عدن/ ندوة تناقش دور المرأة في الصحافة الجنوبية وتحدياتها المهنية
تاريخ النشر: الاثنين 03 فبراير 2025
- الساعة:16:02:59 - الناقد برس/كتب / نور علي صمد
برعاية المجلس الانتقالي الجنوبي في العاصمة عدن نظمت إدارة الإعلام والثقافة بالتعاون والتنسيق مع نقابة الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين، اليوم بالعاصمة عدن ، ندوة بعنوان "دور المرأة في الصحافة الجنوبية"، بحضور نخبة من الإعلاميين والصحفيين والمهتمين بقضايا المرأة والإعلام.وذلك لمناقشة واقع الصحفيات الجنوبيات والتحديات التي يواجهنها، بالإضافة إلى استعراض النجاحات التي حققنها في هذا المجال
وفي الندوة القى عيدروس باحشوان، نقيب الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين كلمة أكد فيها على أهمية دعم وتمكين المرأة الصحفية،الجنوبية .مشيرًا إلى أن النقابة تبذل جهودا كبيرة لخلق بيئة عمل مناسبة تستوعب الكوادر النسائية، وتوفر لهن التدريب والدعم اللازمين لضمان استمرارهن في المهنة.
و أضاف باحشوان أن الصحافة الجنوبية تزخر بالعديد من الأسماء النسائية التي تركت بصمات واضحة في المشهد الإعلامي، رغم التحديات التي واجهتهن، مشدداً على ضرورة تكاتف الجهود بين النقابة والمؤسسات الإعلامية لتعزيز حضور المرأة في الصحافة، سواء التقليدية أو الرقمية.
من جانبها رئيس قسم الصحافة والنشر الالكتروني بكلية الإعلام بجامعة عدن الدكتورة نوال مكيش وفي مداخلتها تحدثت عن دور النساء في السياسات الاقتصادية والمجتمعية، مسلطة الضوء على التحديات التي واجهتها الصحفيات الجنوبيات في الماضي، مقارنة بالواقع الحالي الذي أصبح أكثر انفتاحا بفضل تطور الإعلام والصحافة الرقمية.
مشيرة إلى أن الصحافة النسوية في الجنوب تطورت بشكل ملحوظ، حيث باتت المرأة اليوم جزءًا أساسيا من المشهد الإعلامي، ليس فقط في الصحافة المكتوبة، ولكن أيضًا في الصحافة الإلكترونية والإعلام المرئي والمسموع، مما أتاح لها مساحة أكبر لنقل صوتها والتعبير عن قضاياها.
مؤكدة أن المناخ الإعلامي المتاح حاليًا عزز من حضور المرأة الجنوبية، وساهم في توسيع نطاق تأثيرها، سواء من خلال الصحافة الرقمية أو وسائل التواصل الاجتماعي، مما أتاح لها فرصة الوصول إلى جمهور أوسع ونقل قضاياها بشكل أكثر فاعلية
وتطرقت مكيش إلى الصعوبات المهنية التي لا تزال تواجه الصحفيات، مثل غياب الدعم المؤسسي، وعدم تكافؤ الفرص، والصعوبات الاجتماعية المرتبطة بنظرة المجتمع لدور المرأة الإعلامية، لكنها في الوقت ذاته أشادت بالنجاحات التي حققتها الصحفيات الجنوبيات، اللواتي أثبتن قدرتهن على المنافسة وترك بصمات مهنية واضحة في المشهد الإعلامي.وأن المرأة الجنوبية لم تكتف بمجرد الوجود في المجال الصحفي، بل ساهمت في صنع القرار الإعلامي، وأثبتت كفاءتها في مختلف مجالات الصحافة، مما يعكس مدى تطور دورها وتأثيرها في المجتمع.
وفي هذا السياق، قدمت الإعلامية الكبيرة نادرة عبدالقدوس مداخلة أكدت فيها على أهمية تكاتف الجهود لدعم الصحفيات الجنوبيات وتمكينهن في المجال الإعلامي، مشيدة بالدور البارز الذي تلعبه المرأة في الصحافة الجنوبية رغم التحديات..مثمنة جهود رئيس اتحاد نساء الجنوب ندى عوبلي في دعم قضايا المرأة وتعزيز حضورها في مختلف المجالات، بما في ذلك الإعلام.
كما تناولت في مداخلتها إلى الدور الريادي للمرأة الجنوبية في الصحافة خلال حقبة الاستعمار البريطاني والتي شهدت آنذاك بدايات انخراط النساء في العمل الصحفي، رغم القيود الاجتماعية الصارمة آنذاك..مؤضحة أن العديد من النساء الجنوبيات كسرن حاجز العزلة الفكرية، وكن من أوائل من أسس لانفتاح المرأة على الفكر التنويري، حيث بدأت بعضهن بالكتابة بأسماء مستعارة في الصحف والمجلات المحلية، متناولات قضايا المرأة والمجتمع والتعليم. ومع مرور الوقت، ومع تنامي الوعي النسوي، تجرأت هؤلاء الصحفيات على كشف أسمائهن الحقيقية، ليصبحن رموزا لنضال المرأة من أجل الاعتراف بحقوقها في التعبير والمشاركة المجتمعية.
مستعرضة في حديثها عددا من الأسماء البارزة التي ساهمت في تشكيل ملامح الصحافة النسوية في الجنوب مؤكدة أن جهودهن لم تقتصر على الكتابة الصحفية فحسب، بل امتدت إلى العمل الميداني والتوعوي، حيث لعبن دورا محوريا في تشكيل صورة المرأة الجنوبية المثقفة و المستنيرة، التي تسعى لانتزاع مكانتها في المجتمع أسوة باخيها الرجل.مضيفة أن الإرث الصحفي الذي أسسته هؤلاء الرائدات لا يزال مستمرا حتى اليوم، حيث تعد الصحفيات الجنوبيات امتدادا طبيعيا لذلك النضال، وهو ما يتطلب المزيد من الجهود للحفاظ على المكتسبات وتعزيز حضور المرأة في كافة وسائل الإعلام...داعية في ختام حديثها إلى تعزيز الشراكة بين المؤسسات النسوية والإعلامية لتحقيق المزيد من المكتسبات للصحفيات الجنوبيات.
هذا وقد شهدت الندوه نقاشا مستفيضا وتفاعلا إيجابيا من قبل الحاضرين، الذين أكدوا على أهمية استمرار النقاش حول قضايا المرأة في الإعلام، مشيدين بالدور الذي تلعبه الصحفيات الجنوبيات في نقل الحقيقة وإيصال أصوات المجتمع بمهنية ومسؤولية
وفي ختام الندوة أقر المشاركون عدد من التوصيات التي من شأنها تعزيز دور المرأة وحضورها في كافة وسائل الإعلام أهمها :
- تشكيل شبكة مناصرة للاعلاميات من أجل تسهيل وصولهن إلى المنابر الإعلامية الإقليمية والدولية بالتنسيق مع نقابة الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين
-دعم برامج التدريب والتأهيل للصحفيات الجنوبيات.
-توفير بيئة عمل آمنة ومستقرة لهن.
تعزيز دور المرأه في المناصب القيادية داخل المؤسسات الإعلامية.