في سنين النشوة والعربدة التي حكموا بها اليمن ككل مارس الشماليون أصناف من العنف والحقد لكل حلم يجب أن يبقوه في نفوس الشعب الجنوبي المثخن بالجراح
ففي ضفاف طمس كل ما يتعلق بالجنوب انسانًا وجغرافيا تم ممارسة كل انواع التدمير
" جغرافيًا لم يسلم من طمس المعالم الجنوبية فكل بقعة جغرافية من هذا ا الوطن الذي تنازل لهم للحلم الأكبر في معادله الوطن الكبير من صفوف الهدم والإلغاء والمصادره
ففي حقبة الثلاثين السنة الماضية "فترة الضم والإلحاق" نطق الحجر والمدر بما مورس ضد الأرض فجبابره الشمال استباحوا كل حبه رمل وانتقموا منها شد انتقام
اسألوا عن ذلك مدينة عدن ومديرياتها ؟ اسألوا أيضا شوارعها المتوهجة بوشاح الأمل؟ تم دهس ماضيها وعراقتها وتاريخها وكبرياءها _ حتى مستشفيات المدينة يشكين الاهمال والهدم والإلغاء _" مستشفيات " المدينة العريقة التي تعمل على تضمد الجرحى وتداوي المرضى صارت ملتقى القطط والكلاب الشاردة التي استوحشت وتجلت تلك في خدماتها .
أنها النكبة وليس سواها_ حتى متحف الشهيد لبوزه بردفان أصبح في عهد حكم طواهش الشمال مخبزًا للكدم _ نعم اسألوا قادتها كيف حولوا نصب شهيد الوطن إلى مطبخ في حين كل دول العالم تنصب لمفجري ثورتها برواز من الذهب والفضه كنوع من الاعتزاز والفخر ..
في معادلة التذكير بالمأسي والنكبة التي حلت بالجنوب فلم نعفي مصانع الجنوب ومؤسساتها كيف اصبحت اماكن للسطو لعرابدة الشمال المتلهفين لمضق اي لقمه تحمل اسم دوله الجنوب كنوع من طمس ومحي اي حجر تعود لمجد يذكرهم بأن هناك من أعطى لهم دوله بنظام وقانون في سبيل الوحده الوطنيه كمشروع عربي قومي لا يمكن الفكاك منه
اسألوا أيضا عن الإنسان فهوا أيضا قتُل وجرح واعتقل ومن تبقى تم تسريحة من وظيفته وكأنه لا يستحق أن يشارك في تلك الدوله كونه لاجى أتى من ملفلف من اصقاع الأرض المختلفة .. فتعامل معه النظام بنوع من الاستحقار والدناءه
كل تلك المأسي أتت من صنعاء _كنوع من التنوير فتم استباحة الجنوب ارضًا وانسانًا _كنوع لإرضاء الإله اسألوا مشايخهم وعلماءهم الذين يحتفظون بفتاوى التكفير حتى اليوم ..
بل إنهم اليوم أعادوا استباحة الجنوب بمسمى جديد مطرز بحبيبات المقاومة الإسلامية التي تستند مراجعها من مدينة "قم"الإيرانية
سنوات الألم والقهر والضم تناولها الجنوبيين بمضض لكنهم لم ينسوها ويرفض العقل أن يفرمتها ليفتح صفحة جديدة "فالمخ " مشبع بالظلم والاقصاء بكل الجوانب فكيف لنا أن نقنع المسٌرح القسري من خدمته سواء العسكري أو المدني أن ماحدث كان بروفا ليمد رأسه للنظر إلى صنعاء من جديد ..!!
اليوم وبعد تسع سنوات من عدم وجود قوى الهيمنة الشمالية في الجنوب بشكل مباشر هناك من مازال يحلم بالعودة إلى حكم صنعاء ويتغنى فيها حد السكار لا لشيء سواء شغف تجربة المجرب
ولو سألناه هل هناك دوله لكي تحلم بها ...؟
وهل هناك إمن واستقرار للعيش في كنفها ؟
وهل هناك حرية تتنفسها وتتكلم وتصدح ما يجول في خاطرك ..؟
والسؤال الأهم هل سيقبل بك من نصب نفسه حاكما لصنعاء أن تكون تحت كنفه ويترك لك حرية الهواء والعقيدة ..؟
طبعا ... الجواب "لا "إلا إذا كنت عبدًا مطيعًا تذعن للسيد
"بعدها سيقطع عنك المرتب كون ذلك مجهود حربي لابد منه
وسيعلمك أيضًا فنون تقبيل الركُب للإسياد عندها سيوافق أن تعيش في جبهات الجحيم مقاتلًا عن مذهبة الذي يستنقص من صحابة الرسول الاكارم "
اليوم نحن في ارضنا لدينا مساحة كبيرة من الحريه نتغنى بها ونصدح بها دون أي قيود
لدينا ايضا آمال وآحلام بحاجة إلى تحقيقها
ولدينا طموح الخروج من عنق الزجاجة التي اصبحنا فيها
وسط تلك الأحلام التي لم تتحقق لنا لا يمكن بأي حال من الأحوال أن نبرر بأن الحل يكون بالعودة إلى حكم صنعاء فهذا ضرب من الجنون لا يستوعبه ذو قلب سليم ولا يحلم به إلا نوعين من الأشخاص احدهم :
فقد بوصلة التفريق بين الشين والسين
أو أحدهم يحن الركوب على سراج القناديل والزنابيل .