تقطعت بهم السبل، ضاق بهم الحال، سعوا واجتهدوا وعملوا لتوفير لقيمة العيش لهم ولأولادهم لكن كانت قسوة الحياة وجشع مسؤوليها وتجارها الفجار أكبر وأقسى عليهم من البقاء في دنيا يأكل فيها القوي الضعيف، تصادرت الحقوق ونهبت وسرقت في وضح النهار وأمام الجميع وكلهم شهود على صمت وذل وهوان أنفسهم، فما كان من هؤلاء إلا اختيار طريق آخر رأوه مخرجاً وخلاصاً لهم من وضعهم المعيشي الصعب الذي وصلوا إليه.
هذا هو حال اثنين من مواطني مديرية الملاح بردفان توفوا منتحرين، وفي الخبر:
قال مصدر محلي إن محمد مفتاح علي من قرية النفش، القريبة من الحاضنة بمديرية الملاح – لحج، انتحر يوم الثلاثاء شنقًا إثر عجزه عن توفير لقمة العيش لأسرته، في ظل هذه الأوضاع الصعبة التي لا تتوفر فيها الرواتب ولا فرص العمل وغلاء المعيشة.
كما انتحر شخص آخر، الثلاثاء، من قرية الشرج (الحاضنة) التابعة لمديرية الملاح ويدعى فضل محمد صالح للأسباب السابقة نفسها.
منتحرون أو متوفون أو مرضى، ومنهم من يعيش على وجبة واحدة سيئة بسبب هذا الوضع السيء وفشل المسؤولين والحكومة الشرعية ومن انطوى تحت ظلها في توفير الرواتب واستقرار العملة وتوفير حياة كريمة للمواطن في ظل صمت مجلس انتقالي مفوض من الشعب وتحالف ممسك بزمام الأمور ومسير لها وفقاً لبندٍ سابع سلط على رقاب الضعفاء وأصبح سيفاً للسفهاء ولصوص الثورات والحريات وأعداء الإنسانية.
ومن هنا فإننا نحمّل المسؤولية كل الأطراف السياسية في الشرعية لما وصل إليه الوضع الكارثي للبلد والمواطن الذي تنهب وتستنزف ثرواته أمام العيان وفي وضح النهار دون التفكير بمصلحة البلد أو عمل أي حلول ومعالجات تخفف من وطأة الوضع القائم.
لذلك يجب الضغط الشعبي على الحكومة للقيام بواجباتها التي تنصلت منها وخانتها واهتمت بتأمين حياتها الخاصة والمترفة فقط من مال وقوت الشعب.