لودر التي عرفتها مصدر العلم والثقافة والابداع وتنمية الوعي في المنطقة الوسطى من خلال كوادرها الذين كانوا ينطلقون من قلب المدينة الشامخة الى كل قرى المنطقة في صباح كل يوم لينشرون العلم في مدارس القرى المحيطة .
لودر التي كانت تجيش بالمواهب التي صنعت بدورها الاتحادات الشبابية والعمالية وعلى اثر ذلك جذبت المواهب الصاعدة من حواليها حتى غدت منار مميز بين مناطق الوطن بشكل عام .
كوكبة من ابناء لودر وماحولها اجتمعوا على الصلاح فاصلحوا المنطقة باسرها حينما تحلوا بالمصداقية والتفان للوصول للنجاح في مهامهم وفعلاً نجحوا وعلى ايديهم ظلت لودر وضواحيها تنعم بالمشاريع الخدمية والتنوير الذي ظهر جلياً في الجيل الذي تشرب الثقافة الاصيلة وعمل بها .
رحل من رحل الى جوار ربه القليل والاكثرية لازالوا على قيد الحياة نشاهدهم يومياً في الاسواق يحاولون بكل ما اوتو من قوة ان يعيدوا الزمن الجميل بكل محاسنه ليزرعوه في النشء الجديد ولكن لاحياة لمن تنادي .
لودر اليوم ليست التي عرفناها بشبابها وشيوخها الافاضل الذين كانوا رموز نعد بهم ، اما شباب اليوم فلم الحظ فيهم ما كنت الحظه في السلف الذين علمونا معنى التكافل والاخاء الشفافية في القول والفعل الحسن الخال من الانانية وحب الذات وتقديم المصلحة الشخصية على مصلحة الجمع .
اين جيل لودر من الذين كانوا مصابيح ينيرون الطريق للاجيال من خلال الفكر النير الذي يلقي بظلاله على المجتمع المحيط من دون استثناء ؟ اين من عشقوا فن النشاطات الثقافية والفنية والعملية ؟ اين من شيدوا المدارس وحفروا الابار بايدي الاهالي من خلال المبادرات العمالية الطوعية ؟ .
ما نراه يحصل في لودر المدينة من التهاون وعدم الاهتمام بجوهرها من ناحية نظام السوق ونظافة المدينة ، ومثله من العبث بالملكية العامة من خلال السطو على مقومات المدينة المتمثل قلع مواسير المياة وسرقة اسلاك الكهرباء ، وكذلك الاستيلاء على المباني الحكومية ومصادرتها وتحويلها الى املاك شخصية امر في غاية الخطورة عندما لانرى تحرك المواطن لاجبار السلطة على القيام بواجبها حيال الاخطار التي تحدق بمدينة لودر والمدن والقرى التي تتبعها والتي اصبحت هي الاخرى تعاني من السرقة لاسلاك الكهرباء والهاتف الارضي في ظل عجز تام من المواطن وهيبة الدولة والتي لم ولن يستقيم عودها طالما والمواطن عدو نفسه عندما لايكون عوناً على الحفاظ على المصالح العامة .
لودر بحاجة الى صحوة مجتمعية وياتي ذلك من خلال بث روح الثقافة الهادفة الى توعية المجتمع وغرس مفاهيم الحب والعطاء وتغليب مصلحة المجتمع على المصلحة الفردية ، طالما والمصلحة الفردية زائلة اما المصلحة الجمعية فتظل باقية وسرمدية طالما واستمر المجتمع محافظ على القيم والمبادى النبيلة التي تحفظ ديمومته في التعايش المحمود .
عبدالله الصاصي