مازال الانهيار للعملة المحلية أمام العملات الأجنبية متواصلا ، جميع مرارات الحياة وفي جميع المجالات وفي مختلف الاتجاهات إلا وتم تجريعها الشعب الجنوبي ولم يتم محاسبة شخص واحد لامسؤول ولا جهة ولا حزب ، الجرعة تلو الجرعة تتوالى على المواطنيين بدون سابق انذار وبدون مقاييس وبدون مبررات ، حتى ما كان يسمى مبرر الإصلاح الإقتصادي لم يعد يذكر فجميع الجرعات السابقة التي تم تجريعها الناس لم تأتي بأي إصلاحات حسب ماكانوا يزعمون ، وضع مأساوي فضيع ومرير يعيشه المجتمع الجنوبي بين ثنايا فساد الوزراء والمسؤولين وبين جشع التجار وبين هبوط قيمة الرواتب إلى أدنى مستوياتها وبين التعمد بخلق الأزمات الإقتصادية وانعدام الخدمات في ظل دولة يتشاطرها قوى الاحتلال ورجال النضال .
نعلم أن قوى الاحتلال في الحكومة اليمنية هم اليد الطولي في أذاقة الشعب الجنوبي كل تلك المرارات ولكن هذا لايبرر تقاعس رجال النضال الجنوبي في هذه الحكومة من أداء واجبهم الوطني النضالي في تعرية تلك القوى وممارساتها الإجرامية الخبيثة بحق معيشة المواطنيين في الجنوب ، يجب أن يكونوا على قدر كبير من المسؤلية والوطنية والإخلاص والنزاهة بحسب الثقة التي منحهم أياها المجلس الانتقالي الجنوبي في اختيارهم أن يكونوا ممثليه في الحكومة ، هذه الثقة المستمدة من تفويض الشعب الجنوبي للانتقالي الجنوبي في أن يكون ممثله داخليا وخارجيا في جميع الشؤون النضالية والسياسية والعسكرية والإقتصادية .
دخول المجلس الانتقالي الجنوبي هذه الشراكة او المناصفة بين الشمال والجنوب في تشكيلة الحكومة اليمنية وفي مجلس القيادة الرئاسي لم تكن غاية سياسية للانتقالي في الوصول إلى السلطة وكفى فرضتها انتصارات سياسية وامنية وعسكرية وسيطرة على الارض وأنما هي مرحلة ووسيلة نضالية كان الهدف من الوصول إليها هو كشف الفساد المهول الممارس في تلك السلطة أو الحكومة من قبل الإخوان الذين كانوا مسيطرين على ماتسمى سلطة الشرعية اليمنية ، وكذلك كشف كم المؤآمرات التي كانت تنتهجها تلك السلطة في صناعة الأزمات وإعدام الحاجات والخدمات وتصاعد الغلاء الفاحش في المواد الغذائية وبقية المستلزمات الأسرية ، كما كانت مشاركة الانتقالي في حكومة المناصفة ومجلس القيادة الرئاسي هو من أجل تحجيم واحتواء القرارات السياسية التي كانت تصدرها سلطة الإخوان مستهدفة بها أبناء الجنوب في معيشتهم ووحدة نسيجهم الجتماعي وقضيتهم التحررية ومن ثم الاستفادة من هذه الشراكة في حلحلة الكثير من المشكلات والتعقيدات لصالح تحسين أوضاع المواطنيين في الجانب الإقتصادي والمعيشي وكذلك الانطلاق نحو تحقيق هدف استعادة دولة الجنوب المستقلة .
ونحن اليوم مازلنا نكتوي بزيادة اسعار المواد الغذائيه والخدمية نتيجة استمرار الفساد المالي والإداري والتلاعب بقيمة العملة المحلية أمام العملات الأجنبية ونشاهد حجم التخادم الحوثي والإخواني في تصدير الإرهاب إلى الجنوب وكذلك تمكين أبناء الشمال النازحين من الاستيطان في محافظات الجنوب ومنها عدن والمهرة على قيادات الانتقالي في الحكومة وفي مجلس القيادة الرئاسي شحذ الهمم وبذل الجهود من أجل استكمال السيطرة على القرار السياسي في مجلس القيادة الرئاسي والحكومة لصالح الشعب الجنوبي في معيشته واستعادة دولته المستقلة .