في الثاني عشر من يونيو من كل عام، يحيي العالم اليوم العالمي لمكافحة عمل الأطفال، في محاولة جماعية للفت الأنظار إلى واحدة من أكثر الظواهر الاجتماعية خطورة على مستقبل الطفولة، وهي الزج بالأطفال في سوق العمل في سن مبكرة، مما يهدد حقوقهم في التعليم والحماية والنمو السليم. ورغم التقدم المحرز في بعض الدول، لا تزال هذه الظاهرة تزداد تفاقما في بلدان تعاني من النزاعات، ومنها بلادنا .
فمنذ اندلاع الحرب في بلادنا العام 2015، تدهور الوضع الإنساني والاجتماعي إلى مستويات كارثية، حيث تفاقمت معدلات الفقر، وتوقفت العديد من الخدمات الأساسية كالتعليم والرعاية الصحية، ما جعل ملايين الأطفال في مواجهة مصير قاسٍ. وتشير تقارير المنظمات الدولية إلى أن أكثر من 1.3 مليون طفل يعملون، بعضهم في ظروف شاقة وخطيرة، تشمل الزراعة، ورعي المواشي، والورش الصغيرة، بل وحتى في النزاعات المسلحه.
و ارجعت التقارير تفشي هذه الظاهرة إلى عوامل متشابكة، أبرزها:
الفقر المدقع وانعدام مصادر الدخل للكثير من الأسر.
غياب التعليم بسبب تدمير المدارس أو عدم قدرتها على استيعاب الطلبة.
النزوح الداخلي الذي حرم مئات الآلاف من الأطفال من الاستقرار والأمان.
ضعف تطبيق القوانين وعدم وجود رقابة فعالة على أرباب العمل
لذا فإن اليوم العالمي لمكافحة عمل الأطفال هو دعوة صريحة للحكومات، والمنظمات الإنسانية، والمجتمع الدولي، للعمل الجاد لحماية الأطفال، خصوصًا في الدول المتأثرة بالحروب ويجب أن تتضمن هذه الجهود:
إعادة تأهيل المدارس وتوفير فرص تعليمية مجانية وآمنة.
دعم الأسر الفقيرة ببرامج اجتماعية توفر بدائل اقتصادية عن إرسال الأطفال للعمل.
تعزيز الوعي المجتمعي بمخاطر عمل الأطفال وأهمية تعليمهم.
محاسبة الجهات التي تستغل الأطفال، وفرض تشريعات صارمة لحمايتهم.
وختاما فإن الطفولة ليست مرحلة للعمل أو الكدح، بل زمن للعلم، والأمان، والنمو.وان يتوقف النزف الإنساني الذي يسرق براءة الطفولة ويحولها إلى معاناة.