لا تزال الحرب مستمرة في أوكرانيا فبعد مرور أكثر من سنة فإن روسيا لاتزال تسير الحرب بطريقتها ووفق رؤيتها دون أي إستعجال رغم معرفتنا التامة باستطاعتها السيطرة الكاملة على الأراضي الأوكرانية بكل بساطة إلا أن الدُب الروسي لايحب الإستعجال ولا التهور في الوصول لهدفه
ورغم كل القرارات التي صدرت من حلف الناتو بزعامة أمريكا والتي ركعت القارة العجوز تحت أقدام بوتين بطريقة مضحكة ولم تتأثر منها روسيا بقدر ماعاد الضرر على الأوروبيين بفترة بسيطة من بداية إتخاذ قراراتهم المسماة الرادعة لنراها اليوم تعبر المحيطات لتضرب الإقتصاد الأمريكي والذي أدى إلى إنهيار البنوك المصرفية الأمريكية والأوروبية وستكون تأثيراتها لفترة ليست ببسيطة
فروسيا أفضل الدول التي تعمل بهدوء بعيداً عن الإعلام وتستخدم كل حلفائها وبدون البحث عن الإستفادة المباشرة بقدر تقوية العلاقات وتنويع الشراكات وتطوير السياسات لتتعدى التصوير واللقاءات التلفزيونية لتصبح لجان مشتركة تبني وتهيء لإنشاء قواعد صلبة بجميع المجالات
وبما أن العلاقة الروسية الصينية لاتحتاج إلى أي مناقشة فهما عينين برأس واحد فموسكو وجهت بكين باحتضان طهران والرياض بعيداً عن أمريكا التي تفاجأت بإعلان الإتفاق لتصاب بغيبوبة لم تصحى منها لتأتي لها ضربة جديدة وهي إفلاس البنوك
لنرى ونسمع بعد ذلك محكمة الجنايات الدولية التابعة لواشنطن تطالب باعتقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإرتكابه مجازر بحق البشرية متناسين ما قامت به واشنطن خلال أكثر من عقدين من الزمن في تدمير العديد من الدول حول العالم وتشريد وقتل أهلها والبقية يعيشون بإعاقات بسبب الأسلحة الفتاكة التي إستخدمتها الدولة العظمى حاكمة العالم إقتصادياً وعسكرياً وسياسياً دون أن تجد من يردعها لكننا اليوم نرى أول رادع هو التحرك السعودي الشجاع ليضع يده بيد الصين أمام العالم كله لينهي التوتر المستمر بالمنطقة والتي كانت إيران هي أحد الأذرع الأمريكية والتي تم قطعها بحنكة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والذي يمد يده بكل قوة وهدوء من خلف الستار باتجاه الدب الروسي الذي بدأ يشكل تحالف جديد مع عدة دول سيعلن عنها بالمستقبل القريب خاصة بعد نجاح دول ((أوبك+1)) وإلتزامهم بأسعار النفط وكمياتها دون الرضوخ للبعبع الأمريكي الذي حاول تطبيق قانون ((نوبك)) لكنه لم ينجح
وهنا يؤكد بوتين بأنه لم يدخل الحرب التي شنها ضد أوكرانيا بطريقة عشوائية أو لهدف معين يحققه بضربه خاطفه بقدر ما أنه درس وحسب وتوقع كافة النقاط والإحتمالات الإيجابية والسلبية والتي سيواجهها خلال فترة الحرب وما بعدها حتى قرار إعتقاله كان على يقين بأنه سيعلن عنه بأي لحظه فلم يجدو أفضل وقت لإعلانه إلا وهم داخل القمع الذي أوردهم إليه بوتين بالإنهيار المصرفي للبنوك بواشنطن وقبلها أزمات إقتصادية بالقارة العجوز ليتأكد فشلهم ويحولوا ذلك الفشل بإعلان صادر من محكمة الجنايات الدولية تطالب باعتقال بوتين بسبب جرائمة فهل يعقل أن تحكم بالسجن على من أدخلك القمع…