تاريخ النشر: الجمعة 05 فبراير 2021
- الساعة:23:01:12 - الناقد برس/بقلم/العارف بالله طلعت
الإسلام يحذر من خطورة الحصول على المال الحرام بأي طريقة لأنه يؤدي لمنع الرزق وعدم إجابة الدعاء وإغلاق باب السماء وكثير من الناس يتساهلون في أكل المال الحرام وكلما زاد الفرد من الغنى بالحرام زاد فقراً في الآخرة ففي البخاري أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «أتدرون من المفلس؟ قالوا المفلس فينا يا رسول الله من لا درهم له ولا متاع فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم :إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاته وصيامه وزكاته كما أن المال الحرام ينزع بركة كثير من الأبناء فكم من أب أعجبه قوام أبنائه وقد غذاهم الحرام وما علم أن هؤلاء الأبناء قد يكونون غداً سبب شقائه في دنياه وأخراه بشؤم المال الحرام . دخل بهلول يوما على المتوكل فقال المتوكل له: كيف ترى قصري هذا ؟ قال: حسن لولا عيبان...! قال: وما هما ؟ قال: إن انفقت فيه من المال الحلال فأنت مسرف والله لا يحب المسرفين وإِن أنفقت من المال الحرام فأنت خائن والله لا يحب الخائنين. ولا يحتاج العاقل الى بهلول يعظه بل يحتاج الى واعظ من نفسه .
لذلك كانت المرأة قديما توصي زوجها حين خروجه من بيته قائلةً: يا هذا اتق الله في رزقنا ولا تطعمنا حراما فإنا نصبر على الجوع ولا نصبر على النار ولأكل الحرام آثار سلبية مدمرة وخطيرة على الفرد والمجتمع في الدنيا والآخرة
وبنظرة لا تحتاج كثيراً من التدقيق نجد أمراضاً اجتماعية تفشت يتمثل كثير منها في تكالب الناس على جمع المال بشتى الوسائل من دون مبالاة من الحرام كان أم من الحلال كما نجد كثيراً من يسرق المال العام بصورة مباشرة وغير مباشرة فمنهم من يستغل ممتلكات العمل المختلفة لقضاء مصالحه الشخصية
ومن أبشع صور المال الحرام أكل مال اليتيم الذي سيصلي صاحبَه النارومن الحرام منع النساء من حقهن في الميراث حتى لا ينتفع أولادهن وأزواجهن به وهناك من يأكل حق الأجير فيكون خصماً لرسول الله يوم القيامة فينبغي علينا جميعاً أن نتوجه إلى الله ونتوكل عليه - حق التوكل- في الرزق وليكن لسان حالنا ولنعرف أن ما أصابنا من فقر وضيق رزق فمبعثه البعد عن الله وعصيان أوامره فالكسب الحرام له آثار وأضرار وخيمة على صاحبه فهو يؤدي إلى ظلمة القلب وكسل الجوارح عن طاعة الرب ونزع البركة من الرزق والعمر . قال ابن عباس رضي الله عنهما: إن للحسنة نوراً في القلب وضياء في الوجه وقوة في البدن وزيادة في الرزق ومحبة في قلوب الخلق. وإن للسيئة سواداً في الوجه وظلمة في القلب ووهنا في البدن ونقصاً في الرزق وبغضاً في قلوب الخلق .فأكل الحرام يوجب غضب المولى عز وجل وسخطه على العبد ويزداد بأكله الحرام بعداً من رحمة الله تعالى.
نسأل الله العلي القدير أن يرزقنا الرزق الحلال وأن يبارك لنا فيه.