تعرضت العاصمة الحبيبة عدن لأكبر عملية تجريف وتدمير لتاريخها وتراثها لاسيما بعد احتلالها من قبل نظام العربية اليمنية في الحرب الظالمة التي تعرض لها الجنوب وفعلوا فيها مالم يفعله النازيين في الدول التي احتلوهاولا الصليبيين الذين اجتاحوا العالم العربي و الإسلامي في العصور السابقة ،لقد حولوا عدن الى زريبة أغنام بعد أن كانت أفضل مدينة في شبه الجزيرة العربية تزخر بالثقافة والعلم ،لقد انتقموا منها دعاة الوحدة أو الموت واستباحوها من الوريد الى الوريد وقضوا على الجمال والثقافة والتاريخ والتنمية والعلم والحضارة فيها بكل وقاحة .
اعتقدوا أنهم سيقضون على عدن وسيزيلون وجودها من على خريطة العالم ،حسبما كانوا يزعمون وتوعدوا بزوالها من الوجود ،ففشلوا فشلا ذريعاً وبقيت عدن حية وقاومت كل أشكال التخلف والإحتلال طيلة العقود الماضية ولأن ثوبهم ليس من ثوبنا ودمهم ليس من دمنا ولا هوانا من هواهم ،فلم يختلط دمنا بدمهم فبقي التنافر بين الشعبين المختلفين في الثقافة والعادات والتقاليد قائم ،ولم يستطيعوا ارغامنا على شئ نحن لانريده رغم القوة التي كانت يمتلكونها .
قلنا لهم محتلين لأرضنا وسيأتي اليوم الذي نقاومكم فيه بسلاحنا مثل ما فعل أجدادنا بالإستعمار البريطاني فسخروا من كلامنا !!وفعلا جاءت الفرصة المناسبة فطردنا جحافل المحتلين من عدن وتم تطهيرها من خلاياهم النائمة، وامناها بسواعد رجالنا في القوات المسلحة الجنوبية الشجعان، وتم اعادت مؤسسات الدولة التي دمرها نظام صنعاء بحسب الإمكانيات وعادت الروح إليها رغم المعاناة الشديدة للمواطن الجنوبي .
اليوم عدن نفضت عنها غبار الحرب ولسبت ثوبها المخملي القشيب ،ونهضت من بين ركام الحرب المدمرة معلنه عن عهد جديد اسمه التنمية والأمن والإستقرار في عهد محافظها الفذ الأستاذ احمد حامد لمس الذي تمكن من تحريك عجلة التنمية بمساعدت الشرفاء من أبناء الجنوب الغيورين عليها ،لقد كانت تسمى زهرة المدائن فجاء اليها المحتلين الغرباء بمعاول الهدم والجهل والتخلف فخربوها وجعلوا منها مدينة أشباح واطلقوا فيها ضباعهم الجوعى ووذئابهم المفترسة ونهشوا جسدها ،نكاية بأهلها البسطاء فرحلوا عنها بالصميل ،وهاهي عدن اليوم تعود إلى مجدها وعنفوانها الذي فقدته من عقود بسواعد أبناءها وزال عنها شوارعها وأزقتها كابوس نظام صنعاء.
تحتفل في هذه الأيام بمهرجان ليالي عدن الأول تحت رعاية المحافظ الأستاذ أحمد لملس وزير الدولة ،ويأتي هذه المهرجان ولأول مرة بعد عقود من التهميش والتجريف للفن والثقافة والحضارة منها على أيدي دعاة اليمننة الذين جاؤوا على ظهور المدافع والدبابات واستخدموا حربهم القذرة ضد فناني ومبدعي الجنوب، ناهيك عن سرقة الأعمال الفنية والثقافية التي كانت تزخر بها عدن ،لقد أعاد مهرجان ليالي عدن الأول لهذا العام الروح الثقافية والفنية التي افتقدناها منذ سنين ،وهو بداية طيبة وبذرة أولى لأستعادة العاصمة لمجدها والقها الثقافي في الفن والمسرح والموسيقى والطرب .
اذا استقامت عدن وقوي عودها ستتبعها بقية المحافظات الجنوبية حتما، التي هي بحاجة ماسة لعودة الروح الثقافية إليها ،فعودة الفن و المسرح الجنوبي من على خشبة مسرح مهرجان ليالي عدن في ملعب الحبيشي تحت إشراف كوكبة من عمالقة الجنوب من امثال الأستاذ أحمد بن غودل وبمشاركة مجموعة من المبدعين والفنانين العملاقة ،هو بداية لطي صفحة الفن والثقافة اليمنية التي فرضت علينا والى الأبد ،شكرا لملس شكرا بن غودل واتمنى من بقية محافظي محافظات الجنوب الأخرى أن يسيروا على نفس الطريق الذي بدأه وسار عليه الأستاذ أحمد لملس لننتصر لجنوبنا الحبيب .
الكل متفائل من عدوة الأمن و الإستقرار والتنمية الى عدن وانطلاق فعاليات مهرجان ليالي عدن ومن قلبها النابض بالحياة وبحضور أهلها ،هو بداية لانطلاق فعاليات ثقافية وسياسية أخرى في المرحلة القادمة تصب في مصلحة شعب الجنوب الذي تجرع كؤوس المعاناة بأنواعها المختلفة،ولهذا المهرجان رسائل كثيرة ستكون لها آثار إيجابية على مستقبل قضية شعب الجنوب، واول هذه الرسائل للأقليم والعالم ان عدن آمنة ومستقرة وهدفها واضح ،والرسالة الثانية أن هذا المهرجان سيشكل بداية لعودة السياحة إليها بعد عقود من الزمن ،فمهرجان ليالي عدن بداية الغيث قطرة كما يقول المثل ..!!