نظرة للأطلاع والقراءة صادر عن مركز "مسارات" كتاب بعنوان "التديُّن في مناهج وكتب التعليم في إسرائيل"، للباحث د. جوني منصور. ويعد هذا الإصدار (السادس) الذي ينجزه المركز ضمن برنامج "عبد المحسن القطَّان لدراسة المشروع الصهيوني".
يقع الكتاب في ثمانين صفحة من القطع المتوسط، ويعالج ظاهرة التدين في مناهج وكتب التعليم في إسرائيل وتداعياتها ودلالاتها وإسقاطاتها على المجتمع الإسرائيلي، ومواقف الفلسطينيين منها، وكيفية التعاطي معها.
ويضم الكتاب 14 موضوعًا، إضافة إلى المقدمة والتوصيات، تتناول موضوعات، مثل: مفهوم "التديُّن"؛ التديُّن والعلمانية في جهاز التعليم؛ جهاز التعليم في إسرائيل؛ التعليم الديني وتعزيز التديُّن؛ واقع التعليم وتحولاته في العقدين الأخيرين؛ جمعيات في خدمة التديين في المدارس الرسمية (العلمانية)؛ موقف المجتمع في إسرائيل وردود فعله؛ موقف وزارة التربية والتعليم في إسرائيل؛ "التديُّن" في برامج ومشاريع التعليم؛ العلمانيون في مواجهة التدين؛ نماذج من التديين في كتب التعليم.
ويرى الكتاب أنّ الأدواتَ الدينيةَ تؤثر فعليًا على سير وأنماط الحياة اليومية، وتُساهم بقوة في تحريك شرائح واسعة من المجتمع باتجاه التدّين. لهذا، فإنّ إسرائيل الرسمية والعامة تشهد في العقدين الأخيرين تغلغلًا متزايدًا لمكونات دينية في مناهج وكتب التعليم في المدراس الإسرائيلية، وخصوصًا مع تسلُّم شخص متدين أو عضو مركزي في حزب متدين أو زعيم حزب متدين لزمام أمور وزارة التربية والتعليم، كما يحصل الآن حيث يتولّى زعيم حزب "البيت اليهوديّ"، نفتاليّ بينيت، الوزارة. عندها سيدفع بالقرارات الصانعة لسياسة التعليم في إسرائيل نحو التدين.
ويقترح الكتاب عددًا من التوصيات، منها أنه على الفلسطيني معرفة وفهم وتذويت جنوح المجتمع الإسرائيلي إلى اليمين، وأهمية المبادرة الفلسطينية إلى إعادة النظر في مناهج وكتب التعليم في مواضيع مختلفة لتكون معززة للحقوق الفلسطينية في فلسطين، وإعادة بناء منظومة التعليم الفلسطينية بحيث تركز جهودها على تثبيت الحق التاريخي في الأرض، والسعي من أجل إدخال تعديلات وإضافات مستمرة
على المناهج والكتب التعليمية، إضافة إلى مواجهة الادّعاءات الإسرائيلية بأن المناهج الفلسطينية هي تحريضية وضد إسرائيل، وذلك من خلال متابعة مستمرة للكتب التعليمية المصادق عليها من قبل وزارة التعليم الفلسطينية، وكشف الحقيقة التحريضية في الكتب التعليمية الإسرائيلية، واللجوء إلى استخدام أدوات مقارنة لتبيان الحقيقة والواقع.
يشار إلى أن برنامج "القطان لدراسة المشروع الصهيوني" يعمل على دراسة منظومات السيطرة الصهيونيّة على طريق تفكيكها وتصفية الامتيازات المُرتبطة بها، من وجهة نظر فلسطينيّة وموضوعيّة، غير محايدة في الصراع. هذا بالإضافة إلى المساهمة في بناء رواية فلسطينية موحدة حول نشوء وتطور النظام الصهيوني الاستعماري الاستيطاني على أرض فلسطين، وتحديد سياسات مواجهة وتفكيك المشروع الصهيوني عبر تحويله إلى مشروع خاسر بالتركيز على نقاط ضعفه، والتناقضات في داخله، واستعادة إطار الصراع التحرري ضد النظام الاستعماري الاستيطاني، وتنمية وتطوير مهارات التفكير الإستراتيجي لدى الباحثين الشباب، ومنحهم الآليات اللازمة لفهم المشروع الصهيوني، والمجتمع الإسرائيلي عامة.