كتب / عبدالله الصاصي
فجر الثلاثين من نوفمبر 1969 م هو اليوم الذي توهجت خلاله حزمة النور المصحوبة بنفحات نسيم الصباح الوضاء في لحظات وداع الليل المظلم الذي تلاشى في برهة انطلاق خيوط شمس الحرية لتعانق ذرات رمال الوطن في يوم البشرى .
30 نوفمبر يوم تاريخي وحدث عظيم وعلينا جميعاً ان نستشعر أهمية ذلك اليوم الفاصل بين الظلم والاستبداد الذي مارسه الاستعمار البريطاني على اجدادنا وآبائنا في ظل عيش التعاسة والحرمان من ابسط الحقوق الادمية على مدار 129 عام ظل خلالها شعب الجنوب يعاني الويلات جراء القتل والتنكيل وتكميم الافواه ، الى ان جاء يوم الخلاص 30 نوفمبر يوم التشريع لعهد البناء للانسان وتعمير الارض واستصلاح الاراضي وتشييد دور العلم والمستشفيات .
في مثل هذا اليوم من كل عام علينا ان نعيد الذاكرة الى الخلف للمقارنة بين الماساة التي عاشها الجنوب ابان الاحتلال البريطاني وحياة العزة والشموخ التي عاشها الشعب الجنوبي بعد الاستقلال في ظل الوفرة من المواد الغذائية والكماليات ولاسعار المنظبطة والمدارس والجامعات والتطبيب المجاني ودور الكتب والصحف المنتشرة المحلية والعربية في كل زاوية ، كلنا يتذكر الصحف والمجلات العربية التي كانت في متناول الجميع في اي وقت ، الصحف ( الحياة - القبس - شيحان الحدث - الاهرام - الوطن - القدس ) وغيرها اضافة المجلات العربية الكويتية والقطرية والعمانية ومجلة العالم الايرانية ، والكتب القيمة بارخص الاسعار ، رياض الاطفال وكل طفل من حقه ان يحصل على اللعب والغذء اليومي من التفاح والليم والبيض كل ذلك مجاني اليس كل ماذكر رغم ان ماذكر اليسير من النعم التي جاءت بعد الاستقلال في ظل دولة بناها الجنوبيون بعد يوم الاستقلال 30 نوفمبر .
كل الإنجازات على صعيد الوطن الجنوبي من الأمن والأمان والعيش الكريم وبناء الجيش القوي الحامي لتراب الوطن كل ذلك لم يأت من فراق بل بالتضحيات التي سطرها المناضلون حتى يوم النصر الثلاثين من نوفمبر المجيد .