مع ازدياد معاناة الشعب في مختلف النواحي المعيشية ،وقساوة حكومة المناصفة وبعدها عن حياة المواطن المعيشية وانشغالها بأمور تافهة بعيدة عن ملامسة الواقع الذي يعيشه المواطن الغلبان جراء سياسة التجويع التي تمارسها القوى المعادية للشعب المنغمسة في الرئاسي وحكومة المناصفة التي عجزت إلى اللحظة في رفع صولجان الجوع المسلط على رقابنا وسيوف الحكومة المسلولة الموضوعة على بطوننا الخاوية بلا رحمة ولا شفقة أي قلوب يمتلكها هؤلاء الوزراء لو كنت وزيرا في هذه الحكومة العرجاء لقدمت استقالتي ولن أكون مطية لتجويع شعبي .
منذ اعلان حكومة المناصفة في عام ٢٠١٩م برئاسة معين عبدالملك بمباركة التحالف العربي والرباعية والأمم المتحدة الشعب تعشم خير في فيها ،لانها مدعومة الإقليم والعالم ،وبدلا من أن تعمل من أجل رفع المعاناة عن كاهل المواطن في المحافظات المحررة ،ظلت حبيسة جدران قصر المعاشيق وما بين الرحلات المكوكية لوزراءها من بلد إلى آخر والشعب يترنح ويتضور جوعا جراء الارتفاع الجنوني في الأسعار وانهيار العملة المحلية وسرى الليل وساري ,ولم يلتفتوا ولو بطرف العين لملايين البشر الجوعى الذين وصل به الحال إلى البحث عن الطعام في براميل القمامة ،وكل ذلك لم يحرك ولو شعرة واحدة في رأس أي وزير بل العكس كلما زادت معاناة الناس كلما تلذذ وزراءنا أكثر ووضعوا رجل فوق الأخرى ،كما الذي يقولنا وعلى عينكم ياحاسد .
كنا نعتقد أن معين سغادر من رئاسة الحكومة عاجلا أم آجلا وهذا أمر مسلم به،خاصة بعد تدهور الوضع المعيشي بصورة مخيفة واعلان كثير من النقابات العمالية في الجنوب اضرابها عن العمل،وكنا نتأمل أن يكون البديل شخصية جديدة ليس عليها غبار، وليس من الكروت المكررة التي لم تقدم شيء في السابق ،وكيف لها أن تقدم شيء اليوم ،لقد تجرعنا المرارة على مدى تسع سنوات وشربنا من بحور المعاناة دهرا من الزمان وصبرنا على جمر حكومة المناصفة ونارها الملتهبة أملا في أن يتغير الوضع بإختيار رئيس حكومة جديد نزيه يقوم بإنتشال الأوضاع ويرفع المعاناة عن كاهل المواطن المغلوب على أمره الغارق في وحل الحكومة من أسفل رجليه إلى شعره ،فجاء التغيير ليس حسب المطلوب يعني بالمختصر خمس سنوات إبان رئاسة معين قهر وعذاب ،ولا ندري كم سنكتوي بنار الحرمان في ظل رئيس الحكومة الجديد ،رغم أنني غير متفائل بأن الأمور ستتغير ،وكما يقول المثل إذا بتحلب البقرة انظر للوجهها ،وهذا ينطبق على التغيير الجديد .
يتضح من القرار الأخير الخاص بتغيير رئيس الحكومة، أن هناك دول إقليمية ودول كبرى لا تريد لشعب الجنوب الخير ،و ذلك واضح من خلال التغيير الذي حصل انهم وجهان لعملة واحدة وخرجوا من مدرسة واحدة ويحملون نفس العداء تجاه قضية شعب الجنوب ،وما فعله معين بالشعب سيسير خلفه على نفس الطريق ،ولن يغير شيء ،وانما مخرج المسرحية والمشرف على الطبخة يحاول فرض اجدته على المجلس الانتقالي وشعب الجنوب من خلال لعب أدوار بهكذا تغيير لزيادة جحيم المعاناة التي يعاني منها الشعب أكثر والضغط عليه لعل وعسى أن ينتفض الشعب ضد قيادة المجلس الانتقالي وهذا مايريد مؤلف المسرحية والقوى اليمنية التي تنتظر الفرصة السانحة عندما توجه لها الإشارة وهذا وهم، فشعب الجنوب مهما حاولت القوى المعادية تمرير مخططاتها الخبيثة ،فإنها ستفشل أمام صمود الشعب رغم الحالة المعيشية الصعب التي يعيشها إلا أنه لم ولن يتخلى عن قيادته وهدف المنشود المتمثل بالتحرير والاستقلال مهما كانت الضغوطات والمسرحيات.
نحن على ثقة كبيرة في قيادتنا السياسية ممثلة بالرئيس عيدروس الزبيدي الذي يتعرض لضغوط قوية ومن دولة عربية ودولية فإلتفافنا خلفه وصمودنا أكثر سيفشل ما المؤامرات والمخططات السيئة الذكر ،وقد صبرنا الكثير ولم يبقى الا القليل ،علينا الصبر وربط الأحزمة والإستعداد لمواجهة القادم الذي يخطط الجنوب إلا أنه بات واضح للعيان ،فقرار تعيين بن مبارك لم يلقى ترحيب بل الشعب متوجس من القرار الذي استبدل شخص فاشل بشخص فاشل آخر ،بمعنى كما يقول المثل الحضرمي حيث ظلت باتت ،يعني ميمي كما ويوي ،وما بايصح الا الصحيح ،وما على شعب الجنوب الا الصمود الصمود في الميدان ولا يستمع إلى الأبواق التي تعمل ليل نهار عبر مطابخها النتنة لإضعاف عزيمة الشعب ،ونحن على ثقة بأن شعبنا لن ينجر خلف الأبواق المشروخة والقنوات الصفراء التي تصطاد في المياه العكرة وتعزف على قيتارة مكسورة ،حتى وان ذهب معين وجاء بن مبارك لن يتغير شيئ في الواقع أبدا ،مادام منظومة الإحتلال لا تزال متحكمة وستبقى النتيجة صفر على الشمال ،ولن يصلح الوضع الا بحكومة جنوبية، أو فرض الإدارة الذاتية من قبل قيادتنا .