شارك رئيس مجلس النواب الشيخ سلطان البركاني، اليوم، في الاجتماع الافتراضي للمؤتمر العالمي الخامس لرؤساء البرلمانات والذي ينعقد على مدى يومين من الفترة 19 – 20 أغسطس الجاري.
وقال رئيس مجلس النواب سلطان البركاني في كلمته التي ألقاها بالمؤتمر، إنه ورغم الصعوبات التي لا يزال يواجهها البرلمان، فإنه يقوم بدوره الرقابي على أداء ونهج الحكومة والعمل الإداري لمؤسسات الدولة اليمنية بشكل عام، كما أنه وضع على رأس أولوياته خلال هذه المرحة دعم جهود إرساء السلام في اليمن والتي تقودها الأمم المتحدة ممثلة بمبعوثها الخاص.
وأضاف: ومؤخرا، كان لقيادة البرلمان دورا مهما في مساعي تنفيذ اتفاق الرياض الذي كلل بتاريخ 29 يوليو باتفاق الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي، وبجهود مباركة من الأشقاء في المملكة العربية السعودية، على آلية تسريع تنفيذ اتفاق الرياض وتشكيل حكومة شراكة جديدة، بما يخدم جهود تحقيق إرساء السلام في اليمن والتوصل إلى حل سياسي شامل للأزمة اليمنية.
وأشار إلى أن مجلس النواب لعب دورا مهما في محاولة معالجة التوترات والحروب الداخلية وخاصة بما يسمى بالحروب الستة في صعدة بين الحكومة والمتمردين الحوثيين ما بين عامي 2004 و 2010، ولفت إلى إسهام مجلس النواب في تنفيذ بنود المبادرة الخليجية التي جاءت كمخرج لحل الأزمة اليمنية في اعقاب أزمة 2011، وأن مجلس النواب لا يزال يتحمل اليوم دورا محوريا في استعادة الدولة، بعد الانقلاب الحوثي على الشرعية ومحاولة تعطيل المؤسسة التشريعية، فقد أعاد مجلس النواب التئامه، بعد تعطيل استمر لأربعة سنوات، وعقد جلسته الأولى في مدينة سيئون اليمنية في شهر أبريل من العام الماضي 2019 ونجح في انتخاب رئاسة جديدة واستأنف ممارسة مهامه رغم الظروف والتحديات الجسام.
وأكد أهمية انعقاد المؤتمر الذي يركز على القيادة البرلمانية من أجل تعددية أكثر فعالية، تُحقق السلام والتنمية المستدامة للشعوب ولكوكب الأرض، وتطرق إلى الدور الفاعل لمجلس النواب في الجمهورية اليمنية، في تعزيز النهج الديمقراطي وقيم الحرية والمساواة وحقوق الإنسان ودعم عمليات التنمية والبناء في اليمن، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة وإرساء السلام.
وأضاف: أنه يجب إدراك أن بعض الدول ومنها بلادي، ولأسباب مختلفة مثل استمرار الحروب والصراعات والكوارث الطبيعية، تفقد بعض مكتسبات التنمية التي حققتها مسبقا وتسير في اتجاه معاكس، وكما تعلمون فان الدول التي تعيش مرحلة الصراع أو ما بعد الصراع تعاني أوضاعا اقتصادية وإنسانية وبيئية صعبة، تجعلها عاجزة عن اللحاق بالركب، ولذا ولتحقيق الهدف الأشمل لأجندة التنمية المستدامة، يجب علينا جميعا الوقوف إلى جانبها وإيلائها العناية الخاصة التي تستحقها.
كما قال البركاني: إن اختيار موضوع "القيادة البرلمانية من أجل تعددية أكثر فعالية، تحقق السلام والتنمية المستدامة للشعوب ولكوكب الأرض"، كموضوع عام لمؤتمرنا العالمي الخامس لرؤساء البرلمانات، يعتبر اختيارا موفقا في ظل التحديات الاقتصادية والأمنية والصحية التي تواجه عالمنا اليوم وتهدد السلم والأمن الدوليين، حيث نلتقي اليوم في مؤتمرنا العالمي الخامس لرؤساء البرلمانات افتراضيا بعد أن أصبحت جائحة كوفيد-19 أزمة صحية عالمية لا تعرف الحدود، وهو ما يدعونا للوقوف معا كبرلمانيين لمواجهة هذه الأزمة غير المسبوقة وتداعياتها على الاقتصاد العالمي والاقتصادات الوطنية، والنظر في وضع رؤية عالمية موحدة لمواجهة مخاطر الجوائح العابرة للحدود.
وتابع: يقع على عاتقنا كقيادات برلمانية منتخبة من عامة الناس وأكثر قربا إلى الناس، مسؤولية دستورية لإرساء السلام وتحقيق التنمية المستدامة التي تهدف إلى القضاء على الفقر، وبناء المجتمعات السلمية، وتعزيز الرخاء ورفاه الناس وحماية البيئة للأجيال الحالية والمستقبلية، وهذا بالطبع يتطلب تبادل الخبرات العالمية والإقليمية بين الدول لتحديد الحلول في إطار الخطط الوطنية وسن القوانين المتصلة بتحقيق أهداف التنمية المستدامة، والإشراف على إعداد الموازنات الحكومية، وتنفيذ ورصد التقدم المحرز نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وتحقيق مبادئ الرقابة والمساءلة والشفافية، وتقييم أثر هذه المبادرات على حياة الناس، لا سيما النساء وأفراد المجموعات المُهمشة.
وأشار إلى أن تحقيق استدامة السلام والحكم الرشيد المحدد في الهدف 16 من أهداف التنمية المستدامة يتطلب تمثيل مصالح العامة بصورة أكثر فاعلية من خلال جعل اللجان البرلمانية منفتحة على الجمهور، وتسهيل وصول الناس إلى المعلومات البرلمانية، وتعزيز تواصل البرلمانيين مع عامة الناس، بما يضمن تحقيق الملكية المحلية لهذه العملية.
كما القيت كلمات من قبل رئيسة الاتحاد البرلماني الدولي غابرييلا كويفاس بارون، والأمين العام للأمم المتحد أنطونيو غوتيريس ورئيس المجلس الوطني في النمسا ولفغانع سوبوتكا، رحبت في مجملها بالمشاركين من رؤساء البرلمانات العالمية، كما تطرقت إلى أهمية انعقاد المؤتمر في الفترة الحالية والمواضيع المدرجة في جدول أعماله والتي تناقش سُبل تعزيز قدرة البرلمانات على الصمود في ظل ما ترتب من نتائج ناجمة عن فيروس كورونا وتعزيز التعاون بين البلدان لتجاوز آثار الكارثة، ومواجهة الفقر واستئصال خطاب الحقد وتحقيق المساواة بين الأجناس وتعزيز مشاركة الشباب والمرأة في السياسة والبرلمانات والاهتمام بالطفولة ومضاعفة العمل البرلماني.