يعتبر مرض الكوليرا أحد الأوبئة الفتاكة التي صنعتها الحرب الحوثية ، ضمن خطة المليشيات لتأهيل الوضع الصحي أمام ملايين السكان في المناطق الخاضعة لسيطرتها.
اليوم الأربعاء ، أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" ، تسجيل أكثر من 110 آلاف حالة اشتباه بالكوليرا في اليمن.
وأوضحت ممثلة المنظمة في اليمن سارة نيانتي ، لقد تم تسجيل تلك الحالات منذ يناير 2020 وحتى الآن ، وأكدت تلك الحالات تم تسجيلها في 290 منطقة ، كما يمثل الأطفال دون الخامسة نحو 25٪ منها.
في سياق غير بعيد ، حذّرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" اليوم الأربعاء ، من تعرض أكثر من خمسة ملايين طفل دون الخامسة ، لخطورة الإصابة بوباء الكوليرا والإسهال المائي الحاد.
ويقدم ممثلة يونيسف في اليمن سارة نيانتي ، إن الأطفال لا يزال عرضة للخطر لا يحسد من المخاطر التي تهدد بقائهم على قيد الحياة.
ونوهت إلى أن أبرز تلك المخاطر في انتشار الكوليرا على نطاق أوسع ، وهي مستويات سوء التغذية ، وتفشي الأمراض الخاصةً فيروس كورونا المستجد.
وهو مرض الكوليرا أحد الأوبئة التي أجادت المليشيات الحوثية غرس بذورها على مدار سنوات حربها العبثية ، كما عملت على منع مكافحة هذا الوباء القاتل.
فللشهر الرابع على التوالي ، رفضت مليشيا الحوثي الإرهابية في مطلع أبريل الجاري ، صرف مستحقات الكادر الصحي والعاملين في مراكز معالجة الكوليرا في محافظة صنعاء.
وشكا عدد من العاملين في مراكز معالجة الكوليرا وزوايا الإرواء ، أنّ المليشيات الحوثية رفضت صرف رواتب ومستلزمات الكادر الصحي والعاملين في مراكز المعالجة للشهر الرابع على التوالي ، وقالوا إن منظمة الصحة العالمية والمستندات المالية لوزارة الصحة والسكان الخاضعة لسيطرة الحوثيين ومكتب الصحة بالأمانة ، إلا أن القياديين طه المتوكل وزير الصحة ومطهر المروني مدير عام مكتب الصحة بالأمانة المعينين من قبل المليشيات يرفضون تسليم المستحقات والإيفاء بأنهاهما المالية تجاه الكادر الصحي والعاملين في مراكز معالجة الكوليرا وزوايا الارواء ويسعيان لمصاد ة ونهب مستحقاتهم.
وناشد العاملون ، منظمة الصحة العالمية بالضغط على قيادة المليشيات بوزارة الصحة ومكتبها بالأمانة لتسليم مستحقاتهم.
دفع القطاع الصحي في اليمن أفدح الأثمان مدار سنوات الحرب العبثية التي أشعلتها المليشيات الحوثية منذ صيف 2014 ، بسبب الجرائم العديدة التي ارتكبتها هذا الفصيل الإرهابي الموالي لإيران ، يعاني مرض الكوليرا هو أحد نتائج الحرب الحوثية ، لديك المليشيات بيئة خصبة تقوم على تفشي الكثير من الأوبئة والأمراض التي تفتك بالمدنيين.
وفي وقتٍ سابق من مارس الجاري ، قالت منظمة "أوكسفام" الدولية أنها تعاني حاليًّا من أزمة كوليرا منسية ، وحذّرت من ارتفاع عدد المُصابين بالمرض مع اقتراب موسم الأمطار في أبريل المقبل ، بينما أنظمة الرعاية الصحية على وشك الانهيار.
هذا أنّ تفشي الوباء في العام الماضي يعتبر الثاني على الإطلاق على الصعيد العالمي ، ولا تزال الحالات في تزايد ، مشيرةً إلى إعلان ارتفاع معدل الكوليرا في صنعاء وحجة والحديدة وتعز وذمار مُنذ العام 2017.
وأوضحت المنظمة أنّه تم تسجيل أكثر من 56 ألف حالة مشتبه بإصابتها في الأسابيع السبعة الأولى من هذا العام ، أي ما تحقق تقريبًا عدد الحالات المُسجلة العام الماضي.
وتابعت: "لقد كان عدد حالات الإصابة بالكوليرا في العام 2019 هو ثاني أكبر عدد يتم تسجيله على الإطلاق في بلد ما في عام واحد ، لم يتم تسجيله أكبر من ذلك سوى التفشي الذي سبقه في العام 2017 ، حيث كانت هناك أكثر من مليون حالة" .
وأكّدت المنظمة أنّ المُعدلات المُستمرة والثابتة للحالات الجديدة على مدى الأشهر الـ14 الماضية تُظهر أنّ المرض ما زال مُتفشيًّا في اليمن.
من جانبه ، صرّح مُحسن صدّيقي مدير مكتب "أوكسفام" في اليمن: "التوقعات قاتمة بالنسبة للناس في اليمن ، ما هي حالات الكوليرا بمستويات مماثلة للعام الماضي ، كما أن موسم الأمطار من المُحتمل أن يتسبب في آلاف الإصابات المحتملة".
وهذا: "هذه أزمة صحية مُختبئة على مرأى ومسمع الجميع ، إنه لأمر مروّع أن تقدم هذه الأزمة المستمرة بهذا القدر القليل من الاهتمام".
وتابع: "نحن بحاجة إلى تحرك عاجل من قبل المجتمع الدولي لضمان الوصول الآمن الذي لا تشوبه أي عوائق للمساعدات الإنسانية ، وكذلك لجمع كافة الأطراف معا من أجل الاتفاق على وقف لإطلاق النار على المستوى الوطني".
وذلك إلى أن عدد الوفيات الناجمة عن الكوليرا التي تم إجراؤها في العام 2019 إلى 1،025 ، أي أقل من نصف عدد الوفيات في العام 2017 ، وأن تبذل الجهود للتغلب نهائيا على المرض قد تقوضت بشكل كبير بسبب الحرب.
والكوليرا عدوى حادة تسبب الإسهال وتنجم عن تناول الأطعمة أو شرب المياه الملوّثة بضمات بكتيريا الكوليرا ، وهي تشكل تشكل تهديدًا عالمًّا للصحة العمومية ومؤشرًا على انعدام المساواة وانعدام التنمية الاجتماعية.
وتقدم تقديرات الباحثين إلى وقوع عدد من تقريبًا بين 1،3 مليون و 4 ملايين حالة إصابة بالكوليرا سنويًّا وإلى تسبب الكوليرا في وفيات أنها تتراوح بين 000 21 و 000 143 وفاة بأنحاء العالم أجمع.
الكوليرا مرض شديد الفوعة إلى أقصى حد ، ويمكن أن يتسبب في الإصابة بإسهال مائي حاد ، وهو يستغرق فترة تتراوح بين 12 ساعة و 5 أيام لكي تظهر أعراض على الشخص عقب تناوله أطعمة ملوثة أو شربه مياه ملوثة 2. وتؤثر الكوليرا على كل من الأطفال والبالغين وبمقدورها أن تودي بحياتهم في ساعات ساعات إن لم تُعالج.
ولا تظهر أعراض بعدوى ضمات بكتيريا الكوليرا على معظمها ، على الرغم من وجود البكتريا في برازهم لمدة تتراوح بين يوم واحد و 10 أيام عقب الإصابة بعدواها ، وبهذا تُطلق عائدة إلى البيئة ويمكن أن تصيب بعدواها أشخاصًا آخرين.
ومعظم الذين يُصابون بعد المرض يبدون أعراضًا تتراوح بين الخفيفة أو المعتدلة ، بينما تُصاب الغالبية بإسهال مائي حاد مصحوب بجفاف شديد ، ويمكن أن يتسبب ذلك في الوفاة إذا كنترك من دون علاج.
والكوليرا هو أحد الأمراض التي تسبَّبت فيها الحرب الحوثية القائمة منذ صيف 2014 ، بعد أهملت المليشيات القطاع الصحي بشكل كامل ، على مدار سنوات حربها العبثية ، وتسبَّبت في تفشي الكثير من الأمراض التي راح ضحيتها كثيرٌ من السكان.
وتعمَّدت المليشيات الحوثية قطع جميع الخدمات الصحية سواء الخدمات الأساسية أو الثانوية ، مكتفية بنهب مقدرات الدولة ومواردها وتسخيرها لخدمة المجهود الحربي وزيادة أرصدة الجماعة وقياداتها.
وهيمنت المليشيات الحوثية على القطاع الطبي عن طريق تهميش وفصل الكوادر والموظفين والموظفين ممن لا يؤمنون بأفكارها الخمينية وتعيين أتباعها من محافظة صعدة حيث معقلها الرئيسي لتتفرغ بعدها لنهب ممتلكات المواطنين والتجار وفرض الإتاوات والضرائب وإقفال مشاريعهم وشركاتهم في حالة عدم الإنفاق للمر الحربي ورفد الجبهات.