لم يكن المجلس الانتقالي الجنوبي وليد الصدفة ،بل هو امتداد لثورة الجنوب العربي التي بدأت شرارتها في 2007/7/7 م ضد الاحتلال اليمني الذي احتل أرضنا بقوة السلاح ودمر دولة الجنوب التي كانت رائدة في المنطقة والعالم ،وجلب لنا مصائب العربية اليمنية بالكامل ،وأسس في جنوبنا الحبيب أمبراطوريات من الفاسدين والمفسدين الذين كانت تقدم لهم التسهيلات وتحميهم قوات نظام صنعاء وتحت هذه المظلة عاثوا في الجنوب الفساد والنهب والسلب والسيطرة على مؤسسات الدولة التي تم تمليكها لكبار قيادات النظام .
الجنوبيين رفضوا الإحتلال اليمني منذ أول يوم وطأت فيه أقدامه أرض الجنوب الطاهرة ودنسوها بأفعالهم الغوغائية الهمجية القادمة من كهوف التخلف والجهل في العربية اليمنية ،وأشعلوا شرارة الثورة ضد هذا الإحتلال الهمجي المجرد من الإنسانية الذي استباح أرضنا وحولها إلى خراب بعد أن كانت تعد من ارقى البلدان في المنطقة العربية والعالم في مختلف المجالات ،طبعا هذا لم يرضى به شعب الجنوب الأبي الذي فضل المواجهة مع هذا الإحتلال الهمجي بصدورهم العارية وتحدوا آلة البطش التي استخدمها نظام عفاش حينها بمختلف أنواع الأسلحة من الكلاشنكوف والمدفعية والدبابة والطائرات وغيرها ،من أجل إخماد شرارة الثورة ،فلم يتمكن من ثني شعب الجنوب عن الهدف الذي رسمه ورواه بدماء الشهداء الزكية .
وعندما فشل نظام صنعاء الكهنوتي من خلال استخدام القوة العسكرية التي قاومها الشعب ،عملوا على استخدام وسائل وطرف أخرى لإخماد هذه الثورة ومنها تفريخ المكونات وشراء الذمم بالأموال والترهيب والإغيالات للقيادات والرموز الوطنية وتقديم الإغراءات بالمناصب والهدايا والعطايا لضعفاء النفوس الذي يسيل لعابهم بسرعة عند رؤيتهم للدولار وباعوا نفوسهم رخيصة ،وتخلوا عن شعبهم في غمضة بصر وانكشفت ألاعيبهم ،وهذا طبعا لم يقضي على ثورتنا بل زاد من وتيرتها وعظمت أكثر وأكثر في نفوس الشعب وفشلت جميع المكونات الكرتونية التي فرخها المحتل وذابت قياداتها الهلامية كفص الملح في الماء ونبذهم الشعب الذي سار بموكب الثورة في الطريق إلى الأمام رغم التحديات الكبيرة التي واجهة شعب الجنوب من اندلاع الثورة ،وهذا أمر متوقع في أي ثورة تحريرية لأي شعب من شعوب العالم .
وفي خضم هذه الثورة كان لزاما على شعب الجنوب توحيد الجهود تحت سقف واحد وقيادة واحدة لمواجهة التحديات الكبيرة التي تهدد مستقبل ثورته ،وكانت الظروف ميأة أكثر من أي وقت مضى لاسيما بعد عاصفة الحزم وتحرير الجنوبيين أرضهم من الغزو الحوثيعفاشي في عام 2015م ،ونحج الرئيس عيدروس الزبيدي في تأسيس المجلس الإنتقالي الجنوبي الذي ضم أغلب القوى الجنوبية المؤمنة بالتحرير والإستقلال وكانت خطوة جبارة وضربة معلم أرعبت الأعداء وأصابتهم بجنون البقر ولازالت هذه القوى تعيش في رعب شديد من المجلس الانتقالي الجنوبي ،بعد أكثر من ثلاثين عام من الإحتلال الهمجي ،والتف الشعب خلف القائد عيدروس وفوضه بقيادة السفينة حتى التحرير والخروج من عنق الزجاجة الذي وقعنا فيه في غفلة من الزمن ،وفي فترة وجيزة استطاع المجلس الانتقالي تحقيق مكاسب كبيرة لشعب الجنوب الذي يريد أن يشم رائحة الحرية .
مايحدث اليوم من تفريخ المكونات الكرتونية سواء في حضرموت أو غيرها ،هو نتاج طبيعي ومتوقع ،وهذا دليل قاطع بأن المجلس الانتقالي يسير على الطريق الصحيح وهو خير مؤتمن على قضية شعب الجنوب وقد أوصلها إلى المحافل الدولية وبات النصر قريبا جدا ،الا أن القوى المعادية دفعت بهؤلاء النفر الذين لهم ارتباط وثيق بالأحزاب اليمنية السيئة الذكر وقدمت لهم المال والإعلام بهدف إثارة الفوضى في الجنوب ،لكنهم ييفشلون أمام صمود شعبنا كالمرات السابقة لأنهم ليس لهم قضية الا جمع الأموال وما بالونة حضرموت التي يرفعها
المجلس الحضرمي كما أسموه ماهي الا ذريعة واهية وهدفها واضح وضوح الشمس ،حضرموت جنوبية وقررت مصيرها لن تكون إلا مع الجنوب مهما حاول البعض جرنا إلى مشاريع خرافية وهلامية لن يفلحوا لأنهم بدون قضية ويلهثون وراء مصالحهم لا غير ،وعلى شعب الجنوب رص الصفوف والالتفاف خلف القيادة والمجلس الانتقالي الجنوبي وهو طوق النجاة بإذن الله ،واتركوا من يحاول الإصطياد في المياة العكرة ولا تغتروا بالأكاذيب والسموم التي تبثها بعض القنوات ومواقع التواصل الإجتماعي ،الجنوب لديه قيادة وقوات مسلحة لن يتعاون في فرض إرادة الشعب وما هذه المجالس التي تصنع اليوم الا سحابة صيف ووقتيه ستختفي قريبا بمجرد خطوة واحدة اذا اقدم عليها المجلس الانتقالي .
هناك حملة إعلامية شعواء وممولة دوليا ومحليا ضد المجلس الانتقالي الذي أصابهم بالزهايمر في ظل الحصار الإقتصادي والخدماتي المفروض على شعب الجنوب ،الا أننا صامدون وواقفين خلف قيادتنا السياسية ومجلسنا الذي يقاتل في أكثر من جبهة وصامد كالجبل لن يهزه أبدأ وسيتنزع النصر أما سلما أو بالقوة ،فاليعلم المتهافتون والساقطون في المجالس الوهمية أن شعب الجنوب قد قرر مصيره وخط طريقه بدماء الشهداء ولن تخيفه هذه المجالس الشكلية مهما كانت مدعومة أو ممولة من جهة إقليمية أو محلية ولا طريق أمامنا إلا طريق الجنوب أولا وعندها لكل حدث حديث ...!!