أجراء لا شركاء
موفق السلمي
تاريخ النشر: الاربعاء 05 يونيو 2019 - الساعة:05:09:00
في حفل أقامه حزب المؤتمر الشعبي العام، في صنعاء المحتلة، يوم الأربعاء 22 مايو/أيار 2019، احتفاء بذكرى العيد الوطني التاسع والعشرين للوحدة اليمنية؛ ظهر عضو المجلس السياسي الأعلى لمليشيا الانقلاب، الشيخ السامعيّ، كعادته ساخطا متذمرا من وضع هو فيه، موحيا بمرحلة جديدة سيشهدها فؤاده المتنقل حيث شاء وغوى.
الحديث عن سلطان سامع ذو شجون، مليء بالفكاهة والعجب، الرجل يحب القيل كثيرا، ويحب التنقل بين الأشياء وأضدادها، تراه تارة قائدا ثوريا، وما إن يرتد إليك طرفك، إلا وتراه مع ذلك الحاكم الظالم الذي ثار ضده في الأمس.
يحب أن يمتدح على الدوام، ويسعى أن يكون رقما يشار إليه، ولو لم يكن، هو للفخر أكثر حبا من أبي سفيان، لذاك فقد جعله عبد الملك الحوثي عضوا للمجلس السياسي الأعلى، لكن السامعي لم يجد في المجلس بغيته، ووجد نفسه والمجلس هما الأدنى، فوصف حكم المليشيا بالفوضى، مظهرا حنقه وغضبه من قيادة جرّدته من أدنى صلاحيات، وجعلته لا يهش ولا ينش كما يشاع، ولقد تلاشى وتبدد كل ما كان يحلم به من سلطان، إذ كان يصبو إلى أن يصير سلطانا يأمر وينهى، لكنه وجد نفسه عاجزا عن إخراج ابن صديقه الشيخ مهيوب السلمي من الأسر، فضلا عن تخوفه من مصيرٍ يجهله.
ترنم السامعي في حفل المؤتمر ذلك، وهو لم يزل عضوا في الحزب الاشتراكي اليمني، ببيت الشعر:
"نقل فؤادك حيث شئت من الهوى/ ما الحب إلا للحبيب الأول".
وهو بذاك يشير إلى حبه حزب المؤتمر الذي قال إنه أحد مؤسسيه، وقال: "نحن شركاء ولسنا أجراء". وكأنه يتحدث بلسان حزب المؤتمر، إذ ليس للحوثي من شريك في جرمه وانقلابه مع أحد سوى حزب المؤتمر وزعيمه الهالك علي عبدالله صالح.
ترى بعد التصريحات التي أدلى بها الشيخ سلطان، في أي دار سينقل فؤاده؟ وأين سيكون البيات؟ هل إلى الدار الآخرة؟ وهل هناك يا ترى متسع قرب سرير صالح؟ أم أن السامعي قد وجد طريقا للهرب؟
يتمتم بعضهم في تعز بأن السامعي هو رجل المرحلة القادم، وما كان له أن يتجرأ على شتم أسياده، لولا أن يدا امتدت له في الخفاء، قيل إن الإمارات هي تلك اليد، وقيل غير ذلك، وهذا كله لا يهم، المهم هو صاحب سامع كيف سيؤول أمره؟ إن أصبح سيدا ورئيسا، لا شك حينها سيموت من الفرح! .
وقبل الختام، أود تذكير الشيخ سلطان وأمثاله من الزنابيل، بأنهم لن يصبحوا شركاء للسيّد في تدمير الوطن، ولو قدموا ما لم ولن يقدموه، سيظلون أجراء، ومهما زايدوا في الولاء.
وأذكر كذلك المؤتمرين الذين كانوا يسألون الشيخ السامعي في حفلهم عمن رفع العلم؟!
نعم كما قال سلطان، لا يستطيع أحد أن ينكر التاريخ، ولقد رفع العلم، ووحد الوطن، الشاويش صالح، في عام 1990، وهو نفسه من دمر الوطن، وأخرب البلد، وبفضله تحارب الجميع وتفرق، وذهب كل شيء، وكأن لم يكن.
وإن كان في بقية المؤتمر من ذرة وفاء لزعيمه السفاح، فليدفنه ويواريه التراب، ناهيك عن الثأر والدخول مع السيّد في متاهات..