كتب / عبدالله الصاصي
منذ حرب ٩٤ م ومرورا بحرب ٢٠١٥ م ضد الحوثيين الغزاة لارض الجنوب وفي حين التحم الصف الجنوبي وتوحدت الرؤى في المجابهة ودحر المحتل في ظل معارك شرسة سطرتها المقاومة الجنوبية سقط خلالها الالاف من الشهداء والجرحى ولازالت المقاومة الجنوبية تسطر اروع الملاحم البطولية على طول خط المواجهة مع الحوثيين على خطوط التماس الفاصلة بين الجمهورية العربية اليمنية والجنوب العربي من الجهة الشمالية من جبهة الضالع وجبهة كرش حيفان مرورا بالجبهات المشتعلة بحد يافع وجولان الجنوب مكيراس ( جبهة ثرة ) وجبهة الحلحل وحتى جبهة ( عين ) في محافظة شبوة كل الجبهات المذكورة تعمل على مقارعةالحوثيين .
وللتوضيح وفضح من لازال العمش مخيما على عينية حتى لا يرى العبءفي الجور على الجنوب واهله الصابرين المحتسبين ولازال لا يحسن التقدير في العمل على حلحلة الوضع ودفع الضلم عن الجنوبيين الاوفياء القائمين على العهود الى جانب التحالف الذي تقوده المملكة السعوديه وهم يرون الشرعية الإصلاحية لم تقم بدورها في مجابهة المد الايراني وهي تدير ظهرها للحوثيين وتوجه سلاحها نحو صدور الجنوبيين لتقتلهم في مشهد مقزز وغير اخلاقي لايرتقي لمستوى الشهامة والنخوة ،وفي مخالفة صريحة لما تم الاتفاق عليه في العاصمة السعودية الرياض والذي يقضي برفع كافة القوات المرابطة في الاراضي الجنوبية وتوجهها نحو قوات الجماعة الحوثية المغتصبة لأرض اليمن الشماليه وبهذا الصمت الغير مبرر للدول الراعية في عدم تنفيذ البنود الخاصة بالشق العسكري كان لزاما على الجنوبيين اضافة جبهة عسكرية هدفها تطهير ما تبقى من ارضهم تحت هيمنة الشرعية الاخوانية في الاجزاء البسيطة من حضرموت والمهرة الجنوبيتين الهواء والهوية ،لطالما والتحالف لايزال غاض الطرف عن العاصين المخالفين لامره .
وفي هذه المرحلة التي يخوض فيها الجنوب معركته المفصلية في الجبهات الثلاث ( الحوثية وشرعية الاخوان والعصابة الارهابية ) ، ثلاث جهات توحي لمن لايعرف انها مختلفة في الفكر ، وما ذلك الا تظليل وايهام لمن لايدرك الإيديولوجية الراسخة التي لاتنفك طلاسمها وشفراتها العقائدية من عقول الهضبة الزيدية من المتنفذين المصابة بمرض العظمة التي لا تتوانئ ومستعدة للتضحية بملايين اليمنيين لاعتبار انهم الصفوة في خلق الله ومادونهم من البشر طبقات أدنى ، وستظل العقدة مالم تنكسر شوكتهم لينعم الشعب اليمني بحياة العزة والكرامة ، وقد حانت اللحظة وعلت الكلمة وشمخ الراس بحلول عاصفة الحزم التي لم تات اكلها حتى الان بعد ثمان سنوات من الضربات التي لم تصل العمق الاستراتيجي للجماعة الحوثية لتشل حركتها ،ومالم تدركه الشقيقة السعودية أن قوى دولية لا تريد نهاية للحوثيين لتظل هذه الجماعة شوكة في حنجرة المملكة وجيرانها لابتزازها سياسيا وماليا حسب الحاجه ، وهذه الامور ضاهرة للعيان حاليا واتضحت جليا لذوي الالباب ولا تحتاج الى شرح اكثر مما يدور على الساحة اليمنية والعربية ، واذا لم تسارع المملكة ومن حالفها على ترجيح الكفة نحو الانسب من الحلول المنطقية النابعة من عمق علاقة العروبة والدم ، وتضع النقاط على الحروف بكل شفافية ونوايا حسنة تفضي الى القضاء على الدعوة الحوثية التي من المؤكد أن تصل عمق المملكة في حال التخاذل والرضوخ لاملاءات خارجية تهدف لاطالة عمر الجماعة الحوثية وتسمينها لتصبح خنجرا قويا في قلب الجزيرة العربية يصعب انتزاعه مبادرا بالرؤى والحلول التي يراها لايجاريه احد او يعارضة في مشروع يراه الانسب للمنطقة من وجهة نظره وهذا ما لا تطيقه العرب اذا لم تسارع في واد الجماعة الحوثية قبل العض على اصابع الندم ، وما يدعو للحيرة وقف الضربات الجوية والسكوت على تمدد الجماعة والسماع للمطالب بدفع الرواتب وفتح المطارات والموانئ وعدم محاسبة الشرعية اليمنية التي لازالت تمد الحوثيين بالدعم من المشتقات النفطية من ابار النفط في شبوة وحضرموت الواقعة في الارض الجنوبية وتسمح بمرور الشاحنات التي تهرب الاسلحة الفتاكة للحوثيين لاستخدامها في ضرب العمق السعودي والمنشات في الاراضي المحررة .
كل هذا التهميش الذي نراه حاصل وعدم الجدية والانصاف للجنوبيين وتحويل ارضهم الى مرتع للقوى الارهابية المدعومة من تجار لحوم البشر من الهضبة الزيدية التي تمارس سياسة الاذلال والتجويع بفعل غلاء الاسعار والتلاعب بسعر العملة وفتح جبهات عدة عسكرية واقتصادية .
كل الضربات الموجعة امتصها الجسد الجنوبي وسما فوق جروحه الغائرة مجاهدا صابرا ماضيا على طريق خط اللا رجعة حتى تحرير الارض وقيام الدولة الجنوبية ، وحريا بالاشقاء والاصدقاء من قوى التحرر من جور الظلم النظر بعين الانصاف ومساعدتهم في ثورتهم ودعم قضيتهم العادلة التي ترمي الى التحرير والاستقلال الناجز وقيام الدولة على كامل الارض من المهرة الى باب المندب .