كتبت / عبير طارق
الشاعر الجنوبي ابو حمدي موهبة شعرية جنوبية فذة شجاعة قارعت ظلم الاحتلال اليمني منذ عام ١٩٩٤م ، ويعد واحداً من جنود الصف الأول في الدفاع عن الجنوب كانت له أدواراً نضالية في محراب الثورة الجنوبية بمساندته ثورة الحراك السلمي الجنوبي ، بقصائده الحماسية المعبرة عن زخم الثورة الجنوبية وإرادة شعبنا الجنوبي في تطلعاته لتحقيق هدفه المنشود المتمثل بالتحرير والاستقلال واستعادة الدولة الجنوبية ، كان ميالا للتعبير عن معاناة شعبه الجنوبي منذ أن بدأت موهبته الشعرية بالتفتح وهو في ريعان الشباب حين كان يحضر في مناسبات الأعراس وكان حينها يحفظ الأشعار ، ويحاول أن ينسج قصائده المناصرة لمظلومية قضيته الجنوبية ورفض طغيان نظام الاحتلال اليمني وتهميشه وإقصاءه وتسريحه للكوادر المدنية والعسكرية والأمنية والدبلوماسية الجنوبية ، وتعرض خلال مسيرته النضالية للتهديدات والمضايقات والمطاردات إلا لم يرضح لتلك الضغوطات ، ولم يفكر في يوم من الأيام أن يقبل الاغراءات مقابل التنازل عن مبادئه الوطنية والثورية الجنوبية وواجهها بالصبر والتحدي والثبات ، لإيمانه العميق بأن النصر آت لا محالة لشعبه المحتل الذي عانى الكثير من الظلم والقهر والطغيان ، ولثقته أن الحق سينتصر على الباطل ، وأن مهما طال الطغاة والجبابرة في ظلمهم وظلامهم لا بد أن يسقطون في نهاية المطاف إلى مزبلة التاريخ ، ليبزغ فجر يوم جديد تشرق فيه شمس الحرية .
وهذا المبادئ والقيم والأهداف السامية التي آمن بالتمسك بها خلال مشوار حياته عززت فيه روح الانتماء لوطنه الجنوبي ، والدفاع عن مبادئه وأهدافه ، ما جعله يسخر كل ما يملكه من قدرات وإمكانات لملكته الشعرية المتفتحة في سبيل مساندة شعبه في مرحلة الثورة السلمية الجنوبية ، ليلهب بقصائده الحماسية الجنوبية مشاعر الثورة والنضال ورفض الظلم والقهر والاستعباد والاحتلال .
الشاعر الجنوبي أبو حمدي كان رمزاً وطنياً جنوبياً في محراب ثورة الجنوب السلمية منذ انطلاقتها وله حضوره القوي في الميادين والساحات منذ بدايتها وحتى اليوم ، وظل في محراب الجبهة الشعرية فارسا لا يشق له غبار للدفاع عن وطنه وحق شعبنا الجنوبي في استعادة دولته وحريته وهويته .
ولم ينس شعبنا الجنوبي وقيادته السياسية ممثلة بالمجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الرئيس عيدروس الزبيدي أدوار الشاعر الجنوبي أبو حمدي في إشعال حماس أبناء الجنوب في تظاهراتهم ومهرجاناتهم الجماهيرية المليونية في الساحات والميادين رغم الظروف المعيشية الصعبة التي عانى منها ابوحمدي شأنه كشأن أبناء الجنوب قاطبة الذين عانوا الأمرين من سياسات التجويع والتركيع والإقصاء والتهميش والتسريح القسري وقام أبناء الجنوب بحملة شعبية للمطالبة بتكريمه نظير الجهود التي بذلها في مضمار الثورة الجنوبية.
وشهدت العاصمة عدن، صباح يوم الثلاثاء ٦ ديسمبر ٢٠٢٣ م، حفلا شعبيا لتكريم الشاعر الجنوبي الكبير محمد عبدالله أبو حمدي.
شارك في الحفل قيادات من المجلس الانتقالي الجنوبي، يتقدمهم أعضاء هيئة الرئاسة فضل الجعدي والعميد ناصر السعدي وعدد كبير من الشخصيات السياسية والعسكرية.
ويأتي هذا التكريم لشاعر الثورة الجنوبية ابو حمدي من قبل رجال المال والاعمال والمجلس الانتقالي الجنوبي تقديرا لدوره الكبير في إثراء المكتبة الثقافية بعدد من القصائد الشعرية والوطنية وعلى قرار تكريم الشاعر الجنوبي الكبير ثابت عوض اليهري .
وفي حفل التكريم نقل الأستاذ فضل الجعدي الأمين للمجلس الانتقالي تحيات رئيس المجلس الانتقالي عيدروس الزبيدي ، الذي يولي اهتماماً كبيراً بالهوية الثقافية .
وقال الجعدي في هذه المناسبة التكريمية إن ثورة يتصدرها الشعراء والفنانون لهي ثورة منتصرة بإذن الله ، وإن الشعراء هم المعبرون الحقيقون عن صوت الشعب في الجنوب ،وعلينا ان نتذكر هؤلاء ،بكل فخر واعتزاز ،ونهنئ الشاعر المحتفى به أبو حمدي بهذا التكريم تقديراً لدوره في خدمة القضايا الوطنية.
ورد الشاعر الجنوبي أبو حمدي الوفاء بالوفاء لكل من أسهم في إنجاح مهرجان تكريمه وشكر كل أبناء الجنوب الذي شاركوا في حملة تكريمه وبذلوا الغالي والنفيس لإنجاح هذه الحملة والتي جسدت روح والتصالح الجنوبي وكرم ونخوة وشهامة أبناء الجنوب ووحدة صفهم والتأكيد بأن الجنوب جسدا واحدا وقلبا واحدا وشعباً واحداً لن تستطيع أي قوة لأعداءه أن تشق صفه وتزرع الفتن والضغائن بين أوساطه حسب تعبيره .
وألقى قصيدة في حفل التكريم بعنوان ( خمسة أحد عشر ) نالت استحسان الحاضرين .