ما شدني للخوض في هذا الموضوع هو وجود هذه التسمية في مختلف بلدان العالم، والتي تطلق غالباً على الأماكن التي يرتادها الأشخاص بشكل شبه يومي لقضاء بعض الوقت مع الأصدقاء، سواء كان للدردشة مع رفاق العمر، لمختلف الفئات العمرية أو للعب إحدى الألعاب المختلفة التي عادتاً ما تتوفر في القهواي.
وعادتاً ما يتناول أولئك المرتادين للمقهى، ما يطيب لهم من المشروبات الساخنة مثل القهوة، والشاي، أو المشروبات الباردة، والتي ياتي اختيارها غالباً وفق الطقس القائم، والذي يختلف من فصل إلى آخر، ومن بلد الى آخر.
فملازمة اسم القهوة على تلك الأماكن، دون سواها من أسماء المشروبات الأخرى، ليس من فراغ، لاسيما لوجوده في مختلف بلدان العالم، وبلُغاتها المختلفة، بما فيها الغير منتجة للبُن، وهو ما يدل على ارتباط القهوة بشعوب العالم ارتباط ازلي،وتقليد متأصل، ومتوارث على مر الازمنة المتعاقبة، رغم التطور الكبير الذي شهدته بلدان العالم في مختلف المجالات ومنها مجالي الترفيه، والتكنولوجيا اللذان ، أوجدا وسائل كثيرة تغني المرء عن أماكن التسلية التقليدية مثل القهوة.
وهذا ما يبرهن لنا باهتمام الشعوب وحفاظها على عاداتها وتقاليدها.
وها نحن الجنوبيون مطالبون اليوم بإعادة كل عاداتنا وتقاليدنا، التي تمثل ثقافتنا وحضارتنا، التي صرنا نفقدها تدريجيًا، بتقليدنا الثقافات والعادات والتقاليد الدخيلة، وآن الأوان لذلك، ولنجعل من ثورة التنمية الزراعية، والتي يأتي في أولوياتها زراعة البُن، منطلقًا لإعادة كل ما يرتبط بثقافتنا، وعاداتنا وتقاليدنا التي تمثل مجتمعة حضارتنا، وتاريخنا.
فهل نحن فاعلون؟؟!!.
عبدالحكيم الدهشلي
23 نوفمبر 2023 م.