لماذا نفتح ابواب المدارس العام الدراسي الجديد؟!!
لا شك ان تلاميذنا هم اغلاء مانملك في هذه الحياة؛ لذلك نريد لهم المستقبل الزاهر الذي لم ولن ينالونه إلا بالتعليم، وحرص من المعلمين على مستقبل الاجيال القادمة ربط المعلمون على بطونهم وبطون اسرهم بلحجارة، وتجرعوا مرارة الجوع طوال السنوات العجاف الماضية منذوا 2011-2022 م، وكشوفات مرتباتهم نفسها يعاد طبعها عام بعد اخر، ودون مراعاة لظروف المعيشية الصعبة ، وارتفاع الاسعار لارتفاع الصرف الذي يرتفع احياناً في اليوم الواحد لترتفع معه اسعار المواد الغذائية اضعاف مضاعفة ورغم ان بعض المعلمين لا يتجاوز راتبه 49 الف ريال يمني لا غير ، ومع ذلك يخصم من راتبه لمواصلاته واذا تغيب يوماً عن الدوام يخصم منه، وادراكاً من المعلمين تجاه تلاميذهم فتحوا ابواب المدارس الاعوام الماضية؛ لينال تلاميذهم الشي اليسير من العلم والمعرفة والاخلاق النبيلة، ولكن للاسف الشديد الثمرة التي جناها المعلمون من صبرهم ومعاناتهم نوجزها في الاتي:
1- معلم مهان في اسرته:
راتب المعلم الذي يعول 10 افراد لايكفي افراده حبة بيض مدة شهر فما بالك بواجباته والتزاماته الاخرى تجاه اسرته الكريمة.
2- معلم مهان من تلاميذه:
نتيجة لما تمر به البلاد من اوضاع سيئة التحق معظم التلاميذ الصغار لسلك العسكري ليستلم مرتب اضعاف راتب معلمه فربما تجده في الفصل الدراسي يسخر من معلمه ويستهزاء به لاحتقار مهنته التي ينال مقابله راتب بخس.
3- معلم مهان في مجتمعه:
ظروف المعلمين المعيشية لا تخفى على احد فهم افقر فئات المجتمع على الاطلاق ؛ لذلك تجد اسمائهم اوائل قائمة الجمعيات الخيرية والمنظمات الاغاثية.
4- معلم مهان من قيادته السياسية:
الوضع المعيشي الصعب دفع المعلمين للتسول امام قيادتهم السياسية الذي بدورها منحتهم قطيمات من الارز والدقيق لمحافظة فقط في حين تمنى بعض المعلمين في المحافظات الاخرى ان يحصلوا للاسف الشديد ولو مثل اخوانهم المعلمين في محافظة عدن.
5-فشل التلاميذ في التحصيل العلمي :
اجزم ان معظم ادارات مدارس الثانوية اثناء امتحانات النقل للجامعات تقوم بتغشيش طلابها ادراكاً منهم ان معلميهم مقصرين في اداء واجبهم علمياً فمعلم
يعاني الجوع ويحمل هموم اسرته الذين يعانون الجوع مثله فكيف بالله عليكم يستطيع ان يعد ويخطط للدرس اليومي بشكل جيد 6- تذمر الطلاب من مواصلة التعليم الجامعي فمعظم الطلاب حين ينظروا معاناة معلميهم يذهبوا للسلك العسكري لضمان مستقبلهم حسب تصورهم.
7- قلة الاقبال على اقسام كليات التربية التي سترفد المدارس الاساسية والثانوية بلمعلمين مستقبلاً فقد بلغ عدد المتقدمين لقسم الرياضيات خمسة طلاب وبعض التخصصات اغلقت بلكامل في معظم كليات جامعة عدن مثل التاريخ والجغرافيا.
يامعشر الحريصين على العملية التعليمية والتربوية في بلادنا، فاني ارى بعد ما سبق من نتائج سلبية ان تغلق ابواب المدارس العام الجديد حتى تعود للمعلم مكانته، ويحصل على جميع حقوقه القانونية والمشروعة، وان كل من ينادي بفتح ابواب المدارس العام الدراسي الجديد في حقيقة الامر شعر او دون ان يشعر يبرر سياسة التجهيل التي تمارس ضد مجتمعنا ويجني ثمرتها ابنائنا وفلذات اكبادنا.
اللهم اني بلغت فاشهد