كتب/ناصر التميمي
بعد انهيار الوضع الإقتصادي وتدهور الحالة المعيشية للشعب في الجنوب واليمن الشقيق بسبب الحرب التي تسببت بها المليشيات الحوثية وازدادت معها حالة الشعب سوء لاسيما في الجنوب ،نتيجة لفشل الحكومات المتعاقبة في ادارة الملف الإقتصادي بالشكل المطلوب وتفشي الفساد في مؤسسات الدولة كالنار في الهشيم ،مما انعكس سلباً على حياة المواطن الغلبان الذي اثقل كاهله الإرتفاع الجنوني في الأسعار في في ظل تجاهل حكومي غير مسبوق من قبل حكومة معين المحفشة في قصر المعاشيق دون ان تحرك ساكناً وكأن الأمر لا يعنيها.
بالنسبة للوديعة المقدمة من المملكة العربية السعودية هي ليست الأولى بل قد سبقتها منح اخرى من دول التحالف والبنك الدولي والإتحاد الاوربي وبعض الدول الشقيقة والصديقة خلال السنوات الماضية،لكنها لم تحل المشكلة،بل زادت الأوضاع سوءا والسبب بسيط جدآ لأن هذه المنح دخلت البنك من الباب وتم اخراجها من النافذة ببساطة وحول جزء منها لمليشيات الحوثي والجزء الآخر ذهب للصوص ومافيا الفساد في الحكومات التي تعاقبت على مقاليد الحكم منذ عهد الرئيس هادي الى وقتنا الحاضر وترك الشعب يواجه مصيره المحتوم.
فالأمر ليس غريب بالنسبة لي ككاتب ومحلل للأزمة التي تعصف بالبلاد اعتقد أن الأمر سيظل على نفس الحال،حتى وان وصلت عشرات المنح دون برنامج عمل واضح وخطة إقتصادية شاملة لمعالجة الوضع الإقتصادي المتدهورفي ظل وجود رموز الفساد في قمة هرم السلطة والحكومة،فإنها ستذهب كسابقاتها من المنح التي بلغت المليارات من الدولارات وتم شفطها من قبل حمران العيون واصحاب البطون الكبيرة الذين اصبحوا يملكون عقارات في تركيا ومصر وماليزيا وفرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية على حساب قوت المساكين والغلابى.
انا شخصياً اعتقد أن المملكة العربية السعودية أدركت حجم المعاناة التي وصل اليه الشعب في الجنوب بسبب الحصار المفروض عليه منذ تحريره من المليشيات الحوثية في عام 2015م الذي لم تشفع له الدماء التي قدمها ابناؤه في سبيل تحرير الجنوب وهزيمة المشروع الفارسي في المنطقة ، وكان جزاء هذا الشعب الصادق والمكافح حرب الخدمات ،وقطع الرواتب ،وتدهور العملة، وتجويع قواتنا المسلحة الجنوبية للضغط عليهم للقبول بأي تسوية منقوصة،لكن هيهات يكون لهم ذلك !!فسارعت بارسال هذه المنحة لحفظ ماء الوجه وخوفاً من ردة الشارع الجنوبي الذي بدأ يتملل من مكر سياستها الخبيثة لاسيما بعد ان وصل الأمر الى تجويع جنودنا البواسل الذي يعانون من قطع الرواتب منذ أكثر من ثمانية أشهر وبفعل فاعل وهذا لن يقبله شعبنا أبدأ.
من يعول على ان المنحة السعودية ستحل المشكلة الإقتصادية واهم وعليه مراجعة حساباته جيداً ،الحل لن يكون بالمنح والهبات التي تأتي من هنا او هناك،فالحل يكمن في حل الدولتين فغير ذلك كلها عبارة عن مهديات وابر مخدرة سرعان ماينتهي مفعولها ،لقد بلغ السيل الزبى والبطون جاعت وصمت التحالف غير مبرر عن مايجري للشعب والقوات المسلحة الجنوبية ،فإذا لم تحصل على رواتبها مثل الغير فانتظروا الطوفان الجنوبي الذي لن تستطيع اي قوة ايقافه مهما ملكت من سلاح فنحن سلاحنا الحق المسلوب الذي ندافع عليه وهو اقوى من الطائرات والدبابات والصواريخ ،وسننتصر بإذن الله.أما المنحة السعودية الله يستر عليها اذا وقعت في قبضة الذئاب المسعورة القابعة في المعاشيق منتظرة الفرصة السانحة للإنقضاض عليها،ومن ثم على الوديعة السلام، وستعود حليمة الى عادتها القديمة ..!!