في إطار جهودها الرامية للحفاظ على الهوية الثقافية لمدينة عدن، احتضنت كلية الآداب بجامعة عدن فعالية فنية وثقافية أعادت تسليط الضوء على أحد أبرز رموز التراث اللامادي في المدينة، وهو فن "الكركوس العدني"، الذي شكّل جزءًا من الذاكرة للعدنيين، قبل أن تتهدده موجات النسيان نتيجة التحولات المجتمعية المتسارعة.
وجاءت الفعالية ضمن مشروع تخرج للطالب/ محمد رياض محمد عمر جوبح من قسم الفنون الجميلة والتصميم، بعنوان "الكركوس العدني"، وبإشراف الدكتور/ سامر عبدالباري، والمعيد/ محمد غانم، حيث قدم الطالب عرضًا فنّيًا بأسلوب حديث يجمع بين تقنيات الرسوم المتحركة وروح الفنون الشعبية الأصيلة.
العرض الفني أظهر احترافية عالية في توظيف الوسائط الرقمية لإحياء حكايات "الكركوس"، مقدِّمًا سردًا بصريًا معاصرًا يجمع بين الماضي والتراث من جهة، والابتكار والتقنية من جهة أخرى، وقد لاقى العرض استحسانًا كبيرًا من الحضور الذي ضم نخبة من الأكاديميين والمهتمين بالفنون والتراث.
وأكدت عمادة الكلية في كلمتها أن هذه المبادرة تأتي في صلب مسؤوليتها العلمية والثقافية تجاه حماية الموروث العدني، مشددة على أهمية ترسيخ عناصر التراث غير المادي، مثل فن "الكركوس"، في الذاكرة الثقافية للطلاب، باعتباره نافذة حيوية لفهم المجتمع وتاريخه وهويته.
وفي لفتة إنسانية عبرت كلية الآداب عن تضامنها المطلق مع أطفال غزة، في ظل ما يتعرضون له من معاناة متواصلة جراء الحصار الجائر والعدوان الإسرائيلي المتواصل، مؤكدة أن الثقافة لا يمكن أن تنفصل عن نبض الأمة، وأن الفن رسالة وجدانية ينبغي أن تعبر عن القضايا الإنسانية العادلة.
واختتمت الفعالية بدعوات من الحاضرين إلى مواصلة تنظيم مثل هذه الأنشطة النوعية، التي تدمج الفن بالهوية والقضية، وتُسهم في تنمية وعي الطلاب وتطوير قدراتهم على التعبير الفني الهادف والمسؤول.