفاقية الرياض ومشاوراتها هذا ثانياً ، ولتخادمها مع الحوثيين والإخوان المسلمين والتنظيمات الإرهابية بخوض حرب مفتوحة على الجنوب وقضيته وشعبه شملت كافة مناحي الحياة السياسية والاقتصادية والخدماتية والاجتماعية والعسكرية والأمنية وغيرها .
حرب خدماتية :
وتشهد العاصمة الجنوبية عدن اليوم حرباً خدماتية وتحديداً في جانب الكهرباء وعلى مدار أكثر من أسبوعين ما تزال فصول مسلسل انقطاعات التيار الكهربائي وتدهور الخدمة بشكل متزايد هي العنوان الأبرز في ملفات فساد الحكومة وصمت وتواطئ رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي ، في ظل صمت مخزي وعجز وفشل حكوميين من توفير وقود محطات الكهرباء في العاصمة الجنوبية عدن التي تعيش في ظلام دامس ومازال مجلس القيادة الرئاسي والحكومة الشرعية مقيمون خارج العاصمة عدن في فنادق ٥ نجوم دون أن يشعرون بما يعانيه أبناء الجنوب ، وتحديدا العاصمة عدن ، بل إنهم يتلذذون بمعاناة المواطنين بعد أن ماتت ضمائرهم وتخلوا عن المسؤولية الملقاة على عاتقهم واكتفوا بالرحلات المكوكية إلى خارج الوطن كأنهم أطباق طائرة وليسوا من البشر .
وطول الاسبوعين الماضيين تزايدت ساعات انقطاع التيار الكهربائي عن مدن العاصمة عدن والمناطق بالمحافظات المجاورة لها لتصل إلى أكثر من ثماني ساعات " انطفاء " مقابل ساعتين " تشغيل " على الرغم من أننا مازلنا نعيش في الشتاء التي يفترض أن يكون تشغيل التيار الكهربائي على مدار الساعة .
تفاقم أزمة الكهرباء :
وتفاقمت مؤخراً أزمة انقطاعات الكهرباء في العاصمة عدن جراء انعدام الوقود ، وفساد رئيس الحكومة معين عبدالملك وصمت مطبق لرئيس مجلس القيادة الرئاسي ، على الرغم من مناشدة المؤسسة العامة لكهرباء عدن للرئاسي والحكومة ولكن لا فائدة ولا وجود لأي استجابة .
وعزت مصادر في كهرباء عدن انخفاض التوليد إلى نفاد الوقود بشكل تدريجي من المحطات وهو أحد الأسباب التي تقف خلف تردي خدمة التيار الكهربائي.
وضربت انقطاعات التيار الكهربائي بالعاصمة عدن رقما قياسيا جديدا عقب بلوغها ٨ ساعات كاملة خلال الساعات الماضية ، ويتوقع وصولها إلى أكثر من ١٥ ساعة متواصلة خلال الأيام القليلة المقبلة إذا لم يتم تزويدها بالوقود من قبل الجهات المختصة وعلى رأسها قيادة المجلس الرئاسي والحكومة .
وقال مواطنون ان انقطاعات التيار الكهربائي وصلت مستوى حد لا يمكن تحمله باي شكل من الاشكال مشيرين إلى صعوبة الوضع بالنسبة للمرضى وكبار السن ، وبالنسبة لمعاملات ومصالح المواطنين الذين تحولت حياتهم إلى جحيم يضاف إلى سلسلة معاناتهم اليومية من ضنك العيش وصعوبة الحياة في ظل تردي أوضاع جميع الخدمات وانهيار العملة وانقطاع وتأخر المرتبات وغلاء الأسعار وغيرها من المشكلات التي لا حصر لها ولا تطاق في نفس الوقت .
الأسبوع المنصرم أعلنت المؤسسة العامة للكهرباء في عدن، إن أكثر من 80% من توليد محطات الكهرباء بات خارج الخدمة، وذلك بعد توقف محطة الحسوة جراء نفاد وقود المازوت.
وقالت المؤسسة في بلاغ صحفي رصده محرر “الأمناء” أن إجمالي التوليد المتبقي في الخدمة لا يتجاوز الـ100 ميجا وات موزعة على محطتين فقط وهي محطة الرئيس بترومسيلة بقدرة 80 ميجا العاملة بالنفط الخام، ومحطة المنصورة بقدرة 20 ميجا ومتوقع توقفها وخروجها عن الخدمة خلال الساعات القادمة بعد نفاد ما تبقى فيها من المازوت.
وأوضحت المؤسسة أنها ومنذ أكثر من شهر وهي تناشد جميع الجهات العليا ممثلة بالمجلس الرئاسي وحكومة معين بسرعة توفير مادتي الديزل والمازوت، لكنها لم تلقى أي استجابة.
وتعيش عدن والمحافظات الجنوبية، انقطاعا كليا للكهرباء وسط عجز حكومة معين عبدالملك وفي ظل صمت مخز لرئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي التي تؤكد تصرفاته أنه جاء لتعطيل الخدمات ولتشجيع ترديها خصوصا في محافظات الجنوب كونه يفتقد لأبسط معايير القيادة ، التي يعتبرها ملكية خاصة جعلت منه مناطقيا وعنصريا ويعتبر هذا المنصب إسقاط واجب فقط دون شعوره بالمسؤولية الملقاة على عاتقه ، وأكتفى بالتعيينات الهلامية وباللقاءات والاجتماعات وبالرحلات المكوكية متناسيا المهام الملقاة على عاتقه والتي صارت حبرا على ورق ورمى بها عرض الحائط.
صمت مخز :
وقال مواطنون إن انقطاعات الكهرباء ولساعات طويلة عن العاصمة عدن يأتي في سلسلة الجرائم البشعة التي ترتكبها الحكومة في حق أبناء العاصمة عدن خاصة ومحافظات الجنوب عامة ، مطالبين بإقالة رئيس الحكومة التي عاثت فساداً شمل كافة مناحي الحياة ، وتساءلوا لماذا سكوت التحالف العربي عن هذه الحكومة الفاشلة رغم الدعم السخي الذي قدمه التحالف العربي لهذه الحكومة ، والمتمثلة في الودائع التي تذهب لرئيس الحكومة ووزرائه وللقيادات الفاسدة ولجيش السلك الدبلوماسي الذين يستلمون رواتبهم بالعملة الأجنبية على حساب السواد الأعظم من المواطنين الذين لم يتحصلون على أبسط حقوقهم في الحياة كخدمة الكهرباء .
وأضافوا وتبقى معضلة الكهرباء وانقطاعها في العاصمة الجنوبية عدن خير شاهد على نظرية المؤامرة التي يقوم بتنفيذها اليوم رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي وأبن جلدته رئيس الحكومة معين عبدالملك ، وسيبقى ملف تردي أوضاع كهرباء عدن وصمة عار في جبين قوى الاحتلال اليمني في الرئاسي والحكومة والمتدثرة بلباس الشرعية وهي من تطعن الشرعية والتحالف العربي السعودي الإماراتي في ظهره نهاراً جهاراً.
للتذكير :
عرفت العاصمة عدن الكهرباء أول مرة في عام 1926م وذلك عندما أنشئت السلطات البريطانية أول محطة لإنتاج الطاقة الكهربائية في منطقة حجيف .
وفي نوفمبر من العام 1952م أنشأت شركة الزيت البريطانية (BP) مصفاة عدن رافقها بناء محطة لإنتاج الطاقة الكهربائية وهي عبارة عن محطة بخارية بطاقة 21م وبهدف تلبية حاجة المصفاة ومساكن الخبراء والعمال والأحياء السكنية في منطقة البريقاء وهي محطة لا زالت تعمل حتى يومنا هذا.
وبهدف مواجهة الأحمال والطلبات المتزايدة لخدمات الكهرباء تم في العام 1953م بناء محطة بخارية في منطقة حجيف بطاقة 16م
وتم في العام 1960م بناء محطة لتوليد الطاقة الكهربائية في منطقة التواهي تعمل بوقود الديزل بطاقة 6م.و. أعقبها في العام 1961م بناء محطة أخرى في منطقة خورمكسر تعمل بوقود الديزل بطاقة 4.5م.و .
وتم إصدار القرار رقم 6 لعام 1963م القاضي بإنشاء هيئة الكهرباء العدنية وتتبع إدارة الأشغال العامة.
وفي العام 1966م ونتيجة لعدم قدرة محطات التوليد القائمة على مواجهة الأحمال المتنامية قامت الهيئة ببناء محطة غازية بطاقة 13م.و. في منطقة حجيف حيث تم مد أنبوب غاز من مصافي عدن في منطقة البريقاء لتصل إجمالي القدرة المركبة في عدن عشية الاستقلال 63.5م وفيما بلغت القدرة المتاحة 34م.و .
وشهدت الفترة اللاحقة 1975م ــ 1990م نموا متسرعا في مشاريع الكهرباء وتلخص هذا النمو في :
- بناء محطة خورمكسر لتوليد الطاقة الكهربائية بقدرة 25م.و. في العام 1975م.
- بناء محطة المنصورة لتوليد الطاقة الكهربائية بقدرة 64م.و. في العام 1982م.
- تشغيل 3 مولدات بطاقة 75م.و. من أصل 125م.و. في محطة الحسوه البخارية في الأعوام 1986م، 1987م، 1989م.
- تقوية وتوسيع شبكة عدن خلال الأعوام 1975م ،1987م ، 1977م وذلك بمد كابلات جهد 33 ك.ف. بالإضافة إلى زيادة قدرات محطات التوزيع الرئيسية والفرعية بالإضافة إلى بناء محطة حجيف التحويلية الرئيسية في العام 1985م.
وشهد جنوب اليمن طفرة عالية في خدمات الكهرباء قبيل الوحدة المشؤومة ، وكان التيار الكهربائي في العاصمة عدن وكل محافظات الجنوب على مدار الساعة.