كتب / ناصر التميمي
(بغيت الصدق والواقع سبولة خير من مقلع
ونخلة ماتعشي ضيف قعرها لاتخليها )
هكذا قال: شاعرنا الشعبي الحضرمي المحضرم سعيد فرج باحريز في مساجلة شعرية جمعته مع الشاعر طارق العطاس الملقب ( بالنعيري) في مساجلة شعرية عام 1970م والمكونة من إحدى عشرة بيتا فيها من الحكم والأقوال المأثورة التي لايزال الناس يتداولها إلى اليوم ،وأنا اختر هذا العنوان لمقالي لمانعيشه اليوم من وضع مزري ومخيف وموحش بالنسبة لنا كشعب في ظل حكومة المناصفة نحن بحاجة لمن يقعرها من جذورها .
كثيرة هي المواقف الصعبة التي يتعرض لها،من وقت لآخر في وطني الجنوب الذي يرزح شعبه تحت أسوأ احتلال همجي على وجه المعمورة ،فإذا كان الإحتلال الصهيوني يرسل قنابل الموت والدمار على غزة ،فنحن في الجنوب نتعرض لأسوأ موت جماعي بطئ بسبب سياسة التجويع الممنهجة التي تمارسها علينا الحكومة المسماة حكومة مناصفة التي تسير عليها القوى اليمنية برئاسة المدعو معين عبدالملك ،وأغلب اعضاءها على عداء مع قضية شعب الجنوب فماذا ننتظر منهم ؟ هل تنتظر منهم أن يسقونا عسل البغية؟وهل سيعملون من أجل خدمة هذا الشعب طبعا لا وألف لا ومستحيل أن يقوم من ينتمي إلى العربية اليمنية بتقديم اي خدمة لأنهم يدركون جيدا أن استقرار الجنوب من حيث الخدمات والمعيشة يعني ضربة قاضية للمليشيات الحوثية،وهذا ما لا يريدونه لأنهم جميعا وجهان لعملة واحدة ،انما يلعبون ادوار معينة لخدمة أجدتهم الخبيثة على أرض الجنوب الطاهرة ،التي ترفض أي دخيل عليها ليس من اصلها.
ونحن في جنوبنا الحبيب لا يمر يوم إلا ونشاهد بعض المواقف المؤلمة التي يعاني منها شعبنا الأبي جراء الوضع المعيشي الصعب والإنهيار الغير مسبوق للعملة المحلية بسبب الحرب العبثية الموجهة سهامها السامة نحو شعب الجنوب ،وفشل حكومة المناصفة عن القيام بدورها المنوط بها ،وما دفعني لكتابة هذا المقال هو حجم المعاناة الكبيرة في ظل صمت مجلس القيادة الرئاسي الغير مبرر .
يبدو أننا نسير نحو الدخول في نفق مظلم وموحش يصعب الخروج منه، خاصة في تدهور الحياة المعيشية للمواطن الغلبان الذي يواجه حروب متعددة لا نهاية لها ولا حلول واضحة في الأفق القريب تزرع على الأقل ولو بصيص من الأمل في المواطن الذي سئم من الحياة ومن شيء اسمه حكومة مناصفة التي لا نعلم نحن ماهي وظيفتها التي جاءت من أجلها؟ ،رغم أن الكل كان يردد بأنها حكومة مهمتها توفير الخدمات وتحسين الوضع المعيشي للشعب ،الى الآن لم نرى لا تحسن في الخدمات ولا المعيشةولا الرواتب ،بل العكس ازدادت الخدمات تدهورا أكثر مما كانت عليه من قبل، وتدهورت حياة الشعب وتحولت إلى جحيم تنذر بكارثة ،اذا فما هو دورها ياجماعة فهمونا سنة بعد سنة تمر والشعب يسير نحو الهاوية والصمت سيد الموقف ،والله أنه زمن العجائب الغرائب .
أمام هذا الوضع الإقتصادي المزري يتساءل المواطن المغلوب على أمره أين الحكومة ؟ ولماذا صامته عن مايجري من انهيار غير مسبوق للعملة المحلية ؟ أم أن الأمر لايعنيها ..! أنا شخصيا أعتقد أنها فشلت عن القيام بدورها وأصبحت عاجزة بما تعنيه الكلمة من معنى، وبقاؤها هو زيادة الطين بلة ،فهنا يجب على التحالف العربي أن يدرك جيدا المعاناة التي يتجرعها الشعب بعد تسع سنوات من طرد المليشيات الحوثية من الجنوب ويضغط لإقالة الحكومة التي أثبتت فشلها الذريع بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف والأولى عالميا في تجويع الشعب.
كل الأزمات وحرب الخدمات المفتعلة ضد الشعب نعلم من الذي يقف خلفها ويديرها بالريموت كنترول وندرك جيدا الأهداف الخبيثة التي يريدوا تحقيقها ،وذلك من أجل حرف بوصلة هدف الشعب المتمثل باستعادة الدولة ومواجهة المجلس الانتقالي الجنوبي ،فهذا لن يتحقق لهم قط مهما صنعوا من أزمات سينصدمون بجدار الشعب الفولاذي،فالعقبة الكأدأ التي تقف أمام تدهور الوضع الإقتصادي والخدماتي هي القوى اليمنية المرتدية لباس الشرعية زورا وبهتانا ،وتنفذ مشاريعها عبر رئيس الحكومة والوزراء المحسوبين على الشرعية الذين يعرقلون اي تنمية في الجنوب بحجج واهية ،ولهذا أصبح بقاء هذه الحكومة في ظل مايحصل من تجويع ممنهج على شعب الجنوب عبث،وحان الوقت للوقوف أمامها والتصدي لها وايقافها عند حدها قبل أن نذهب إلى المجهول ،وعندها سنعض على نواجدنا بعد فوات الأوان ،اليوم أمام قيادتنا السياسية ممثلة بالرئيس عيدروس الزبيدي خيار لابد أن يتخذوه حتى وإن كانت التكلفة باهظة الثمن لا مفر منه ،وهو قلع هذه الحكومة من جذورها بشكل نهائي واعلان حكومة مصغرة جنوبية تدير شئون الجنوب ،وكما قال الشاعر باحريز نخلة ماتعشي ضيف قعرها لاتخليها .لقد صدق فيما قاله ،وحكومة عمياء لاتبصر ولم تقدم شيء للشعب يجب أن تقر من جذورها وغير مأسوف عليها والله من وراء القصد ...!!