ثورة 14 أكتوبر .. عظمة الإنجاز وأصالة النهوض المتجدد في الإنتصار لإرادة شعب الجنوب
تاريخ النشر: الجمعة 13 اكتوبر 2023
- الساعة:21:09:03 - متابعات _ الناقد برس
تأتي الذكرى الستين لثورة 14 أكتوبر المجيدة، في الوقت الذي يخوض فيه شعب الجنوب ثورة تحرير لنيل استقلاله الثاني من الإحتلال اليمني المتخلف ، أشد طغياناً وظلماً وظلامية من الأنظمة الإستعمارية السابقة ، لكن هذه الثورة العظيمة وفي هذا المعترك التحرري المعاصر اثبتت أصالتها في النهوض بمسؤولياتها والإنتصار لإرادة شعب الجنوب من خلال جيل جديد يمثل إمتداد لجيل الأجداد والآباء الذين فجروا ثورة 14 أكتوبر وقهروا اعظم نظام إستعماري شهده العالم .
الشاهد ان تجدد ثورة 14 أكتوبر بثورة الجنوب المعاصرة في سياق تكاملي تاريخي وطني وعضوي ، هو ضمان أكيد لإنتصار ذات الثورة التي تعرضت للتشويه وإلصاقها بهوية غير هويتها الجنوبية ، من قبل قوى ونظام العربية اليمنية، فطيلة عقدين ونيف وهو عمر الاحتلال اليمني للجنوب ، جرى تهميش ثورة أكتوبر وسلخها عن موطنها واهدافها ومبادئها ، وكانت أول المكتسبات الجنوبيية التي تعرضت لليمننة، مع إن اهدافها لم تشر لا من قريب ولا من بعيد لشيئ اسمه يمن ، بل الجنوب والأمة العربية . بل لم تشير تلك الأهداف العظيمة الى أي علاقة بها وباليمن وما تسمى بثورة سبتمبر .. وإليكم اهداف ثورة 14 أكتوبر المجيدة التي صمدت وحافظت على مناعتها رغم محاولات التمويت والتشويه وعمليات تغيير الملامح وتزييف الجوهر :
١- تصفية القواعد وجلاء القوات البريطانية من أرض الجنوب دون قيد أو شرط.
٢- إسقاط الحكم السلاطيني والذي صنف بأنه رجعي متحالف مع المستعمر البريطاني.
٣- إعادة توحيد الكيانات العربية الجنوبية سيراً نحو الوحدة العربية والإسلامية على أسس شعبية وسلمية.
٤- استكمال التحرر الوطني بالتخلص من السيطرة الاستعمارية الاقتصادية والسياسية.
٥- إقامة نظام وطني على أسس ثورية سليمة يغير الواقع المتخلف إلى واقع اجتماعي عادل ومتطور.
٦- بناء اقتصاد وطني قائم على العدالة الاجتماعية يحقق للشعب السيطرة على مصادر ثرواته.
٧- توفير فرص التعليم والعمل لكل المواطنين دون إستثناء.
٨- إعادة الحقوق الطبيعية للمرأة ومساواتها بالرجل في قيمتها ومسئولياتها الإجتماعية.
٩- بناء جيش وطني شعبي قوي بمتطلباته الحديثة تمكنه من الحماية الكاملة لمكاسب الثورة واهدافها.
١٠- انتهاج سياسية الحياد الإيجابي وعدم الإنحياز بعيداً عن السياسات والصراعات الدولية.
إنتصرت ثورة 14 أكتوبر لمهامها واهدافها في 30 نوفمبر 1967م بإعلان الإستقلال الوطني الجنوبي الناجز وقيام “جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية” كانت ثورة حقيقية وشاملة وجذرية، طردت المملكة التي لا تغيب عنها الشمس , وغيرت حياة المجتمع والشعب الجنوبي سياسياً واقتصادياً وثقافياً . وعلى أنقاض عشرات السلطنات والمشيخات والإمارات المتناثرة الضعيفة اقامت دولة قوية ، سادها النظام والقانون والعدالة والمساوة منذ أول ايام إنشائها، لكن قيادة الثورة والدولة الجنوبية الوليدة ونظراً لظروف تلك المرحلة لا سيما الإقليمية والدولية لم تنتبه لنزعتها القومية وتبعات ذلك على هوية الثورة واهدافها ومكتسباتها، كانت كما يبدوا على قدر عال من الثقة بنفسها، وكانت في الوقت نفسه متأثرة بنشوة النصر وصداه في الوطن العربي، حيث وان إنتصار ثورة اكتوبر في 30 نوفمبر 1967م وطرد آخر جندي بريطاني من عدن ، جاء كبلسم للجرح الغائر الذي أصاب الأمة العربية بفعل نكسة حزيران 1967م، كان بحق النصر التحرري العربي الذي إستنهض همم الأمة العربية.
إستغلت قوى صنعاء المتربصة بالجنوب ودولته، الخطاب القومي الجنوبي وعنفوان القفز من الوطني الى ما هو عابر للحدود، في التسلل باليمننة وتنميط مفاهيم الثورة ومفرداتها على هذا النحو، ومن ثم الانغماس الكامل في الحبر الذي كتب به الثورة لتصبح فرعاً من اصل إنقلاب يمني حدث في 1962 بصنعاء وفشل بإنقلابات بينية كان آخرها الانقلاب الحوثي.
لكن ثورة 14 أكتوبر حافظت على أهدافها ومبادئها وهويتها وأصالتها وأثبتت إنها الثورة الوطنية الجنوبية التحررية المتجددة بأجيالها.