رفقاً بالمسؤول، فليست كل القرارات تنبع من محض رأيه؛ إذ يحيط به أفراد (بطانة/حاشية) قد يكونون من يتحدثون باسمه ويتصرفون نيابة عنه، لا بهدف خدمته، بل لحماية مصالحهم الخاصة، هؤلاء يُوهمونه بأن الأمور تحت السيطرة، بينما هم في الحقيقة من يُدِيرون المشهد ويُوجِّهونه كيفما شاءت أهواؤهم.
إنهم يُجِيدُونَ فن المديح والتملق أكثر من إتقانهم للعمل، ويُغرِقون الاجتماعات بالكلام المُزَيَّن والوعود الجوفاء والتبريرات الجاهزة، وفي الوقت ذاته، يُبْعِدُون كل مخلص لعمله ولقيادته ومن يتحَلَّى بالشجاعة كي لا يقول كلمة الحق، متهمين إيَّاه بأنه سلبي أو مثير للمشاكل.
بهذا الأسلوب الماكر، يُعزَل القائد (المسؤول) عن الواقع تماماً، وتُشَوَّهُ الرسائل الصادقة التي تحمل النُصحَ، وتُصنَعُ حوله إنجازات وَهميَّة من ورق، ليبدو ناجحاً لكنه مخدوع، وهو في الواقع يمتلك كل أدوات النجاح الحقيقي، وقادر على تحقيقه مع كل المخلصين، لكن بعيداً عن أولئك المنافقين.
رفقاً به، فكم من مسؤول لم يُخْطِئ في نِيَّتِه، بل خُدِع بِبِطَانَةٍ تُجِيدُ التَجمِيل أكثر مما تُجِيد الإصلاح.
ولا يسعنا في النهاية، إلا أن نرفع أَكُفَّ الضَرَاعَة ندعو الله لهذا المسؤول ، الذي نحسبه جميلاً في صفاته، وطيباً في معاملاته، بأن يُبعد عنه بطانة السوء، وأن يُنِير بَصَرَهُ وبَصِيرَتَه، ويُسَدِّدَ خُطَاهُ نحو طريق الحق والخير والصلاح، ليحقق الخير العَمِيمَ لأمَّته و وطنه ورَعِيَّته.