سافرت إلى عاصمة الجنوب (الابدية) والعاصمة السياسية (المؤقتة) للشرعية عدن قبل شهر رمضان المبارك باسبوع في عمل خاص وعند وصولي لهذه المدينة الحالمة - والتي تحولت الى مدينة تجوبها العناصر المسلحة والاطقم العسكرية التي تسير بسرعة جنونية وتجوب الشوارع دون مهمة رسمية - حان وقت صلاة الظهر ودخلت اقرب مسجد لاداء الصلاة.... توجهت للمكان المخصص للوضوء وعندما شرعت في الوضوء انقطع الماء فجأة وكان بجاني شاب في مقتبل العمر يبدو من خلال لهجته بانه ليس من ابناء عدن ... وحاولت ان اتجه للحوض لاكمال عملية الوضوء فإذا بذلك الشاب يصرخ باعلى صوته ويشتم ويلعن ويتوعد...! فحاولت ان انصحه بعدم رفع صوته في بيت الله فما كان منه إلا ان يقول: انت لاتعرف لماذا انا اصيح واشتم..؟! فقلت له لماذا..؟ فقال: اتدري لماذا انقطع الماء فجأة ونحن نتوضأ..؟؟ فأجبته بان الماء قد نفذ من الخزان ومثل هذا يحدث في معظم المساجد... فضحك و (سخر) من إجابتي ثم قال: هذا حزب الإصلاح هو من قطع الماء...! هؤلاء الاصلاحيين هم من يعبث بالمياة ... هؤلاء حزب الاوساخ هم من عبثوا بعدن وحولوها لخراب ودمار.. ولابد ان نطهر عدن منهم ومن امثالهم...! تركته وذهبت لبركة المسجد واتممت وضوئي ودخلت المسجد لاصلي جماعة وبعد ان انهيت صلاتي غادرت المسجد وذهبت لاقضي عملي الذي اتيت من اجله الى مدينة السلام .... مدينة التعايش.. مدينة الحب والوئام... غادرت المسجد وفي نفسي حسرة والم لما وصل اليه حال بعض شباب الجنوب وماتكنه صدورهم من غل وحقد بسبب التعبئة الخاطئة والمفاهيم المعوجة التي يتم بها حشو عقول وافكار هؤلاء الشباب الابرياء من قبل اناس لاتهمهم مصلحة الشعب والوطن بقدر ماتهمهم مصالحهم الشخصية والكسب غير المشروع على حساب البسطاء من المواطنين امثال ذلك الشاب. نسأل الله العفو والعافية والسلامة من الفتن والاحقاد.