٢٠ مارس ٢٠٠٣ م ذكرى الغزو الأمريكي للعراق
تاريخ النشر: السبت 20 مارس 2021
- الساعة:23:27:23 - الناقد برس/متابعات
ثمانية عشر عامًا على بداية الغزو والاحتلال الأمريكي للعراق وتدميرها وسقوط دولة صدام حسين بل وسقوط دولة العراق كُليًا إلى يومنا هذا
في مثل يومنا هذا منذ ثمانية عشر عامًا قام ما يسمى بـ "تحالف الراغبين" بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية في المقام الأول وبريطانيا العُظمى في المقام الثاني بغزو العراق حيث بدأت غارة جوية لسلاح الجو الأمريكي بشن هجوم على القصر الرئاسي في بغداد ثم شن هجوم عسكري على بعض المحافظات العراقية وتوغل الهجوم إلى العديد من المناطق الحيوية المدنية منها والعسكرية لتُسيطر بعد ذلك القوات الأمريكية وحلفائها على كافة نواحي العراق وتحكُم قبضتها عليها لتسقُط بغداد نهائيًا ويسقُط تمثال الرئيس صدام حسين في يوم التاسع من أبريل من العام ذاته بعد عشرون يومًا تقريبًا من بداية الغزو لتُعلن القوات الأمريكية سيطرتها الكاملة على العراق وسقوط نظام الرئيس صدام حسين
بعد سقوط بغداد عمت الفوضى أرجاء العراق وانتشرت عمليات السلب والنهب والإنفلات الأمني وسيطرة القوات الأمريكية على منابع الذهب والبترول والأسلحة وقتلت مئات الآلاف من الضحايا من العراقيين على مدار السنوات التسعة للغزو حتى أنه لا توجد إحصائية رسمية لعدد ضحايا الغزو من العراقيين حتى الآن والإحصائيات تتراوح ما بين مائة وخمسين ألف إلى نصف مليون فضلًا عن تدمير المتاحف العراقية التي تحتوي بين جنباتها آثار وحضارة من أعظم حضارات الأرض
كان سبب الغزو الأمريكي للعراق أو بمعنى أصح وأدق السبب الرئيسي والمُعلَن هو وجود أسلحة دمار شامل في العراق تلك الأكذوبة التي تم تدمير العراق والعراقيين بحجة وجودها ما هي إلا أكذوبة لم تثبت صحتها حتى يومنا هذا ولم يُعثَر على ما يُشير إلى أنه كانت هُناك أسلحة دمار شامل بالعراق ولكن قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية ذات الجيوش الجرارة والأسلحة الفتاكة وقوات ضخمة يمكن من خلالها دخول حرب عالمية ثالثة كان السبب الخفي والحقيقي لغزوها العراق هو تدمير ثاني أكبر وأقوى دولة عربية في الشرق الأوسط ألا وهي دولة العراق وتدمير الحضارة العراقية العريقة ونهب خيرات العراق التي لا تُعد ولا تُحصى لا سيما الذهب والبترول والأسلحة فضلًا عن إسقاط نظام الرئيس صدام حسين رحمة الله عليه صاحب الدولة الأقوى في تاريخ الدولة العراقية الحديثة حتى أن رئيس الوزراء البريطاني آنذاك توني بلير قد اعتذر للشعب العراقي عن غزوه للعراق وتدميره وأنه كان مُخطئًا في مشاركته لأمريكا في غزو العراق بسبب دعاوى كاذبة لكن بماذا يُفيد الاعتذار والندم بعد قتل وتشريد مئات الآلاف وتدمير دولة وحضارة في حرب أكتشف الغرب أنها كانت في غير موضعها!
انسحبت القوات الأمريكية رسميًا من العراق في الخامس عشر من شهر ديسمبر من العام ٢٠١١ م بعد ما يُقارب تسعة سنوات من الاحتلال قامت فيها بتدمير العراق وسحق حضارتها ونهب خيراتها وإسقاط دولتها وقتل وترويع أهلها وإسقاط دولة العراق التي لم تقم من جديد حتى يومنا هذا منذ سقوط الرئيس صدام حسين رحمة الله عليه وعلى أبنائه ولكن قبل أن تنسحب القوات الأمريكية من العراق وتغادرها تركت العراق مسرحًا للجماعات الإرهابية والتكفيرية لتُكمل من بعدها وحتى يومنا هذا مسيرتها التخريبية والتدميرية فضلًا عن الفوضى والفتن والصراعات وفقدان أسُس ومقومات الدولة إلى حد أنني قسمًا بالله ما أعرف حتى من هو رئيس العراق الحالي ولا حتى اسمه إيه لا هو ولا من سبقوه في حُكم العراق من بعد سقوط صدام حسين