قبل ايام قليلة حلت علينا الذكرى الرابعة لتحرير عدن التي صادفت يوم ال ٢٧ من رمضان المنصرم والتي تزامنت مع حلول عيد الفطر المبارك . . وفي خضم هاتين المناسبتين الخالدتين والعظيمتين حز في نفوسنا ان احتفلنا بهما وهناك آلاف الأسرى يقبعون خلف زنازين سجون الميليشيا الحوثية الانقلابية المتمردة وفي مقدمتهم أيقونات الحرية اللواء ناصر منصور هادي ورفاقه اللواء محمود الصبيحي واللواء فيصل رجب . كلنا يتذكر يوم الخامس والعشرين من مارس ٢٠١٥م حين بدأت جحافل الغزاة الحوثيين تتوغل في أرض الجنوب الطاهرة بجيوش بربرية وهمجية لا اول لها ولا آخر . . حينها ما زلنا نتذكر تلك اللحظات التي التحمت فيها قوات الجيش والمقاومة الشعبية من ابناء الجنوب بميليشيا التتار الحوثية المدعومة من إيران في قاعدة العند العسكرية بمحافظة لحج الواقعة شمالي العاصمة عدن . . في تلك اللحظات كان قادة مشاعل الحرية والتضحية والفداء يقودون سير المعركة في مقدمة صفوف المقاتلين ويتصدون لأبشع جيش ميليشياوي همجي انقلب على الشرعية الدستورية للرئيس هادي وعلى ما تم التوافق عليه بين فرقاء العمل السياسي والقوى الحية في الساحة السياسية اليمنية في مخرجات الحوار الوطني والمبادرة الخليجية ووثيقة السلم والشراكة التي وقعت عليها كل الأطراف ورفضت التوقيع عليها جماعة من يسمون أنفسهم أنصار الله الحوثيين في تحد صارخ للشعب اليمني ومكوناته السياسية والحزبية والمجتمعية ونخبه المثقفة وكل شرائح المجتمع وأصرت على خوض الحرب وسفك الدماء ونهب مؤسسات الدولة عسكرية وأمنية ومدنية والسيطرة على المعسكرات ونهبها وتدمير البنى التحتية وتشريد المدنيين وفرض الحصار على المواطنين ونهب مساعدات الإغاثة وبيعها للمجهود الحربي ، بل ونهب البنوك والأسلحة الاسترتيجية الثقيلة والتوجه بها صوب معقل الميلشيا الانقلابية الحوثية الإيرانية بمحافظة صعدة . الكمين الغادر لأسر قادات معارك الشرف والحرية : في تلك اللحظات قامت تلك الميلشيا الخارجة عن النظام والقانون باسر أسود الجنوب الأشاوس الذين كانوا يمثلون أعلى مستويات هرم الدولة ( اللواء ناصر منصور هادي واللواء الصبيحي واللواء رجب ) في كمين غادر وهم يسطرون أروع آيات البطولة والتضحية والفداء وهم يقارعون تلك الجيوش الجرارة من تتار القرن الحادي والعشرين مقبلين لا مدبرين ونقلهم إلى سجون صنعاء وتوالت بعدها عمليات الأسر والاختطافات لتطال الآلاف من الأسرى الجنوبيين التي اكتظت بها زنانين ميليشيا الانقلاب الحوثية . اللواء ناصر منصور وحديث العفو عند المقدرة : كنت قبل أيام من عملية الغدر التي أسر خلالها اللواء ناصر منصور هادي وحين بدأت تداعيات الحرب في مقيل اللواء ناصر منصور هادي والذي كان في الغالب تطفو عليه ملامح المدنية بجمعه لنخب مجتمعية وإعلامية وحقوقية ومثقفة ودار الحديث عن الأسرى وأسر مجاميع انقلابية متمردة في الساعات الأولى من بدء المعارك فصدرت توجيهات من اللواء ناصر منصور هادي بعدم المساس بأي أسير ومعاملتهم المعاملة الحسنة واتذكر تعليقه عن موضوع الأسرى وقال : " نحن أهل كرم ونخوة وشهامة لا نقتل الأسير ولا نمس كرامته وعزته وللأسرى حقوق وعلى من أسرهم واجبات تسلم بها الشرائع والأديان والقوانين الدولية والأعراف والقوانين الوضعية أيضا. . واستطرد بالقول : نحن قوم لا نقتل الأسير ولا نطيل مدة أسره فالشجاع ليس من ينتهك كرامة الأسير ويقيد حريته ولكن الشجاع من يعفو ويصفح ويطبق مبدأ " العفو عند المقدرة " . اذهبوا فأنتم الطلقاء : وصدرت في تلك اللحظات توجيهات فورية بإطلاق سراح جنود تابعين لعدد من معسكرات الانقلابيين سلموا أنفسهم آنذاك وقال حينها اللواء ناصر منصور هؤلاء مغرر بهم وأجبروا على القتال وسلموا انفسهم فلنكن نحن أوسع صدورا وأرحم قلوبا فقال للأسرى أذهبوا فانتم الطلقاء فالإيمان يمان والحكمة يمانية وعلق قائلا بعد فك أسرهم أنما أردنا توصيل رسالة إنسانية وان نجسد مفاهيم الصفح والعفو عند المقدرة ليكتب التاريخ أن قيمنا السامية واخلاقنا الفاضلة لا تغيرها الأحداث والمنعطفات والمكاسب السياسية والانتصارات بل هي جزء أساسي وأصيل في سلوكنا وثقافتنا الأخلاقية والدينية والله من سينصرنا " . الند بالند والمعيار الإنساني في معاملة الأسرى : وكذلك الحال بالنسبة للواءين الصبيحي ورجب في كل المعارك التي كانا يقودانها في صعده وغيرها من المناطق الشمالية يبرز إلى السطح المعيار الإنساني في معاملة الأسرى وتجسيدهما لمبدأ العفو عند المقدرة ومعاملتهما الند بالند في ميادين المعارك وساحات الوغى .
والسؤال الذي يبرز للسطح هل يثبت الحوثيون حسن النوايا لإطلاق كافة الأسرى في سجونهم وعلى رأسهم اللواء ناصر منصور هادي ورفاقه مقابل إطلاق أسراهم لدى الحكومة الشرعية وفق ما نصت عليه اتفاقات مشاورات استكهولم مؤخرا برعاية دولية أممية والتي أبدت حيالها القيادة السياسية والحكومة الشرعية بقيادة الرئيس عبدربه منصور هادي حسن النوايا الصادقة أم ان المتشددين في الجانب الحوثي سيظلون يعيشون في أوهامهم بأن الأسرى وبقائهم في السجون ومعاملتهم معاملة لا إنسانية هي مفاتيح النصر ؟ في حين ان العكس هو الصحيح بما يؤكد ان التاريخ خلال كل مراحله المختلفة التي شهدت حروبا وتصفيات وإبادة أكدت انهزام وانكسار وتلاشي كل من يقوم بإبادة الأسرى والتنكيل بهم وان العكس هو الصحيح بانتصار من يعفو ويصفح ويطلق الأسرى ولا يقتلهم ولا يقيد حريتهم . اسرانا الكبار يدفعون ثمن الحرية ويتحدون زنازين الظلام الحوثية : وفي الأخير ونحن ما زلنا نحتفل بنشوة الانتصارات التي حققها ابطال الجيش والقوات الجنوبية في خضم احتفالاتنا بالذكرى الرابعة لتحرير العاصمة عدن والمحافظات المحررة الأخرى لا يسعنا إلا ان نتذكر كل الشهداء الأبرار الذي قدموا دماءهم الزكية فداء للدفاع عن الأرض والعرض والدين والوطن ونتذكر جرحانا الذي سالت دماؤهم في كل شبر من ترابنا الطاهر لتروي شجرة الحرية لتظل شامخة شموخ هامة الوطن ليستظل في فنائها أبناء الوطن في عزة وشموخ ولنتذكر اسرانا الأبطال اللواء ناصر منصور واللواء الصبيحي واللواء رجب وهم من يستحقون لقب أيقونات الحرية ورموزها الأبطال وهم يتحدون ضيق المكان في زنازين الظلم والظلام ومعهم آلاف الأسرى في سجون الحوثيين ولكنهم شامخون شموخ الكبار ليرفعون رؤوسنا جميعا وهم يدفعون ثمن الحرية والعزة والكرامة وشرف الانتماء والثبات على المبادئ والقيم والأهداف النبيلة التي جبلوا عليها وجعلوها بعدا استراتيجيا لقيم الوفاء والتسامح والترفع عن الصغائر والثبات على المواقف الوطنية السامية متحدين ظروف وتعقيدات ابعاد الزمان والمكان ولهم منا الوفاء والشكر والتقدير وانه لآت يوم ستنتصر فيه قضيتهم التي أسروا من أجلها وسيحيق المكر والغدر بأهله عما قريب والحليم تكفيه الإشارة .