عن ضياع الوحدة ..لا تلومُن إلا أنفسكم يانخبوية شعب الشمال ..!
خالد شوبه
تاريخ النشر: الاثنين 29 مايو 2023 - الساعة:03:25:57
منذُ ايام قلائل مرت علينا الذكرى الـ 33 ليوم الـ 22 من مايو، ذكرى اعلان النكبة الكبرى على شعب الجنوب، او كما يسميها شعب الشمال وعتاولته، بعودة الفرع للاصل .
كنت كغيري من المتابعين الشغوفين بموقع التواصل الاجتماعي العالمي #تويتر، شاهدا على الكثير من التغريدات لنخب ومثقفي شعب الشمال وبعض منهم مِن مَن جأت بهم الاقدار لمواقع التأثير في الرأي وصناعة القرار، والتي تتغنى بهذا اليوم على اعتبار انه النصر الوحيد الذي تحقق لهم في حياتهم الوجودية السياسية والعسكرية والاجتماعية وغيرها.
ماعلينا منهم فهذا شأنهم، فنظرتهم للامور من زاوية الفوائد والمصالح التي تحققت لهم منذُ اعلان الـ 22 من مايو 90م قياسا بالمعاناة والحرمان ماقبلها، وهذا من حقهم شئنا ام أبينا ..!
لكن ما شد انتباهي أكثر تغريدة احدهما حين كتب اعتذار مطولا لشعب الجنوب، مِن مَن يحملون لشعب الشمال حبا ووداً وخصاماً مشرفاً ــ حد قوله، مهددا في ذلك من اسماهم “بذات النزعة الانفصالية“ اللذين يدعون إلى فك ارتباط الجنوب عن الشمال، بعبارات الوعيد والغضب الشديد الممزوج بكلمات الفجور والقبح والانحطاط وما اعتبره نقصا في المرؤة والشهامة وكل موبغات الازمنة الغابرة، محملا اياهم المسؤولية عن سبب ضياع الوحدة الموؤودة اصلا وفصلا.
ماعلينا من هذا ايضا، فهو عينة فقط من نخب الشمال ذات الوجوة المتعددة التي تحاول ايجاد مبرات لانهزامها وقبحها والتي عرفناها وعرفنا لؤمها وحقدها وشدة خصومتها لشعب الجنوب، حد الفجور .
المهم بعد كل ما اسرف فيه الحبيب دعا في خلاصة تغريداته، ان ننسى ماضي نظام صنعاء اللعين، وما ارتكبه من جرائم بحق شعب الجنوب تحت مضلة وحدة الضم والالحاق، متمنياً ان يكونوا سندا داعما لشعب الشمال للخلاص من غول الحوثي، شارحا بكل وضاعة مايتعرضوا له من عار وقهر وذل على ايدي تلك المليشيات الكهنوتية .
وا عجبااااااااه ..!
يبدُ ان هذا المتورد لازال مغيباً كغيره من الفطاحلة عن ماقدمه ابناء الجنوب من تضحيات كبيرة في سبيل نصرة الشمال وشعبه المهان وعودة كرامته وصون عرضه وشرفه.
يعلم اخينا في الجوار لكنه يتبلد، أن ابطال واحرار الجنوب هزموا تلك المليشيات التي اذلته وأهله واهانته، وابادوها على ارضهم بل وطاردوا فلولها جارة خلفها اذيال الخيبة والهزيمة حتى اوصلوها عمق اراضيكم في الشمال مدحورة مذمومة وكادوا يقضوا عليها وعلى قادتها باسناد وفي من قيادة التحالف العربي، لولا التخاذل والخيانة والغدر والتآمر الذي تعرضت له تلك القوات من قبلكم .
بل الاكيد يقينا علمه بالدعم والاسناد الذي قُدم ولازال يقُدم للمقاومة الوطنية والقوات المشتركة وقياداتها وللساسة والمسؤولين والنخبويين الشماليين المنبطحين، والمشردين واللاجئين والنازحين هرباً وخوفاً من بطش الحوثي وجبروته.
ماعلينا كمان وكمان، فهذا ليس غريب على ابناء الجنوب المعرفين بالجود والكرم والاحسان تجاه كل ذي حاجة، وان كان شمالياً .
نعيد هنا ونكرر لازلنا في الجنوب على عهدنا ووعدنا حتى اللحظة معكم وسندا لكم كتفا بكتف، ان ارتدتم معركة حقيقية تستعيدوا بها شمالكم المسلوب من قبل مليشيات الحوثي الإيرانية، هاهنا نحن ولها جاهزون، فقط تزحزوا انتم وتخلصوا من الخوف الذي هدكم وتسلل إلى قلوبكم وقتل فيكم الغيرة والنخوة، فقط تحركوا يا ابناء العربية اليمنية ونحن سندكم ومددكم الذي لا يتوقف، ان شئتم ذلك .
اما فيما يخص جنوبنا فلا شأن لكم به مطلقا، كفانا ماجاء منكم من فضائل وحسنات معروفة ومشهودة وواضحة طيلة الثلاثة عقودا الماضية، والتي نرجو ان يجزيكم الله بها عنا اضعاف مضاعفة ..!
قبل الختام هنا وعلى طاري النسيان وللتاريخ تذكيرا، ان أكثر من 40 الف شهيد جنوبي ومثلهم جرحى ومعاقين، لم يقتلهم جيش الكيان الصهيوني الإسرائيلي، ولا مسيرات الدرون الأمريكية ولا اسطولها وبوارجها الحربية، بل قتلهم نظام صنعاء وكل من ناصره وهادنه ودعمه من شعب الشمال وتقاضى عن جرائمه منكم صمتا وعدوانا وخنوعاً .
لذا .. فلا تلومن الا انفسكم فيما وصلتم اليه من ضياع، يامن تمثلون فئة النخبوية في شعب الشمال، فذلك صناعة ايديكم واعمالكم في ماجرى وسيجري، فاحصدوا اليوم ما زرعتوه بأرض الجنوب .