يحل علينا عيد الاستقلال المجيد في ذكراه الـ55 الذي حقق فيه شعبنا الجنوبي انتصاراً كبيراً،تمثل في خروج آخر جندي بريطاني من عدن في ال30نوفمبر عام 67م لينهي بذلك احتلال الامبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس، لنستلهم منه الدروس والعبر في التضحية والفداء التي سطرها ابائنا منذ انطلاق الشرارة الأولى لثورة 14اكتوبر63م من جبال ردفان الشماء وسطروا أروع الملاحم البطولية ضد الغازي المحتل.
وفي هذه الذكرى العظيمة التي تحل علينا وشعبنا الجنوبي الابي مازال مستمر في نضاله للخلاص من الظلم والاستبداد الذي مورس ضده من قبل نظام صنعاء بعد دخوله في شراكة الوحدة،التي تعد احد اهداف ثورتي أكتوبر وسبتمبر التي نصت على ضرورة توحيد الشطرين، الا انه تم الغدر في الجنوبيين بعد مرور أربع سنوات من تحقيق الوحدة المشؤمة عندما اعلن نظام صنعاء حربه على الجنوب واستباح ارضه ودمر مؤسساته ،وسرح كوادره،ونهب ثرواته ،ومنذ ذلك الحين اعلن الجنوبيين رفضهم لما حصل واطلقوا شرارة الانتفاضة وقدموا التضحيات في سبيل تحقيق الاستقلال الثاني الذي اصبح يلوح في الافق، بعد تعثر مشروع ما سمي بالوحدة اليمنية واجهاضها في المهد وما رافقها من حروب شنت على شعبنا في 94م و2015م ،وها نحن اليوم على بعد خطوات من تحقيق اهدافنا، لنرسم بذلك مستقبل مشرق للاجيال القادمة، ليتمكنوا من العيش بسلام وأمان وتألق،وتنمية ،وتعليم ،وبناء كباقي دول العالم التي ناضلت ضد الظلم وقادات ثورات للتخلص من الاستبداد ورسمت مستقبل مشرق لاجيالها.
وتحل علينا هذه الذكرى وقد تحققت لشعبنا منجزات عدة ما كان يحلم بها لولا تضحيات جسام خاضها بصبر وحكمة،وقدم في سبيلها الآف الشهداء والجرحى من خيرة ابناءه، واصبح لدينا المجلس الانتقالي الجنوبي ممثلا لكافة الجنوبيين، ومؤسستين عسكرية وامنية كقوة ضاربة في المنطقة يشار إليها بالبنان لما حققته من انتصارات تمثلت في طرد مليشيات الحوثي من الجنوب والقضاء على عناصر الشر والارهاب، واصبحت هذه القوات محل اشادة واعجاب العالم اجمع، وهاهي اليوم تتمدد شرقا وتسيطر على أكثر المحافظات ولم يتبقى الا القليل، وفي الايام القادمة سوف نحكم السيطرة على كافة اراضي الجنوب .
كما نحيي بهذه المناسبة ابطال قواتنا المسلحة الجنوبية والأمن لما حققته من انتصارات، ونثمن صمودهم وثباتهم على ارضهم ،رغم الأوضاع الصعبة التي نمر بها في ظل انقطاع الرواتب وارتفاع الاسعار وانهيار العملة المحلية، فلولا ثباتهم وتضحياتهم وتوفيق الله لما انتصرنا على المليشيات الارهابية الحوثية والقاعدة وداعش، وحققنا انتصارات ميدانية وسياسية اغاضت اعداء الجنوب، كما أننا نؤكد للجميع بان قيادتنا السياسية ممثلة بالرئيس القائد عيدروس الزبيدي تبذل جهود جبارة مع الاشقاء في التحالف لانهاء الحالة الصعبة التي يعيشها ابطالنا، وايجاد الحلول والمعالجات لاستمرار صرف المرتبات ،كما اننا نولي رواتب الشهداء والجرحى اهتمام خاص، وهو أقل واجب نقدمه لاسرهم ، وقيادتنا السياسية تعمل بجهود كبيرة من أجل الحصول على كافة الحقوق المشروعة، ونعد الجميع ان المعاناة لن تطول وسوف تحل بحول الله خلال الفترة القادمة، كما اتقدم بجزيل الشكر للاشقاء في دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية،ودولة الامارات العربية المتحدة على كل ما قدمته لنا من دعم ومساندة، والذي كان لها الدور الاكبر بعد الله سبحانه وتعالى بقطع يد أيران في المنطقة والتصدي لمشروعهم الفارسي وهزيمة اذنابهم مليشيات الحوثي وطردها من اراضي الجنوب الطاهرة .
واخيرا نهنئ شعبنا وقيادتنا السياسية في الذكرى الخامسة والخمسون لعيد الجلاء الثلاثون من نوفمبر 1967، وان شاء الله تعود علينا العام القادم وقد نال شعبنا ما يسعى إليه، وشارة النصر الثاني سوف ترفع خفاقة في سماء بلادنا، ونحتفي مع شعبنا الثائر التواق للحرية والاستقرار والنماء.