كتبت في عدة مقالات سابقة عن الوضع الذي تعيشه مدارس ميفع، والتي تفتقر لكثير من الخدمات لتحسين البيئة التعليمية، مناشدا فيها إدارة التربية بساحل حضرموت أن تنظر ولو بعين الرحمة والشفقة إلى مدارس (ميفع) التي تعاني من غياب شبه تام للبنية التحتية في أغلب مدارسها لاسيما المحورية منها التي تكتظ بالمئات من الطلاب والطالبات منذ عقود طويلة من الزمن ،دون أن يلتفت إليها أحد رغم أنها تستحق كغيرها من المناطق الحضرمية التي نالت حظها الوافر من الخير و العطاء في مجال التربية والتعليم بما يفوق الخيال ،ورغم أن بنيتها التحتية مكتملة على أحسن مايرام وليست بحاجة للعطاء الغيرمحدود ،وكأنه لا توجد مدارس في مناطق أخرى بحاجة إلى من يمد لها يد العون مثل اخواتها ،وهناك مدارس بحاجة فقط إلى أبواب ونوافذ ،وان وجدت فيها فهي متهالكة، ناهيك عن عدم وجود ظلات تحمي طلابنا من حرارة الشمس لاسيما أثناء فصل الصيف ، فالمدرسة المحورية والأقدم والأكبر في المنطقة لا تزال بدون سور يحميها من الحيوانات الضالة مثل الكلاب والماشية، أضف إلى ذلك أن بعض المدارس لاتوجد فيها عاملات نظافة ولا ولا ولا ولا ....الخ .
مايؤلمنا كثيرا هو عندما نرى مدارس في مناطق أخرى بل وفي قرى نائية وبنيتها التحتية مكتملة ولاينقصها شيء اللهم لا حسد ،بينما مدارسنا لا تبعد عن الجهات المسئولة سوى عشرات الكيلو مترات و التي يدرس فيها أولادنا بعيدة جدا عن ماحولها من مدارس ،من حيث التأهيل والتأثيث، وكان منطقتنا ليست ضمن جغرافيا ساحل حضرموت، لماذا لا ندري ليش هذا التمييز بين المدارس ياجماعة فهمونا جزاكم الله خير ؟ أما أن نرى ماحولنا من مدارس تتكدس فيها الخدمات إلا مدارس منطقة ميفع التي لا حول لها ولاقوة، أم أننا في هذه المنطقة لسنا بشر كغيرنا !! او أن المناطقية العمياء هي من تحرم الغير من الحصول على الشيء البسيط؟ هذه الأسئلة ستجيب عليها الجهات المسئولة في المحافظة أن أرادت ذلك وفتحت آذانها المغلقة واستمعت لأصوات الأهالي الذين يناشدونها بالنظر إلى ما يعانيه اولادهم .
قبل حوالي ثلاث سنوات ونيف ,وبعد مناشدات تدخل مكتب التربية مشكورين و تم فتح قاعتين للحاسوب واحدة في ثانوية ميفع للبنين, والأخرى في مجمع بلقيس للبنات جزاهم الله خير .. لكن الطامة الكبرى والشئ المضحك والمحزن في آن واحد هو أن هاتين القاعتين منذ انشاءهما الى اليوم ،لم يتم تشغيلها ولم تدرس فيها ولو حصة واحدة ولا تزال مغلقة بالاقفال منذ سنوات ويافرحة ما تمت،تدرون ايش السبب، وهو بسيط جدا عدم وجود كهرباء في المنطقة في النهار اثناء الدوام الرسمي ،ورغم المناشدات والمطالبات للجهات المسئولة بتوفير ماطور كهرباء أو طاقة شمسية لتشغيلها ،لكن لا حياة لمن تنادي !! يعني مغني عند صقع زي مايقولون ،ولا تزال القاعتين مغلقة بإحكام أمام طلابنا والسبب كما ذكرته سالفا،بالله عليكم هل يعقل ذلك ؟ أم أن الجهات المسئولة عاجزة عن توفير ألواح طاقة شمسية لتشغيل القاعتين أو ماطور طبعا لا وألف لا , فأولادنا يدرسون مادة الحاسوب وأخص بذلك طلاب وطالبات الثانوية العامة رغم علم الجهات في السلطة بذلك بدون التطبيق العملي ،بينما هناك مدارس توجد فيها الكهرباء بالإضافة الى الطاقة الشمسية ومدارس ميفع تبحث عن لوح للطاقة الشمسية لعله يشغل لنا قاعات الحاسب الالي ،فلم نجده للأسف الشديد كثير وفود زارتنا واخبرناهم بما نعانيه،لكن لم نرى اي استجابة لما نطالب به أسوة بالمدارس الأخرى التي تلبى مطالبها .
للعلم فإن منطقة ميفع توجد فيها عدة مدارس وفي قرى مختلفة ،حيث يأتي إليها المعلمين من مسافات بعيدة تقدر بعدة كيلومترات تخيلوا يقطع المعلمين هذه المسافات البعيدة احيانا سيرا على الاقدام واحيانا أخرى يدفعون أجرة مواصلات ذهابا وإيابا من أجل لا تتوقف العملية التعليمية في هذه المدارس وأنا أحيي هذه الروح الوطنية التي يتحلى بها هؤلاء المعلمين الذين يتقاضون رواتب لا تلبي حاجاتهم ،لكن للأسف الشديد لم تعطى لهم حوافز مواصلات أسوة بزملائهم الى اليوم رغم المطالبات المستمرة للجهات المعنية دون فائدة ،وحسب المعلومات المتوفرة لدينا بأنهم هددوا بالاضراب عن العمل وتوقيف الدارسة مالم تلبى مطالبهم، فتدخلت بعض الشخصيات ووعدتهم بمتابعة موضوعهم مع الجهات المسئولة مالم فالأمر لهم بعد ذلك .
الفصل الأول شارف على النهاية رغم المعاناة ،ونتمنى من الجهات المسئولة أن تستجيب لمشاكل وهموم هذه المدارس وتوفر المطلوب ، وهو ليس امر مستحيل وواجب عليهم ذلك ،وان تلتفت كذلك إلى مطالب المعلمين الذين يطالبون بحوافز مالية بدل مواصلات أسوة بزملائهم ،من أجل استمرار العملية التعليمية في الفصل الثاني ،كما نتمنى أن تحظى مدارسنا بزيارة للاطلاع عن كثب على الوضع فيها أم سيظل الحال على نفس الحال ،الايام القادمة هي كفيلة بالاجابة ..!