( الناقد برس ) متابعات " الفجر "
/ الصحفي المصري/ الشحات غريب
◄الحوثي يستخدم خزان صافر المحتجز لديه كورقة ابتزاز سياسي
◄القضية الجنوبية مفتاح الحرب والسلام بذات الوقت
◄ميليشيات الحوثي على مدار العقدين الماضيين منذ 2004م لم تحترم عهود ولم تلتزم بمواثيق
◄السلام المستدام لنا ولغيرنا وللمنطقة يتمثل في استعادة الوضع السابق للدولتين قبل الوحدة
◄الاخوان والحوثي والقاعدة أوجه متعددة لعملة واحدة
◄زيارة الزبيدي لموسكو تؤسس لمرحلة من العلاقات القادمة مع الدول
قال أحمد عمر حسين الحداد نائب رئيس الدائرة السياسية بالأمانة العامة للمجلس الانتقالي في اليمن، إن الحوثي يستخدم خزان صافر المحتجز لديه كورقة ابتزاز سياسي ويضغط على المجتمع الدولي بهذا التهديد “تلويث البيئة البحرية”.
وأضاف الحداد في حوار خاص لـ "الفجر" بأن القضية الجنوبية مفتاح الحرب والسلام بذات الوقت وأي تجاهل لها أو القفز عليها فلن تنعم المنطقة بالسلام حيث أنها قطعت مراحل كبيرة ومتقدمة وبالذات بعد قيام المجلس الانتقالي وتأسيس الجيش الجنوبي والمقاومة الجنوبية.
وإليكم نص الحوار:-
◄ما وراء تصعيد مليشيا الحوثي على عدة جبهات باليمن خاصة تعز ومأرب؟
ميليشيات الحوثي على مدار العقدين الماضيين منذ 2004م لم تحترم عهود ولم تلتزم بمواثيق فهي وكما هو معروف تعيش بالتقية في القول والعمل فالتصعيد الاخير ممكن قراءته من زوايا عديدة ولن ينحصر في اجابة واحدة فقط.
فممكن ان تكون الجماعة بصدد اعادة الحرب الداخلية، فممكن ان نقرأها من زاوية ان الجماعة تريد السيطرة على اهم موارد اقتصادية في الشمال وهي تتواجد في مارب “النفط والغاز” وكذلك الكتلة البشرية الاقتصادية والنخبوية في محافظة تعز فهي مورد مهم للجبايات المالية للجماعة الحوثية.
وهناك امكانية ان تقرا هذه العمليات بإنه ا تحسين وضع الجماعة قبل بدء التفاوض لتكون لهم اليد الطولى على طاولة المفاوضات؛ أو إنه ا تسعى لاستعادة مساحة الجمهورية العربية اليمنية سابقا ً فوضع الحرب ونتائجها الحالية بعد ثمان سنوات تسير نحو استعادة الجنوب تحت قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادةعيدروس الزبيدي والجماعة الحوثية ايضا ً تسعى لاستعادة حكم الشمال كما هو سابقًا وبمساحته لما قبل الوحدة بين الجمهوريتين الجنوبية والشمالية في 22مايو 1990م.
◄ برأيك ماهي مخارج الازمة باليمن في ظل عدم رضوخ الحوثي للسلام ولا للهدن المنعقدة ؟
إذا عدنا لجذور الازمة الحقيقية فالسبب لما جرى ويجري منذ حرب 1994م الانقلابية والتي انهت الوحدة السلمية الطوعية وانهت شراكة الجنوب واتت بالإقصاء وأصبح الوضع من ذلك الحين وضع احتلال وتهميش والغاء للشراكة والندية حسب ما تم الاتفاق عليه في وثيقة الوحدة السلمية الطوعية.
وبذلك فان السلام المستدام لنا ولغيرنا وللمنطقة يتمثل في استعادة الوضع السابق للدولتين قبل الوحدة التي تم نحرها ووأدها في سنينها الاولى.
كما ان كثير من الساسة والمحللين الصادقين يرون الحل للازمة اليمنية يكمن في استعادة الوضع السياسي كما كان قبل مشروع الوحدة الذي كان وبالًا على الجميع الشمال والجنوب والمنطقة والعالم وذلك بسبب الطمع الشمالي للقوى المتخلفة ولجشع ومؤامرة الشركات النفطية عابرة الحدود مع علي عبدالله صالح وشركاءه.
◄في ظل جرائم المليشيات المتكررة والمتنوعة.. كيف انتهج الحوثي نهج طهران وما وراء دعم إيران لها المستمر؟
هذه ليست المرة الاولى التي يظهر في الشمال “الهضبة الزيدية” هذا المذهب العنصري المتطرف وهو الاثنا عشري الشيعي. فلقد سبق وان ظهر التطرف الجارودي “الحوثية فصيل جارودي ”في اليمن خاصة صعده وصنعاء وجوارهما في فترات متباعدة كل عدة قرون وذلك بشكل عنيف اما للتمدد في المساحة أو لشعورهم بالدفاع عن الزيدية المعتدلة حينما تنكمش بسبب التوسع السني في العصور الوسطى من التاريخ الاسلامي اما بالنسبة للعلاقة مع طهران فلقد سعى الحوثيون (طائفة جارودية ) لمد جسور التواصل عندما قام الخميني بالاستيلاء على الحكم في ايران وبدأ التواصل بين بدرالدين الحوثي وطهران في 1980م ثم تم نفيه واولاده خارج اليمن بالبدء لسوريا ثم اتجه إلى ايران.
وطهران الملالي قدمت الدعم في كل المجالات لهذه الطائفة لأنها ارادت ان يكون لها موطئ قدم في هذه المنطقة المهمة، وبالتالي وجد الطرفان في بعضهما البعض ضالة للتمدد (ايران ) والحوثي (للمساندة ) فهذا الشيء ليس غريبا على الطرفين.
◄ناقلة النفط صافر المهجورة قبالة سواحل اليمن المحتجزة لدى الحوثي ما خطورة انفجارها وكيف استغلتها المليشيات؟
الخطورة لاشك كبيرة على البيئة البحرية ومراعي الاسماك لفترة سنوات خاصة ان الكمية النفطية التي يختزنها الخزان العائم كبيرة في الحوثي يستخدم هذا الخزان كورقة ابتزاز سياسي ويضغط على المجتمع الدولي بهذا التهديد (تلويث البيئة البحرية) الحوثيون لا يهمهم ما الذي سيحصل جراء انفجار الخزان فهم مليشيات عابثة وغير واعية ويهمها السيطرة وابقاء الحروب مستعرة في المنطقة.
لكن ربما ايضا ان يكون الحوثيون ايضا ً قد تصرفوا وافرغوا الخزان ولم يشعروا احد خاصة ان التلوث سيطال سواحل ثمان دول تتشاطر البحر لاحمر والتي تقبع فيه سفينة صافر (الخزان العائم )
◄ضحايا الالغام الحوثية تزداد يوميا.. كيف قام الحوثي بزرع الكم الهائل من الالغام؟
كما سبق واشرنا ان الجماعة الحوثية مليشيات غير منظبطة ولاتضع اي حساب للأخرين فهي قامت وبتعاون من مليشيات حزب الله والحرس الثوري بزرع مئات الالاف من الالغام مختلفة الاحجام وبطريقة عشوائية وليس لها خرائط، وبالتالي وبسبب العشوائية في الزرع تمكنت من زرع هذه الكميات الضخمة لان الزرع المنظم على خرائط يأخذ فترات طويلة العشوائية في الزرع تمكن العشوائي من زرع كميات ضخمة.
◄ الاخوان والحوثي والقاعدة.. ما اوجه التشابه بينهما؟
هذه الفصائل الدينية أو التي تستخدم الدين كوسيلة للقفز على السلطة هي أوجه متعددة لعملة واحدة هناك فروق بسيطة وهي ان الحوثي ذا مرجعية شيعية والاخوان خليط من السلفية والعلمانية والتشيع مركب عجيبوالقاعدة كذلك لا تختلف عن الاخوان فهي توظف كل الاختلافات خدمة لأهدافها وهي عبارة عن اذرع خفية لدول ولأجهزة استخبارية وكذلك لأحزاب دينية، فهي ليست كيان قائم بذاته وانما هي ذراع لأطراف اكبر منها فيالثلاثة الكيانات ارهابية وليس لها مستقبل سياسي ولا حضاري ابدا ً فهي مؤقتة ومرتبطة بالوهن والضعف والاضطرابات السياسية في بلداننا الاسلامية.
◄القضية الجنوبية.. هل تعد أحد مخارج حلول اليمن، وكيف ترى وضعها الان؟
القضية الجنوبية هي المفتاح الرئيسي للحلول وبدونها لا يمكن لاي حل ان يصمد أو ان يسود السلام في هذه المنطقة ف القضية الجنوبية مفتاح الحرب والسلام بذات الوقت واي تجاهل لها أو القفز عليها فلن تنعم المنطقة بالسلام.
كما أن القضية الجنوبية قطعت مراحل كبيرة ومتقدمة وبالذات بعد قيام المجلس الانتقالي وتأسيس الجيش الجنوبي والمقاومة الجنوبية والقضية في الصدارة وان كانت تفتقد الامكانيات الاعلامية الضخمة التي يمتلكها خصومها.كما أن القضية الجنوبية هي الشمس ولا يمكن حجبها ابدا ًومن يحاول ذلك ستحرقه اشعتها كما احرقت الذين حاولوا في الماضي القريب حجبها.
◄ما تعليقك على زيارة الزبيدي لموسكو ؟
هذه الزيارة لـ "عيدروس الزبيدي" ليست الاولى فلقد سبقتها زيارتين في عام 2020م وعام 2021موهذه الزيارة هي ذات اهمية كون الحرب الاقليمية على وشك التوقف وبيان بكين في 10مارس 2023م يؤسس لنهاية النزاع بين المملكة وايران والذي اثر على المنطقة بشكل عام.
كما ان هذه الزيارة تؤسس لمرحلة من العلاقات القادمة مع الدول التي كانت تجمع الجنوب ودولته السابقة علاقات صداقة وشراكة وروسيا (الاتحاد السوفياتي سابقًا) احدى الدول التي ارتبط بها الجنوب، وهذا لا يعني اننا نترك محيطنا وانما كسب المزيد من التأييد من الدول الفاعلة في الملفات السياسية الدولية وروسيا الاتحادية والتي ورثت الاتحاد السوفياتي سياسيا هي ذات مكانة مهمة وهي اليوم رأس الحربة في تغيير موازين العالم ورفض هيمنة القطب الواحد وتعمل على اعادة التوازن العالمي بنظام متعدد الاقطاب والذي سيعيد الدور المتوازن ويعمل على احترام حقوق الشعوب المظلومة.
حيث أن الزيارة تقوم بشرح قضيتنا وجلب التأييد وستتلوها زيارات اخرى لدول فاعلة وننتظر لنتائجها في القريب العاجل. وفي ظل تقاطع المصالح لبعض الدول الصديقة والشقيقة لن يتم اظهار كل نتائج الزيارة للعلن، وانما كل شيء سيظهر بالوقت المناسب وفقا ً للمستجدات التي تتوالى تباعا ً.