لقد كان الفضل بعد الله سبحانه وتعالى في تحرير ارض الجنوب، بتلك السرعة والحسم، يعود الى ابطال الجنوب مقاومة وشعب، واشقائهم في دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، وعلى راسهم مغاوير الامارات العربية المتحدة الذين شاركوا إخوانهم في المقاومة الجنوبية اهوال الحرب في الميدان وتقاسموا معهم التضحيات وشرف إجتراح الانتصارات، و جعلوا من العاصمة عدن المحررة قاعدة انطلاق وجسر عبور نحو تحرير بقية المناطق وتصفيتها من الارهاب وعناصره وخلاياه.
فمنذ اليوم الاول لاجتياح المليشيات الحوثية للجنوب في مارس 2015م، كنا في معترك المواجهة والتصدي ، مشاريع شهادة في سبيل تحرير أرضنا، وكنا أيضا شهود تاريخ ، حيث وصلت تلك المليشيات وسط مقاومة جنوبية معظم محافظات الجنوب ومعظم مناطق عدن، صمدت الضالع واستمرت المقاومة بالاسلحة الشخصية في كل محافظة منها العاصمة عدن، اعتقدت المليشيات الحوثية الارهابية انها قد اخضعتها بترسانة سلاحها، لكنها وقبل ان تعيش غرور هذا الاعتقاد لشهر واحد دفعت ثمنا باهضا.
في الوقت الذي تدافع ابطال المقاومة الجنوبية لتعزيز خطوط المقاومة والتصدي بأسلحتهم الشخصية، غادرت الشرعية بغلبتها الإخوانية قصر معاشيق هاربة دون مقاومة وفي فرار مهين، بعد ان اصابها اليأس وفقدت كل املها بالتمسك بشرعية الارض التي وفرها صناديد المقاومة الجنوبية، كان من التوقع ان ينعكس فرارها سلباً على معنويات المقاومين، إلا انهم على يقين بأن تلك الشرعية كانت مأمورة من قبل جماعة الإخوان التي إنكشفت حقيقتها بعدم رغبتها في قتال الحوثي في محافظات الشمال والعاصمة اليمنية صنعاء وتجلت مواقفها المتخادمة مع مليشيات الحوثي بوضوح منذ ان وطأت اقدام التحالف العربي تربة العاصمة عدن.
شكل صمود رجال المقاومة الجنوبية وقتالهم المستميت ضمن جزر جغرافية صغيرة بمناطق مختلفة الحبل السري الذي استمدت منه مرة اخرى تلك الشرعية حياتها الى حين.. وفي الحقيقة لم يكن لتلك الشرعية المسيطر عليها من قبل حزب الاصلاح الاخواني و التي تنكرت وجحدت جحوداً إخوانياً لفضل الجنوب ومقاومته والتحالف العربي وقواته عليها، أي وجود ولا اسم يذكر لولا صمود وثبات المقاومة الجنوبية ومن ثم تدخل قوات دول التحالف العربي وعلى راسها القوات الاماراتية التي قدمت الدعم العسكري والتمويل غير المحدود وبطولات وتضحيات ابنائها جنباً الى جنب مع ابطال المقاومة الجنوبية وتشاركهم معاً مهام تحرير العاصمة عدن وما جاورها، وسرعان ما إستشعرت تلك الشرعية بشقها الاخونجي بخطر الانتصارات التي تحققت على أجنداته المبيتة ضد الجنوب ليبدأ التماهي مع الخطاب الاعلامي الحوثي المعادي والتظليلي ضد التحالف العربي، ووصل به الحال الى المطالبة بخروج القوات الاماراتية في الوقت الذي كانت تدافع على معقله الرئيس في مأرب وتوسع نطاق سيطرة الشرعية في جبهات الجنوب.
إننا ونحن اليوم نتحدث بفخر ونتغنى بانتصاراتنا على مدى ثمان سنوات ومازلنا في جبهات المواجهة مع المليشيات الحوثية وفي الحرب على الارهاب فإننا لا ننكر البته ان كل هذه الانتصارات كان من الصعب تحقيقها دون الصمود الاسطوري لإبطال المقاومة الجنوبية والقوات المسلحة الجنوبية بقيادة الرئيس القائد عيدروس الزبيدي المؤسس للكفاح المسلح الجنوبي ودعم واسناد دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، لا سيما الدور الذي إضطلعت به دولة الامارات العربية المتحدة وبقيه دول التحالف..
هذه الانتصارات وتضحياتها واهميتها على الصعيد الوطني الجنوبي والامن القومي العربي، عززت من صلابة التحالف المصيري بين شعبنا وقواتنا المسلحة الجنوبية ودول التحالف العربي وقواتها، وفي الوقت نفسه، ارعبت القوى الكهنوتية الحوثية وحاضنتهم وداعمتهم ايران، واطراف حاولت عبثاً ومازالت فرض هيمنتها على بلدنا الجنوب واكثر ما ارعبها هو وجود كيان جنوبي سياسي وعسكري قوي ومتماسك بحقه وارضه ودولته ،صادق مع دول التحالف العربي ونقصد، هنا المجلس الانتقالي الجنوبي الممثل الشرعي لشعب الجنوب بقيادة الرئيس عيدروس الزبيدي مؤسس المقاومة الجنوبية وقائدها، القائد الاعلى للقوات المسلحة الجنوبية.. هذا الخوف وهذا القلق من تلك الاطراف تجلت ملامحة على ارض الواقع من خلال ردود افعال قوية ومتطرفة حرفت مسار المعركة ضد الحوثي في الشمال نحو الجنوب المحرر، ثم إلتحمت مع الحوثي كما هو راهنها ضد دول التحالف العربي والجنوب.
• نقلاً عن درع الجنوب