ثمة قادة متميزون في كل ميادين الحياة وكل ميادين الحياة جبهات نضال يقودها هؤلاء القادة الذين يوجهون الأمم ويحملون رؤاها ، فثمة قادة عسكريون وثمة قادة سياسيون وكذلك تربويون وغيرهم وثمة أيضا قادة للثقافة والعلوم ، والأستاذ الدكتور عبدالله محسن طالب سريع أحد أميز هؤلاء القادة الذين يفخر بهم وطننا الجنوب ويحملون رؤى له في الحاضر والمستقبل، قائد صقلت نشأته وتجربته تربويا ومعلما يعطي من قلبه ووعيه المتدفق للأجيال معرفة وعلم ومديرا ضمن كوادر التعليم للمرحلة الموحدة، حيث تشكلت قدراته الإدارية والتنظيمية مبكرا مطلع سبعينيات القرن المنصرم وقد تجلى هذا التراكم القيادي والإداري والمعرفي للفقيد وهو عضو المكتب التنفيذي لرئاسة جامعة عدن ممثلا للمجلس المركزي للطلاب أثناء دراسته الجامعية بكلية الاقتصاد مستهل الثمانينيات والتي استطاع اجتيازها متفوقا ليكون معيدا فيها ، ثم واصل هذا القائد مشواره العلمي رغم الواقع والمشهد الأسود البغيض الذي ساد الجنوب بعد الوحدة اليمنية المغدورة المشؤومة عام ١٩٩٠ وما أعقب حرب احتلال دولة الجنوب من قبل نظام صنعاء الفاشي عام ١٩٩٤ وما سلكه هذا النظام من نهج إقصاء وتهميش وتدمير وسلب ونهب وإفساد لكل قطاعات دولة الجنوب وكوادرها ولكل الجنوب الأرض والإنسان , إلا أن الفقيد لم ينكسر فمضى ذاهبا إلى روسيا الاتحادية متم لدراسته العليا الماجستير ثم الدكتوراة بتفوق أدهش أساتذته في مجال الاقتصاد هناك ، ليعود بعدها مكملا نضاله في العطاء متحديا لكل الظروف بموقفه الواضح والصريح مع قضية شعب الجنوب وحقه في استعادة دولته وفي ذات الوقت يهب علمه ومعرفته الغزيرة والعميقة لكل طالب علم حيث تدرج الفقيد وتقلد عدة مهام أكاديمية أهلته ليكون عميدا لكلية الاقتصاد ويشغل بعد ذلك عدة مسؤوليات ومنها عضو اللجنة الاقتصادية العليا للمجلس الانتقالي الجنوبي ولا أنسى حتى اللحظة ولن أنسى ما قدمه الفقيد في الندوة الاقتصادية التي نظمتها الأمانة العامة ذلك الثراء الفكري والمعطيات الهامة التي تنهل منها رؤية المجلس الانتقالي الجنوبي الاقتصادية.
لقد فقد وطننا الجنوب وشعب الجنوب قائد علم قل نظيره وحامل قضية لا يلين بل وخسر رجال الاقتصاد في العالم عقلا اقتصاديا قدم الكثير من البحوث التي تعد إضافات معرفية مهمة في علوم الاقتصاد والسياسة، فرحمة الله عليك أيها القائد وجعل مثواك الجنة .