"ليس أفضل من أن تكون ذلك القائد الذي يقف في الخلف ويضع الآخرين في المقدمة وقت الاحتفال بالانتصار، بينما تقفز لأول الصف وقت الخطر".
من أقوال نيلسون مانديلا المناضل الافريقي الذي حكم بلاده جنوب افريقيا خلال الفترة من ١٩٩٤ - ١٩٩٩م كأول رئيس أسود يتولى الحكم بعد خروجه من سجنه الذي دام ٢٧ عاما بسبب مناهضته لسياسات التمييز العنصري في جنوب أفريقيا .
هذا القول الذي قرأته في أقوال للمشاهير هو ما جعلني اتفحص كلماته مرات عديدة لترتسم في مخيلتي صورا للقادة العظماء الذين دافعوا عن مواقفهم ومبادئهم واوطانهم ودفعوا الثمن غاليا وكانوا بعيدا عن الأضواء في زمن الانتصار وجنود ميامين في محراب الحرية وميادين الوغى والبطولة والشرف وتراهم في مقدمة الصفوف وقت الشدائد والمحن حين تدق الحرب طبولها ويشتد أوار حجيم نارها المستعر .
وتذكرت حينها أحد أبرز هؤلاء الرواد والقادة العظماء . . إنه الرمز الذي نحتفي اليوم بالذكرى الثامنة لانتخابه رئيسا لليمن . . إنه الرئيس عبدربه منصور هادي الذي تقلد زمام مقاليد الحكم كرئيس شرعي ومنتخب لليمن بعد ان صوت له ما يفوق السبعة ملايين ناخب يمني في صناديق الاقتراع في اول انتخابات نزيهة لم تشهدها اليمن شمالا وجنوبا في تاريخها المعاصر ليتوج رئيسا للجمهورية اليمنية في وقت عصيب مرت به البلاد عقب أزمة سياسية تمر بها البلاد.
كم انت عظيم أيها القائد والفدائي والفارس المغوار وأنت تتجاوز الصعوبات والمحن بشجاعة واستبسال رغم المؤامرات والمكائد والخيانات لمن هم من حولك .. توفر لهم الأمان لتحميهم من طعنات إعدائهم وهم يطعنون وفائك بسواطير مسننة . . كم انت صبور وحكيم وذو مروءة وأنت تتحمل عثرات من اكرمتهم بالمناصب والجاه والثقة فجازوك بالغدر والخيانة والجحود والنكران ، ولكن وأن ظنوا بأنهم قد خذلوك فما خذلوك فأنما هم يخذلون أنفسهم من حيث لا يعلمون .
يكفينا وفاءك ونبلك وشهامتك ويجنب اليمن وأهلها نزغات شياطينهم ومكائد غدرهم وخياناتهم التي ستعود وبالا عليهم وسينصرك الله وشعبك وكل الشرفاء من محبي الحرية والعدالة والمساواة وحقوق الإنسان والتحرر والانعتاق من دياجير ظلمات الكهنوت والأمامة وغيرها من مشاريع ملالي طهران وقم وكهنة مدعي الرسالة الربانية ونظرية الوصي وخزعبلات كهوف مران التي يتوهم السلاليون ان تصبح عاصمة للخلافة الإسلامية على الطريقة الأثنى عشرية الصفوية الفارسية .
يكفينا فخامة الرئيس هادي إنجازاتك التي أسست لعهد جديد على أنقاض عهود التخلف والظلام والجهل والعصبية العمياء التي ورثها القوم منذ أكثر من ١٢ قرنا وجئت اليوم لتخرجهم من ظلماتهم إلى النور ويأبون إلا يروا النور . . يكفينا فخرا انك استطعت ان تقتحم دهاليز أخطر منظومة مدججة بالفكر الظلامي وترسانات الأسلحة التي تشكل خطرا على اليمن ومنطقة الخليج والجزيرة وفكفكت تلك المنظومة بعقل السياسي البارع والثائر المثابر الصبور الذي تحمل في سبيل ذلك المآسي والويلات والعذابات والتي زادتك ثباتا على تمسكك بالقيم الإنسانية ومبادئ التغيير نحو الأفضل وان كان ثمن تلك المبادئ والقيم حياتك فلم تأبه لتهديداتهم ووعيدهم وواصلت سيرك في الاتجاه الصحيح شامخ الرأس وقوي العزيمة ولم يبق من نهاية هؤلاء الظلاميين إلا القليل وستلفظهم اليمن وتحت قيادتك إلى مزبلة التاريخ .
إنجازاتك فاقت الآفاق وفرضت عليك القدرة الإلهية ان تحكم اليمن ليس من أجل كرسي العرش أو طمعا في المنصب ومقاليد السلطة والثروة والشهرة أو لتكوين الأمارة والجاه والاستعلاء والانفراد بالسلطة والتوريث وبناء جيش عائلي أو جهوي أو مذهبي أو مناطقي ولكن لتنقذ اليمنيين من ظلم طواغيت العصر وزنادقة الجهل وكهنة العصور الوسطى وأذناب التشيع التي أدخلها اليهود قبل ١٢٠٠عام علينا ولهذا اتتك السلطة مهرولة فبحثت عنك ولم تجر وراءها وأجبرته أن تعتليها بشموخ الأبطال وصمود الشجعان في مواجهتك لقوى الفساد والجبروت والطغيان والظلم والقهر والجهل والمرض ومشاريع الطائفية والإرهاب وإثارة أعمال التخريب والفوضى وحتى خيانات من أمنتهم ولم يفوا بالأمانة والله ناصرك ولو بعد حين.
يكفينا فخرا أنك استطعت ان تعمل على هيكلة المؤسسات العسكرية والأمنية لمنظومة فساد النظام السابق واستطعت ان تخلص اليمنيين من انظمة الأبوية والفرد والعائلة والشمولية والسلالية والقبلية والمتأسلمة ومن خزعبلات الكهنوت والأمامة وما زلت تصارع بقايا تلك الأنظمة التي أثبتت وقائع الحرب أنها تمثل وجوه لعملة واحدة وأنك من يصارع من أجل استعادة النظام الجمهوري من مخلفات الأمامة والكهنوت والعصبوية العمياء في اليمن .
من إنجازاتك أنك استطعت مواجهة تحديات المرحلة الحالية الهادفة إلى بناء اليمن الاتحادي الذي يمثل إرادة وتطلعات كل اليمنيين ، وتأسيس دولة مدنية حديثة يشترك من خلالها كل أبناء الشعب اليمني في إدارة زمام الحكم والتبادل السلمي للسلطة والشراكة في السلطة والثروة والتمتع بحقوق المواطنة المتساوية والعدالة والديمقراطية والحرية والمساواة والعيش بكرامة في وطن يكفل لهم الحصول على كافة حقوقهم والقيام بواجباتهم
ومن إنجازاتك التي يفخر بها كل يمني وعربي شريف رعايتك للحوار الوطني الشامل بين فرقاء القوى السياسية ومختلف الأحزاب والمكونات وشرائح المجتمع المختلفة والذي اختتمت جلساتها الختامية بنجاح في ٢٥ من يناير ٢٠١٤م وإعلان وثيقة مخرجاته التي انقلب عليها الحوثيون لاحقا واستطعت التصدي للانقلاب الحوثي وحلفائه بدعم وإسناد من التحالف العربي وتم تحرير ما يقارب ٩٠% من مساحة اليمن .
يكفيك فخرا انك جئت وما زلت تدافع لإحقاق الحق وإنقاذ اليمنيين شمالا وجنوبا وشرقا وغربا وانذرت نفسك لتحقيق هذا الهدف السامي ووضعت أساسا متينا لبناء الدولة وستسقط المشاريع الصغيرة والأفكار الظلامية وينتصر مشروعك العظيم اليمن الاتحادي رغم أنف الخائنين والمستكبرين الذي ستكون نهايتهم الحتمية بدس أنوفهم في التراب خجلا من خيانات غدرهم وعما قريب.
ما احوج الجميع اليوم للوقوف إلى جانب الرئيس هادي لأنه الوحيد الجامع لكل اليمنيين لينالوا حقوقهم كاملة ومستوفاة دون ظلم أو نقصان وما دون ذلك فمأواه إلى أغوار جهنم وبئس المصير.
في الذكرى الثامنة لانتخاب الرئيس هادي نقول : قائدنا المقدام رئيسنا هادي فديناك دماءنا وأرواحنا سر وعين الله ترعاك والسلام ختام .