مسودة التسوية السياسية التي سلمها وزير الدفاع السعودي لرئيس وأعضاء المجلس الرئاسي الأربعاء الماضي "
تتكون من ثلاث مراحل:
المرحلة الأولى، وتستمر ستة أشهر، وفيها يتم وقف إطلاق النار وفتح الموانئ والمطارات ودفع المرتبات، إضافة إلى إغلاق ملف الأسرى وملف سفينة صافر، (وهو الملف الذي اغلق فعلاً وتحركت السفينة البديلة من الصين باتجاه الحديدة الاسبوع الماضي)..
تشمل المرحلة الأولى السماح للحكومة الشرعية باستئناف تصدير النفط والغاز للمساهمة في تغطية دفع المرتبات، ومانقص من ميزانية المرتبات تتحمله السعودية، إضافة إلى تشكيل لجنة اقتصادية لوضع تصور شامل للوضع المالي والاقتصادي للبلاد، وتشكيل لجنة عسكرية وأمنية تعمل على رفع تصور كامل للملف الامني والعسكري.
المرحلة الثانية، وتستمر من ثلاثة إلى ستة أشهر، تشمل الحوار والتفاوض بين الحوثيين والحكومة الشرعية للاتفاق على طبيعة وإدارة المرحلة الانتقالية، وتحديد الوضع الامني والعسكري وخروج القوات الأجنبية.
المرحلة الثالثة، وهي الاطول في اطار التسوية، بحيث تمتد إلى عامين كاملين، كمرحلة انتقالية، وفيها يجري حوار يمني يمني موسع، بحيث يشمل كل المكونات السياسية المختلفة، وتناقش فيه كافة القضايا الخلافية، أهمها شكل الدولة والسلاح والمؤسسات والقضية الجنوبية والعدالة الانتقالية وفق قانون جبر الضرر..
الوفدان السعودي والعماني، اللذان وصلا امس الى العاصمة صنعاء، سيسلمان الحوثيين نسخة رسمية من هذه المسودة التي هي في الاساس؛ من مخرجات التفاهمات السعودية مع الحوثيين في مسقط، وتقديم دعوة للجماعة لتحديد الوفد الذي سيمثلها للتوقيع على المسودة خلال العشر الأواخر من رمضان في قصر الصفا المطل على الحرم المكي الشريف، كما جرت العادة سنوياً، حيث يتحول القصر إلى ورشة عمل سياسية، يستقبل فيه الملك السعودي الرؤساء والقادة المعتمرين، وتناقش فيه مشاكل وأزمات العالم الإسلامي فيما بات يُعرف بدبلوماسية العشر الأواخر.
.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية (واس) اليوم الخميس أن الجانبين السعودي واليمني "استعرضا خلال اللقاء عمق العلاقات الأخوية بين البلدين والشعبين الشقيقين، والتأكيد على استمرار دعم المملكة المتواصل لليمن"
كما بحث الجانبان "مستجدات الأوضاع في اليمن، وجهود مجلس القيادة الرئاسي اليمني لتحقيق الأمن والاستقرار في اليمن، ودعم كافة الجهود للتوصل إلى حلٍّ سياسي شامل ينهي الأزمة اليمنية، وينقل اليمن وشعبه للسلام والتنمية"
وأكد وزير الدفاع السعودي "استمرار دعم المملكة لمجلس القيادة الرئاسي اليمني في كافة المجالات بما يخدم الشعب اليمني الشقيق ويحقق تطلعاته"
وتأتي التفاهمات غير الرسمية، تزامنا مع أول لقاء رسمي بين وزيري خارجية السعودية وإيران الأمير فيصل بن فرحان وحسين أمير عبداللهيان في بكين استكمالا لاتفاق دبلوماسي مفاجئ توسّطت فيه الصين الشهر الماضي، من أجل تمهيد الطريق لتطبيع العلاقات بعد سنوات من التوترات.
وقال البلدان في بيان مشترك إنهما سيبدآن ترتيبات لإعادة فتح الممثليات الدبلوماسية خلال فترة الشهرين المنصوص عليها في الاتفاق
وذكر البيان أن الجانبين اتفقا على "مواصلة التنسيق بين الفرق الفنية في الجانبين لبحث سبل تعزيز التعاون بين البلدين بما في ذلك استئناف الرحلات الجوية، والزيارات المتبادلة للوفود الرسمية والقطاع الخاص، وتسهيل منح التأشيرات لمواطني البلدين"
وفي تقرير لموقع عدن تايم جاء فيه : إن التفاهمات غير المعلنة رسميا حتى الآن لا تلبي مطالب المجلس الانتقالي الجنوبي المنضوي ضمن مجلس القيادة الرئاسي، والذي يطالب بوجوب أن تكون قضية الجنوب جزءا من أي مسار مستقبلي للعملية السياسية، فيما لا تبدي باقي القوى الممثلة للشرعية موقفا واضحا حيال هذا المطلب، وهي تحاول تأجيل بحثه إلى حين حسم الصراع مع الحوثيين
مراقبون :
ويعتقد المراقبون أن تركيز الأطراف الدولية على حصر الأزمة اليمنية في صراع بين الحوثيين والسلطة الشرعية ومن خلفهم التحالف العربي يعكس قصورا واضحا في إدراك طبيعة الأزمة المركبة ومتعددة الأطراف والجوانب.
ويشيرون إلى أن عدم الأخذ في الاعتبار موقف مكون أصيل في هذه الأزمة، وهو الجنوبيون، سيعني استحالة تحقيق الاستقرار في هذا البلد، وإن تم التوصل إلى توافق مع الحوثيين ، ومرّ عام كامل على الهدنة الأممية التي أعلنت بين أطراف الحرب في اليمن في الثاني من أبريل 2022، لكنها انتهت في أكتوبر واستمرت بدون اتفاق على تمديدها، في ظلّ رفض الحوثيين تمديدها حيث وضعوا عدداً من الشروط للموافقة، أبرزها دفع رواتب الموظفين في مناطق سيطرتهم
ومنذ ذلك الحين يشهد اليمن أطول فترة لوقف إطلاق النار منذ اندلاع الحرب في هذا البلد، والتي دخلت عامها التاسع على التوالي في ظلّ جملة من المتغيرات الدولية والإقليمية
ردود فعل الجنوبيين للاتفاق :
لقور : حلول الإقليم والعالم لم تعد صالحة في مواجهة حق شعب الجنوب العربي
قال المحلل السياسي والأكاديمي الدكتور حسين لقور من خلال تغريدة له أن مشاريع الحلول التي يبني عليها النظام الاقليمي و العالمي مهما كانت غير مثالية، وغير منصفة لم تعد صالحة للعمل في مواجهة حق شعب الجنوب العربي في إستعادة هويته و دولته. وأضاف: الصراع اليمني _ الجنوبي تجاوز كل الحلول التقليدية للحروب، و أصبح اكبر من أن يتم حله بمساوامات سياسية ترقيعية. وأختتم: مشاريع الحلول التي يبني عليها النظام الاقليمي و العالمي مهما كانت غير مثالية، وغير منصفة لم تعد صالحة للعمل في مواجهة حق شعب الجنوب العربي في إستعادة هويته و دولته.
العولقي يؤكد ثبات الجنوبيين على أرضهم المحررة كالجبال:
قال عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي سالم ثابت العولقي أن الجنوبيين ثابتين على أرضهم المحررة كالجبال الرواسي بحماية قواتهم المسلحة. واضاف العولقي في تغريدة على تويتر: قطعنا في الجنوب شوطاً كبيراً في معركة التحرير والتأمين، ونقف اليوم على أرضنا المحررة، بحماية مغاوير قواتنا المسلحة على امتداد الجبهات والحدود، ويسهر رجال أمننا الأبطال على الأمن الداخلي. واشار الى أن الانتقالي يخوض معترك السياسة بما يعزز المكتسبات ويحفظ حقوق شعبنا كاملة غير منقوصة. مضيفا أنه لا مكان للإرجاف فنحن على أرضنا ثابتون كالجبال الرواسي.
النقيب : القوات الجنوبية تتعهد بالبقاء في الميدان دفاعا عن الهوية
تعهدت القوات المسلحة الجنوبية بالبقاء على عهدها لشعب الجنوب كحصن أمان ومصدر أمن للوطن والمواطنين ضد كل المعتدين. وقال محمد النقيب المتحدث باسم القوات المسلحة الجنوبية، إننا "سنظل في الميدان على عهد الرجال للرجال، حماة لوطننا الجنوب وسيادته ومكتسباته وثرواته وعقيدته وهويته". وأضاف: "أمناء على المسئولية ، أوفياء للمهام التي توكل إلينا، جديرون في الحسم واجتراح النصر".
إعلامي جنوبي : الجنوبيون لن يقبلوا بأي انتقاص من حقوقهم وقضيتهم
وقال الإعلامي مهيب الجحافي :
" يجب أن يعلم أولائك الواهمون والمحاورون من خلف الستار، أن الجنوبيين لن يقبلوا بأي حلول سياسية تنتقص من حقوقهم وتطلعات قضيتهم الوطنية العادلة، وأن أي محاولات تستهدف قضيتهم الجنوبية ستدفعهم لأن يقلبوا المعادلة السياسية رأسا على عقب، لأنه لا حل لإنهاء الصراع بالمنطقة إلا بحل القضية الجنوبية، بما يرتضيه شعب الجنوب، كونها طرف رئيس بالمنطقة ولا يمكن لأي دولة من دول العالم والإقليم تجاوزها، ومن يعتقد أنه قادر على تجاوز حل القضية الجنوبية عليه أن يدرك أن الشعب الجنوبي صاحب القرار ولن يقف مكتوف الأيدي وإن إرادته الصلبة ستعصف بالجميع ولن تستقر المنطقة إلا بحل القضية الجنوبية وهذا قرار الاخيار الأغيار ولا رجعة عنه.
وأضاف كما أننا نحذر من خلال موضوعنا هذا من أي مساعي دولية تحاول صرف مرتبات الحوثيين والجماعات الإرهابية وداعميه ومموليه الإخوان من موارد الجنوب، لأنه من المحال صرف مرتبات الحوثيين والجماعات الإرهابية من موارد الجنوب وهم يشنون حربا ضروسا على الجنوب أرضا وانسانا، وعلى الأشقاء في التحالف العربي النظر لهذه النقطة وعدم التهور وارتكاب الحماقة، فأي محاولات تفضي إلى التوقيع بذلك تعتبر باطلة ولا تمر عند الشعب الجنوبي صاحب الأرض والقرار..
واختتم الجحافي نقول لأعداء الجنوب والقضية، أن دماء الشهداء وتضحيات شعبنا وصموده لن تسقط بالتقادم، وأنها ستضل على الطريق، لانتزاع حقوقه المشروعة واستعادة دولته كامل أراضيها بحدودها المعروفة قبل عام 1990م..وانه ليس بمستطاع أي جهة داخلية أو خارجية فرض وصايتها على الشعب الجنوبي العظيم الذي يدفع بين الحين والآخر خيرة رجاله في سبيل الدفاع عن أرضه ومقدراته واستعادة دولته كامل السيادة" .
هيئة التشاور والمصالحة تثمن جهود وساطة دول التحالف العربي ومجلس التعاون الخليجي نحو إيجاد عملية سياسية شاملة :
عقدت هيئة التشاور والمصالحة، اول امس الثلاثاء، اجتماعا مرئيا، برئاسة رئيس الهيئة، محمد الغيثي وحضور نواب رئيس الهيئة عبدالملك المخلافي، وصخر الوجيه، وجميلة علي رجاء، والقاضي أكرم العامري، واعضاء الهيئة.
قدمت رئاسة الهيئة في مستهل الاجتماع إحاطة عن مستجدات جهود الوساطة التي تقودها المملكة العربية السعودية الشقيقة بهدف تثبيت الهدنة وبدء عملية سياسية شاملة، وكذا اتصالات وزيارات رئاسة الهيئة واجتماعاتها خلال الفترة الماضية منذ الاجتماع العام الاخير للهيئة.
حيث أكد اجتماع هيئة التشاور والمصالحة على دعم جهود إحلال السلام في بلادنا، بما يضمن إنهاء الانقلاب واستعادة مؤسسات الدولة، وحل القضايا الرئيسية وفي طليعتها قضية الجنوب، مؤكدة بالوقت نفسه على دعمها ومساندتها لمجلس القيادة الرئاسي، كما أشادت بجهوده وحرصه على تحقيق السلام والاستقرار، مشيرة الى أهمية ان يتولى الوفد التفاوضي المشترك مهامه ومسؤولياته تحت اشراف المجلس.
كما ثمّنت الهيئة جهود الوساطة التي تقودها دول التحالف العربي ودول مجلس التعاون الخليجي بقيادة المملكة نحو ايجاد عملية سياسية شاملة تحقق من خلالها الشرعية انهاء الانقلاب واستعادة مؤسسات الدولة، مؤكدة على حاجة الشعب الى سلام عادل وشامل ودائم، يحقق الجميع من خلال التفاوض والحوار تطلعاتهم السياسية المشروعة، مشددة على أهمية دعم الاقتصاد ومساعدة شعبنا على تجاوز ظروفه الاقتصادية والانسانية الصعبة التي تسبب فيها انقلاب جماعة الحوثي.
وأقرت الهيئة رفع عدد من التوصيات والمقترحات المكتوبة لمجلس القيادة الرئاسي، والمحاذير التي تستوجب التنبه لها في العملية السياسية في إطار مهمة الهيئة المتمثل في دعم ومساندة مجلس القيادة، كما ناقش الاجتماع عدد من المقترحات المقدمة من اعضاء الهيئة في إطار عمل الهيئة ومهامها.