بعد أيام قلائل تهل على وطننا وشعبنا الجنوبي المكافح الذكرى الواحدة والستون لثورة الرابع عشر من اكتوبر المجيدة التي تفجرت شراراتها الأولى من على قمم جبال ردفان الشماء يوم ١٤ اكتوبر ١٩٦٣م ضد الاستعمار البريطاني وركائزه،
وبهذه المناسبة الوطنية المجيدة نتوجه بخالص التهاني والتبريكات لشعبنا الجنوبي العظيم في الداخل والخارج وألى القيادة الوطنية الجنوبية ممثلة بالاخ الرئيس القائد اللواء الركن عيدروس قاسم الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي القائد الاعلى للقوات المسلحة الجنوبية وألى كافة أبطال قواتنا المسلحة والامن والمقاومة وكافة أسر الشهداء والجرحى
لقد اعلنوا ثوار ردفان الأبطال الثورة جهرا في وجه الاستعمار، وتحديدا أولئك الثوار الذين عادوا من جبهات القتال والنضال في شمال اليمن وبالذات من جبال المحابشه الذين هبوا إلى هناك نصرة لثورة سبتمبر وفك الحصار عنها، وبعد تنفيذ مهامهم الوطنية وهزيمة الملكيين ودحر الشر عن ثورة سبتمبر والجمهورية، عادوا أبطال ردفان إلى قراهم في الجنوب، وبعد أن اوشى بهم عملاء وركائز الاستعمار، حيث وجهت لهم القيادة العسكرية البريطانية رسائل تهديد لتسليم أسلحتهم، وكان رد الثوار هو الرفض والمقاومة، واعلان الثورة يوم ١٤ اكتوبر ١٩٦٣م، ضد الاستعمار البريطاني وقواعده العسكرية في ردفان وعلى أثر تدشين الثورة الجنوبية المسلحة أرتقى الثائر المناضل المجاهد الشيخ راجح بن غالب لبوزه أول شهيدا لثورة ١٤ اكتوبر رحمة الله عليه،
لقد جسد أبطال ردفان بكل قبائله الارادة والعزيمة على مواصلة ورفع وتيرة الهجمات القتالية ضد المستعمر البريطاني وفاء للوطن والثورة والشهيد القائد راجح غالب لبوزه، وسطروا الملاحم النضالية التحررية المتتالية لتنتشر رقعة الثورة والكفاح المسلح في مناطق جنوبية مختلفة بما فيها الانتفاضات الثورية الشعبية في المستعمرة البريطانية المركزية عدن ،
أن ثورة الرابع عشر من اكتوبر المجيدة جسدت وتجسد شموخ وأباء وعزيمة وأرادة فرسانها وثوارها وابطالها المرابطين القابضين على زناد بنادقهم من مناضلي جبهة التحرير والجبهة القومية والفصائل الثورية الأخرى في كافة مناطق وقبائل الجنوب،
أن الحديث يطول كثيراً عن نضال وكفاح شعبنا الجنوبي على مدى أربع سنوات متتالية من الكفاح المسلح حتى تحقيق الانتصار التاريخي بجلاء آخر جندي بريطاني وتحقيق واعلان الاستقلال الوطني المجيد يوم الثلاثين من نوفمبر ١٩٦٧م،
لقد قدم شعبنا الجنوبي خلالها تضحيات غالية، أرواح ودماء طاهرة وزكية من خيرة الرجال والثوار الأبطال رحمة الله عليهم، وفي هذا المقام نحيي بإجلال وأكبار كافة ثوار اكتوبر على طول وعرض جغرافيا الجنوب، ونترحم على كافة شهداء ثورة ١٤ اكتوبر المجيدة،، الذين ناضلوا لأجل حرية وعزة واستقلال وطنهم الجنوب، ورغم كل تلك المواقف والادوار الوطنية العظيمة عاشوا بعدها حياة معيشية قاسية على مدى عقود، ولازالوا يعانوها إلى اليوم هم واسرهم، فالراتب الشهري لمناضلي ثورة اكتوبر كان ولازال ٥٠٠٠ ريال يمني لاغير، تدفع بعد كل ثلاثة أشهر ١٥٠٠٠ ألف ريال، منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر ومابدلوا تبديلا نسأل الله لهم الصحة والعافيه وحسن الخاتمة، ألم يكن من الضرورة الوطنية وعرفانا بالمواقف والادوار إعادة النظر في هيكل الاجور لأسر ومناضلي حرب التحرير ليعيشوا ماتبقى من اعمارهم مجبورين الخواطر،
كما أن ثوار ومناضلي حرب التحرير ومعهم تشكيلات من جيش البادية الحضرمي بعد الاستقلال المجيد كانوا نواة تأسيس الجيش الجنوبي جيش جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية، وعلى مدى عقدين من الاستقلال أصبحت القوات المسلحة الجنوبية البرية والجوية والبحرية الجيش والامن الجنوبي رقما يعتد به اقليميا وعربيا ودوليا،
لقد تعرضت الدولة الفتية لمنعطفات واعاصير سياسية اثرت سلبا على بنيان الدولة الجنوبية الفتية إلى أن بلغت آخر محطاتها يوم ٢٢ مايو ١٩٩٠م المشؤوم،
وهاهو شعبنا الجنوبي يعاني من جديد من مضاعفات تلك النكبة والنكسة والذي على اثرها يخوض ثورته الجنوبية الثانية ضد الاحتلال اليمني منذو مابعد حرب وعدوان نظام صنعاء على الجنوب صيف عام ١٩٩٤م وألى اليوم، ثورة جنوبية سلمية ومسلحة رافعا من جديد اهداف الثورة الاكتوبرية العظيمة التحرير والاستقلال واستعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة وفقا وحدودها الدولية ماقبل ٢٢ مايو ١٩٩٠م المشؤوم،
وهاهو شعبنا الجنوبي العظيم يخرج منتصرا في مواجهة العدوان الثاني على الجنوب من قبل نظام صنعاء الحوثي العفاشي وقوى الارهاب والتطرف، وتوالت وتعاظمت لاحقا تلك الانتصارات السياسية والعسكرية والامنية منذو اعلان عدن التاريخي ٤ مايو ٢٠١٧م وتشكيل المجلس الانتقالي الجنوبي برئاسة الأخ الرئيس القائد اللواء الركن عيدروس قاسم الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي القائد الاعلى للقوات المسلحة الجنوبية،
العزة لله ولرسوله
المجد لشعبنا الجنوبي العظيم وقواتنا المسلحة والامن والمقاومة،
الخلود لشهداء ثورة ١٤ اكتوبر ١٩٦٣م، وشهداء ثورة ٧ يوليو ٢٠٠٧م
الشفاء للجرحى والحرية لكافة الاسرى والمعتقلين،
وانها ثورة حتى الاستقلال الشامل
وكل عام وانتم
ووطننا الجنوب وشعبنا
وقواتنا المسلحة بألف خير
اللواء الركن
صالح أحمد حسين البكري
وكيل أول محافظة لحج
٩ اكتوبر ٢٠٢٤م