الجنوبيون سعوا إلى السلام منذ عام 2007م، وتحديدًا، مع بدايات انطلاق الحراك الجنوبي السلمي، وكانت مطالبهم في استعادة دولتهم، بطرق سلمية بحتة، ولم يحملوا السلاح ضد أحد حينذاك، بل كانوا يواجهون آلات القمع لقوات الاحتلال اليمني، وجنودهم، ودباباتهم، بصدور عارية، حتى جاء الغزو الشمالي اليمني الثاني للأراضي الجنوبية، وبالتحديد في عام 2015م، هنا كان يجب من وقفه صادقة، وقوية من أبناء الجنوب، وفعلًا هذا ما حدث، فحمل أبناء الجنوب أسلحتهم الشخصية، وقاوموا ميليشيا الحوثي الموالية للنظام الإيراني، وقوات الاحتلال، ما تسمى بـ (الجيش والأمن اليمني)، التي كان يقودها الهالك عفاش، ورغم الفارق الكبير في الإمكانيات على كافة المستويات، إلا أن الحق الجنوبي، انتصر في غضون أيام، وبالسلاح الشخصي، مع دعم من قبل قوات التحالف العربي حينها.
انه لمن السخرية أن يأتي أحد اليوم ليقول أن الجنوب لا يريد الانخراط في عمليات السلام، في حين كان الجنوب هو الساعي الأول إلى السلام قبل سنوات عديدة من اليوم.
لكن، وما يجب أن يفهمه العالم (أكان العربي، أو الإقليمي، أو الدولي، أو العالمي)، أن الجنوب اليوم، وبقيادة ممثله المجلس الانتقالي الجنوبي، وقواته المسلحة الجنوبية الشامخة، بقيادة الرئيس القائد عيدروس بن قاسم، لن يقبل إلاّ بسلام عادل يرتكز على إعطاء شعب الجنوب حقه الكامل في استعادة دولته الجنوبية المستقلة كاملة السيادة، ودون ذلك فإنه سلامٌ غير عادلٍ بالمطلق.. سلام وهمي لن ينجح بالمطلق، والعبر على ذلك كثيرة، ومن خلال العودة إلى الوراء سيدركها الجميع.
إن السلام العادل الذي لا ينتقص من حق الشعوب بالمطلق، سيكون الجنوب عن بكرة أبيه حاميه، ومدافع عنه، أما السلام المنقوص، غير العادل، فلن يقبله لا شعب الجنوب، ولا ممثل قضيته (المجلس الانتقالي الجنوبي)، ولن تستطيع أي قوة على الأرض فرضه.
السلام القائم على العدل، والقوانين والمواثيق الدولية، نحن اهله، وما دون ذلك لا يعنينا.
وكل الخيارات مفتوحة أمامنا.