من خلال متابعتنا للأحداث المتسارعة بالمنطقة واهتمام الشقيقة الكبرى بقيادة الأمير الشاب محمد بن سلمان صانع مستقبل المنطقة وزارع السلام بها من خلال عدة طرق وأهمها الملف اليمني الذي أولاه إهتمام رئيسي ليؤكد بأنه حان وقت الإستقرار والتنمية للجميع من خلال الأمن والأمان وتحقيق السلام
لاحظنا أن هناك نشاط وتحرك كبير لأبناء الجنوب مواكبة لتطورات ما يحدث بالملفات التي تحملها المملكة في زراعة السلام باليمن خاصة والمنطقة بشكل عام وهذا ما تصبو له القيادة الجنوبية من خلال إستعدادها لحدثين هامين أولهما الحوار الجنوبي الجنوبي وثانيهما إعلان هيكلة المجلس الإنتقالي الجنوبي الذي يريد أن يكون هو الحامل والجامع لكافة أبناء الجنوب بمختلف مناطقهم وتنوع ثقافاتهم واختلاف توجهاتهم ليكونوا تحت مظلة مخرجات الهيكلة الجديدة لهذا الحوار
وإذا كان هذين الحدثين مهمان ويعبران عن صفحة جديدة من التعامل مع أبناء الجنوب وتقديم معيار الكفاءة والقدرة على حساب المعايير التي نعرفها جميعاً وأضعفت الدولة من سابق فما بالك بحامل سياسي يحمل رسالة وهدف جامع لأبناءه فهذا أمر يبعث على الأمل والسعادة لمستقبل الجنوب الجديد
ومن خلال متابعتي واهتمامي المستمر للشأن اليمني بشكل عام والجنوبي بشكل خاص فإنني قمت بإعادة شريط المراحل التي سار بها المجلس الإنتقالي الجنوبي منذ تأسيسه فخطر لي تساؤل وأنا أتابع هذه الإستعدادات التي يراد من خلالها صيانة المجلس ومنحه قوة من أبناء الجنوب عامة وتحسين مستوى إدارته من القاعدة إلى القمة فكلنا نتذكر إعلان الإدارة الذاتية الذي أعلن من قبل المجلس الإنتقالي في ((25أبريل2020)) ولا شك بأن مشروع بهذا الحجم كانت له أدبياته وخضع لنقاشات سياسية وقانونية قبل إعلانه ولم يكن إعتباطياً وقبل ذلك أكيد أنه كان فكرة لم تتكون إلا من خلال رجل لديه الفهم الكامل بالقانون بكافة جوانبه الدستورية والإقتصادية والإدارية والمدنية وبحسب فهمي وخبرتي العامة فمن فكر بهذه الإدارة رجل متابع ومطلع على مثل هذه التجارب التي مرت على دول لديها ظروف شبيه بظروف بلدنا لأن الفكرة بحد ذاتها كانت تحتاج لمزيج من الفهم القانوني بمختلف مجالاته مع التأكيد العملي لدول قامت بتطبيقها على أرض الواقع وهنا أنا أشكر من فكر بهذه الطريقة الإيجابية التي رأت النور وتفاءل بها جميع أبناء الجنوب والتي للأسف لم تطبق كما أريد لها وكما طبقت بعدة دول تشبه ظروف بلدي وحققت نجاحات كبيرة
والعالم دائماً يبحث عن رجال لديهم الولاء والحب للوطن وقضيته ومصداقيته تجاه قيادته فوجهت نظري أننا طالما نحن اليوم نعمل من أجل تجديد جلبابنا وتحديث أفكارنا وتوحيد كلمتنا دون خسارة رجالنا الذين وقفوا معنا في أصعب الظروف فكما أن هناك رجال بالواجهة ويقفون امام الكاميرات ويجلسون خلف الميكروفونات فأكيد هناك من يعمل خلف الكواليس ليكون المشهد متميز ورائع وكم كنت أتمنى أن أكون أحد من يعمل خلف الكواليس لأجل وطني وقبل ذلك لأتعلم من الذين يعملون بصمت ويخرجون ببرامج متميزة يؤسفني بأنها لم تطبق كما جهزت لهم فالرجل الذي عمل لإعداد الإدارة الذاتية بكل إتقان وتميز هل هو اليوم موجود بكواليس إعادة الهيكلة للمجلس الإنتقالي وترتيب الحوار الجنوبي الجنوبي فإن كان موجود فإنني أنا وكافة أبناء الجنوب سنبصم بأصابعنا العشرة بأن ما يجهز له سيكون ناجح مائة بالمائة وذلك من خلال ما تم القيام به في الإدارة الذاتية والتي جهز لها بكل دقة واحترافية ومن خلال هذه الأسطر التي نؤكد من خلالها قوة وأهمية الفكرة واختيار وقتها قبل ثلاث سنوات من الآن بإعلان الإدارة الذاتية التي لو طبقت كما أعد ورتب لها من قبل الرجل الذي أعدها وأخرجها لكنا اليوم في منطقة خضراء نحصد ما زرعناه بكل سهولة ويسر ووفق قانون ونظام يحمي الكبير قبل الصغير
فأكيد الجنوب لديه من أبناءه الذين قدموا خدمات فكرية ومعرفية جليلة يجب أن يعرفهم الجميع وفاءً لهم ولما قدموه لوطنهم وبسبب أنهم لايحبون الشهرة فإنهم يعملون بصمت فهم متواضعون ويحترمون أنفسهم لحبهم لتراب الجنوب واحترامهم لأنفسهم قد يمنعهم من الحديث عن ما قدموه ولكن حقنا عليهم كجنوبيين أن نعرفهم لنفتخر بهم وعلى القيادة أن لا تهملهم وتستفيد من خبراتهم وإمكانياتهم وعلاقاتهم وأقرب فرصة للإستفادة منهم هي الحدثين الهامين الذي يتم التجهيز لهم وهما الهيكلة للمجلس والحوار الجنوبي الجنوبي وأتمنى على قيادات الإنتقالي أن تسلط الضوء على مثل هذه العقول التي تعمل من خلف الكواليس وتبذل جهوداً كبيرة فإن التاريخ لا يصنع بدون رجال والشعوب يجب أن تعرف من هم روادها وأتمنى ممن يستطيع أن يدلنا على رجل الإدارة الذاتية والذي فكر بها وأعد مشروعها والتي مرّت ذكراها الثالثة مرور الكرام حيث لا أعلم عن السبب بقدر ما أتوقع أنه لم يكتب لها النجاح ليس بإعدادها بقدر ما كانت طريقة تطبيقها على الأرض غير موفقة لأسباب لا نعلمها وأتمنى أن يكون هذا الرجل ضمن فريق عمل الحدثين الهامين إن لم يكن هو أحد أهم كوادر فريق الهيكلة والحوار الجنوبي الجنوبي فالتجارب السابقة تؤكد بأنه رجل مرحلة مهمة للجنوب وأتمنى أن تصل كلماتي لهذا الرجل ولكل فريق العمل وعلى رأسهم اللواء أحمد بن بريك الذي أعلن عن الإدارة الذاتية وأتمنى أن نرى كل من عمل بالكواليس يكرمون أمامنا لنفخر بأبناءنا وعقلياتهم التي تبني ولا تهدم وتحصد ولا تدفن وعلى اللواء أحمد بن بريك أن يكشف لنا عن هذه العقلية الوطنية ودعمها في إعداد وتجهيز ملف الهيكلة والحوار الجنوبي الجنوبي لأنه أقرب شخصية حملت ملف الإدارة الذاتية وله الفهم الكامل بكل خفاياها.