صحيح بان الظلم وغياب العدل في اي زمان ومكان يولدان الضغينة والانتقام،وهذه الحقيقة، جعلت منها دول خارجية كبرى وسيلة من وسائل حربها الحديثة، لتحقيق أهدافها في الكثير من البلدان لاسيما العربية والإسلامية، وهذا ما تجلّى في العقود الأربعة الأخيرة على وجه التحديد، وذلك من خلال قيامها بمساعدة انتاج الظلم وتغييب العدل،في البلدان الضحية التي تريد استثمارها اودخولها، عبر ادواتها الداخلية.. التي تهيئ البيئة الملائمة لتكاثر المظلومين والمستضعفين، والمحتاجين،ليسهل لهم استغلالهم، من خلال إظهار حرصهم وتعاطفهم معهم ومدهم بالمال، حتى ينساقون إلى معسكرات الاعداد والتدريب السرية الخاصة التي يتم فيها غسل ادمغتهم وتمويلهم، وتوظيفهم سياسيًا، بتحويلهم إلى قنابل ومتفجرات واستخدامها حينما واينما أرادت، وتحت يافطة الدفاع عن الدين الإسلامي .. بينما تلك الأطراف نفسها اي الصانعة والممولة، تطلق عليها رسمياً مسميات عده، وبمسمى عام ( الإرهاب) ونسبه إلى الإسلام والمسلمين لتحقيق عدة أهداف منها انتزاع جواز دخول مباشر لأي بلد تريد دخوله،واستثماره، وتشويه الإسلام والمسلمين لدى شعوب العالم لترسيخ عنهم الطابع الدموي العصبوي الذي لا يفرق بين ضحاياه، وهذا ما يتطلب من علمائنا الكرام ببذل جل جهودهم في التنوير والتوضيح المتواصل لشعوبهم لاسيما فئة الشباب القابلة للتأثير والشحن، من مخاطر، الانقياد والتبعية للفكر العدائي المتشدد تحت مسمى الغيرة والدفاع عن الدين والاسلام، في الوقت الذي فيه الإسلام منه بريء.
وهذه المرحلة بالذات تتطلب التفاف الشعب بمختلف قواه، وشرائحه الاجتماعية لمواجهة هذا الخطر المصطنع، وتكثيف المحاضرات والإرشادات والتوجيه، في المساجد، والمدارس، ووسائل الإعلام المختلفة الرسمية والخاصة ومواقع وسائل التواصل الاجتماعي، حتى يستوعب الشعب تبعات ذلك، ليحافظون على أبنائهم من الانسياق وراء هذه التيارات الدموية الإجرامية، كما هو الدور والواجب اللذان يقعا على الحكومة أولاً برفع الظلم والمعاناة عن كاهل الشعب حتى لا تكن هناك عوامل محفزه لأولئك المجرمين لاستغلال الشباب من جهة، ومن جهة أخرى الدعم والتسهيل للمؤسسات الأمنية، والجهات ذات العلاقة، لتمكينهم من تأدية مهامهم الوطنية على أكمل وجه، في تأمين الوطن والمواطن، ومتابعة ورصد اي عناصر مشبوهة، وتجفيف منابع الإرهاب ومصادر تمويله.
هذا والله ولي التوفيق والهداية والصلاح
الثلاثاء الموافق 20 أغسطس 2024 م