كتب / محمد حسين المنصوري " بدوي الجبل "
كانت هناك منظمة دولية تسمى عصبة الأمم ، اُنشـِئَت هذه المنظمة بعد الحرب العالمية الاولى ، وقد اتفقت عدد من الدول على إنشاء هذه المنظمة بما يخدم مصالح تلك الدول وكانت تضم تحت لواءها عدد قليل من دول العالم لا يتجاوز الستين دولة ولم تكن امريكا حينها عضو في عصبة الأمم إلا ان هذه المنظمه فشلت في احتواء العالم اذا كانت الدول المنتصرة في هذهِ الحرب هي المُهيمنة على العالم مما ادّى إلى قيام حرب عالميّة ثانية في عام 1939 والتي راح ضحيتها ملايين من البشر ، وفي عام 1946 ،، تاسست على إثرها منظمة دولية هي منظمة الأمم المتحدة وقد ضمّت تحت لواءها كافة دول العالم وعددها 156 دولة وجميعها عضو في الجمعية العامة للمتحدة وضمٌت كذلك 15 دولة في مجلس الأمن الدولي ألٌا ان هذا المنظمة كسابقتها لم تستطع ان توقف نزيف الدم بين دول العالم المتناحرة اذ كانت الدول المنتصرة في هذا الحرب هي المهيمنة على العالم ، وللعلم فإن الدول العربية لم تكن مشاركة في تأسيس اي من هذه المنظمات لا في منظمه عصبة الأمم ولا في منظمة الأمم المتحدة ولم تكن كذلك الدول العربية شريك عند إنشاء القوانين التابعة للأمم المتحدة اذ كانت تؤسس هذه القوانين وفق مصالح الدول العظمى ، فعلى سبيل المثال فإن قانون البحار يعطي الحق للدول العظمى التي تمتلك اساطيل كبيرة وبارجات في الاصطياد على مقربة من السواحل العربية التي لا تمتلك اساطيل بحرية ولم تكن شريك في انشاء هذا القانون وبالتالي اصبحت هذه الدول العربية ضحية لهيمنة وانتهاكات الدول الكبرى المسيطرة على العالم ،،،
وقد فُرِض على الدول العربية بموجب ميثاق الأمم المتحدة أن تخضع لقوانين وأنظمة الأمم المتحدة رغم انها لم تكن طرفاً في إنشاء تلك القوانين ، والى هذا اليوم وهذه الدول هي من تمتلك حق الفيتو وتمتلك حق اتخاذ القرار وهي المسيطرة على مجلس الأمن الدولي ولها الحق في اعلان الحرب ولها الحق في فرض العقوبات .
وللعلم فإن الدول العربية وبقية دول العالم الضعيفة انظمت للأمم المتحدة طمعا في حمايتها والذود عنها والإستفادة من مواثيقها ، ولكن ومنذ تأسيس منظمة الأمم المتحدة شهد العالم المئات من الحروب الطاحنة وانتهاكات لحقوق هذه الدول الضعيفة و التي سقط ضحيتها ملايين البشر وانتُهِكَت فيها حقوق الإنسان وحقوق الدول الأعضاء التي لا تمتلك حق الدفاع عن نفسها ومنها دول عربية وأسيوية وأفريقية وأصبح العالم بسبب ذلك مقسم بين عالم اول وعالم ثاني وعالم ثالث ،،
وقد كانت ألدول العربية أو مايسمى بدول العالم الثالث تلجأ إلى الأمم المتحدة عند انتهاك حقوقها من قبل الدول الأخرى وتنتظر هذه الدول المُنتٓهكة الى أن يصدر قرار أممي لحمايتها ورغم ذلك فأن القرارات الصادرة عن الأمم المتحدة لم تكن كافية لحمايتها اذ أن الدول النافذة لاتقر بأي من قرارات الأمم المتحدة ولا قرارات مجلسها الأمني ولم تستطع الأمم المتحدة رفع المظالم عن الدول الضعيفة
مما اضطر معها بعض دول العالم الثالث على مجاملة الدول العظمى والتنازل لها عن كثير من حقوقها وسيادتها مقابل حمايتها والذود عنها وبالرغم من ذلك فإن دولنا العربية بقيت تحت ظلم وقهر تلك الدول النافذة و اصبحت تلك الدول تمارس جميع وسائل الضغط والإرهاب على الدول العربية لتمرير مصالحها ،،
ويكفينا أن نعلم أن هناك مئات القرارات بشأن القضية الفلسطينية ولكن امريكا واسرائيل لم تلتفت إليها ولم تعيرها اي اهتمام ورمت بها عرض الحائط ، فهل يمكن بعد هذا أن نقبل بمنظمة الأمم المتحدة كمنظمة خاضعة لهيمنة الدول الكبرى ؟ و هل ستبقى دول العالم الثالث في تلك المنظمة ام عليهم المطالبة بأسقاط تلك المنظمة الأممية والبحث عن منظمها غيرها تحفظ حقول كل دول العالم دون تمييز وبما يضمن المساواة بين جميع الدول الأعضاء ..