في ظل أوضاع الحرب الراهنة وما افرزته من مآس مختلفة وتبعات مؤلمة على صعيد الحياة العامة، يعيش بلدنا الجنوبي مرحلة استثنائية دقيقة، أبرز ملامحها غياب للدولة المركزية، وتراجع حاد في مختلف الخدمات العامة من: تعليم وصحة وقضاء..، وانعكاسات ذلك في زيادة الفقر والبطالة، واقتراب البلد من حافة المجاعة، وارتفاع معدلات القضايا الاجتماعية، وحالمين جزء من هذا البلد الكبير، تؤثر فيه وتتأثر به، فظهرت تبعات لذلك بوضوح على صعيد متطلبات الحياة.
مسؤولية إنجاح العديد من الخدمات والمشاريع العامة في مديرية حالمين، تحتم ضرورة التقارب والتعاون وتضافر الجهود؛ همومنا مشتركة ومصالحنا متشابكة وهواجسنا واحدة، وتحقيق خرق وتقدم في أي من الملفات الهامة، يتطلب وقفة جادة وحاسمة وتعاون لا يعرف الكلل.
لقد ضرب الحالميون أروع الأمثلة في التفاني والعمل والقدرة علئ بلوغ الأهداف المرجوة، فماضينا حافل بالشواهد منذ الاستقلال إلى وقتنا الحاضر. لقد تحقق لحالمين الكثير من المشاريع الأهلية الحيوية بفعل التعاون، سواءً في مجال التعليم أو في مجال الصحة والطرقات وشبكات الكهرباء والمياه، علاوة عما حققته حالمين في ميدان العلم والمعرفة من مخرجات نوعية في مختلف التخصصات.
واليوم نحن في أمس الحاجة لمواصلة تلك الجهود الطيبة لتحقيق نجاحات ملموسة، وتلافي الكثير من السلبيات، وتقريب وجهات النظر، وطي صفحة من التباينات وسوء الفهم.
تؤرقنا اليوم عدد من الهموم المشروعة، التي تتطلب بذل أقصى جهد لبلوغها، ويأتي على رأسها:
أولا مجال الأمن: موضوع الأمن العام حيوي للغاية، ويتطلب بالضرورة تعاون الجميع مع رجال الأمن، وتسهيل مهمتهم النبيلة، في فرض الأمن وإشاعة السكينة العامة، والتصدي للممارسات الخارجة عن القانون، ورفض أي محاولات لزعزعة الاستقرار وإعاقة عمل هذا الجهاز الحيوي، أو للتقليل من دوره، والإبلاغ عن أي مظاهر سلبية ودخيلة تبرز في المديرية متعارضة مع قيمنا الإنسانية والدينية المحافظة.
ثانيا مجال القضاء: للقضاء دور بارز في إحقاق الحق ورفع المظالم عن كاهل الضعفاء وفرض النظام العام، غير ان القضاء يمر اليوم في أسوأ حالاته ضعفا وتراجعا، وعليه يجب علئ المشائخ والأعيان وقيادات السلطة المحلية والمجلس الانتقالي بهذه المديرية، تفعيل عمل المجالس الأهلية، وحلحلة قضايا الناس بصورة ناجعة، وبأقل الكلف المادية، مراعاة للظروف المعيشية الصعبة التي يمر بها المواطن.
ثالثا: مجال التعليم: يعد التعليم من أهم الخدمات الاجتماعية لأي بلد، ويشهد التعليم اليوم تراجعا ملفتا، وانحدرا خطيرا، مما يستدعي إجراءات وقائية عاجلة، من خلال دعم هذا القطاع الهام بتشكيل صناديق خاصة لتمويل أنشطته المختلفة، بما يسهم في توفير المعلم والكتاب المدرسي والوسائل التعليمية، فضلا عن البحث عن مصادر مختلفة لدعم الطالب الجامعي.
رابعا: الصحة: يعتبر القطاع الصحي من أكثر المجالات التصاقا بحياة كل فرد في المجتمع، وقد تحقق لحالمين العديد من النجاحات في هذا المضمار بفضل الله ثم بتعاون المجتمع والسلطة المحلية، وتمويل العديد من المنظمات المهتمة، والحاجة تظل ماسة لتعزيز هذا القطاع وتطويره، بشكل يضمن استمراريته، وتوسع انشطته كي تصل خدماته إلى مختلف عزل وقرى حالمين الخير.
خامسا: مجال المياه: تعد مديرية حالمين من أكثر الجهات بمحافظة لحج افتقارا للثروة المائية، إذ تعد المياه بمديريتنا قليلة إلى حد الندرة، وتتواجد بكميات متفاوتة في أجزاء محدودة من هذه المديرية، خصوصا في منطقة حبيل الريدة والمناطق المجاورة لها، وهذا يستدعي بالضرورة وضع خطة استراتيجية شاملة لاستخراج هذه المياه والاستفادة منها بصورة أمثل لفترة أطول، والامتناع عن هدرها واستهلاكها بصورة جائرة.
ومما يلفت الانتباه هنا فقد بلغت أسعار المياه مؤخرا مبالغ مرتفعة تثقل كاهل المستهلك، وأكثر هواجس القلق المؤرقة لنا الخوف من ان نستيقظ يوما وقد نضبت المياه تماما، ولكن حين لا تنفع الحسرة والندم.