كتب / وضاح الخويري
قصص البحث عن الكنوز والآثار في مدينة قعطبة شمال محافظة الضالع والمنطقة بشكل عام حيث تختلف الإشاعات ورؤى الأحلام من مكان إلى آخر حيث انتشرت الإشاعات والحكايات والادعاءات بشكل كبير حيث لا تخلو مجالس القات عن الحديث عن تفسير رؤى الأحلام بأماكن الكنوز والآثار المدفونة حيث يخوضون في نقاشات حول تفسير وتحليل القصص وعن العلامات والإشارات التي تدل على وجود أشياء مدفونة هنا وهناك حسب الإشاعات التي تعزو العقول حتى أصبح البعض يصدق هذه الادعاءات والافتراءات.
عوامل عدة ساعدت على انتشار الإشاعات والروايات حول الكنوز والآثار في المنطقة برمتها حيث لا يوجد مكان لم يسلم من الحفر بسبب الفراغ والجهل والفقر والحالة المعيشية الصعبة جعلت من الشباب عرضة للإشاعات.
بداية الحادثة برؤى أحلام في المنام لأحد الطامحين للحصول على الكنز المدفون تحت إحدى االابنية القديمة في مدينة قعطبة القديمة تحديد في حارة الحويك تتبع للمالك الحاج عبد الله يحيى 60 عاما من أبناء مدينة قعطبة حسب إفادة أصحاب الشأن.
كانت البداية قبل عدة أشهر حين أحضر أحد الشباب جهاز كشف المعادن من منطقة الشعيب إلى المكان المحدد يدعي أنه رأى في المنام كنز مدفون تحت مطبخ البيت وبعد حصول الموافقة من قبل صاحب المنزل بالحفر بعد أن تأكد من مزاعم صاحب جهاز كشف المعادن الذي أكد وجود كنز مدفون حسب الإشارة الظاهرة في الجهاز وأنها كبيرة تحت عدة أمتار حسب رواية رواية الحاج عبد الله يحيى.
وعلي الفور شرع الشباب في الحفر خلال فترات متقطعة من الحفر تم الاستعانة برجل روحاني لقراءة الرقية الشرعية للمكان وللماء المستخدم لرش الحفرة خلال عملية الحفر.
مكان الحفر
المكان عبارة عن بقايا منزل قديم مكون من غرفة ومطبخ وحمام قديم مبني من الطين والأحجار.
الحفرة
عبارة عن فتحة دائرية الشكل بطول متر وعرض متر تقريبا تتسع من الأسفل بعمق عدة أمتار يعتلي الفتحة الركام المستخرج من الحفرة وجدران المطبخ وسقفه.
الزمن تحديد الساعة الرابعة عصر يوم السبت الموافق 2023/11/04م
المكان تحت مطبخ البيت القديم في حارة الحويك مدينة قعطبة
الأفراد وهم فضل أحمد السباق وعلي محمد عبد الواحد الخطيب وهشام محمد عبد الواحد الخطيب.
الحادثة وقعت أثناء الحفر ورفع الركام من الحفر التي سبق أن سقط بعض الركام عليهم قبل عدم أيام من الحادثة.
أفاد الحاج عبد الله يحيى أن الأشخاص المذكورين آنفا كانوا عنده في المجلس يتعاطون القات وبعد صلاة العصر نزل علي عبد الله الخطيب وفضل أحمد الصباغ إلى الحفرة ثم تبعهم هشام محمد الخطيب الذي كان في الأعلى يقوم بعملية استخراج الركام إلى أعلى الحفرة وما هي إلا لحظات حتى تم سمع صوت سقوط الجدار والردم عليهم فهرع يصرخ يستغيث وتعالت أصوات الاستغاثة من المارة والجيران.
الحادثة كان نتيجة سقوط جدار المطبخ والركام المتجمع حول الحفرة في الأعلى حيث سقط عليهم ودفن الحفرة بالكامل
استطاع هشام محمد الخطيب الخروج بمساعدة أحد الشباب يدعى عمار أحمد علي الذي هرع إلى المكان لحظة سماع نداء الاستغاثة حيث أصيب هشام بعدة جروح طفيفة وكذلك إصابة الشاب عمار أحمد علي أثناء عملية الإنقاذ
اجتمع الأهالي والجيران الذين هرعوا إلى المكان للإنقاذ ورفع الأنقاض في بداية الأمر تخوف البعض من سقوط الجدران عليهم لأن المكان متهالك ويتساقط بأبسط حركة فاستقدموا قطع الأخشاب التي تظهر في الصورة
عملية رفع الأنقاض بالكامل استمرت ثلاث ساعات تقريبا تم انتشال الأول وهو فضل أحمد الصباغ في حدود الساعة السابعة تقريبا وفي حالة غيبوبة وفاقد الوعي تم إسعافه مباشرة إلى مستوصف طيبة في مدينة قعطبة وتم إجراء عملية الإنعاش ولكن دون جدوى فقد كان في سكرات الموت.
الثاني وهو علي محمد الخطيب تم انتشاله في حدود الساعة الثامنة مساء وقد فارق الحياة.
الحزن خيم على مدينة قعطبة من الأسى والحزن الذي أصاب الجميع الحادثة لم تكن الأولى التي يسقط ضحايا البحث عن الكنوز والآثار ولن تكن الأخيرة في ظل انتشار أوهام البحث عن المجهول.