هرب إيران الأسلحة إلى اليمن عبر وزراء من حكومة الإنقلاب.
وكشف مصدر عسكري سابق بالجیش الیمني أن إیران أرسلت خبراءھا إلى صنعاء لتمكینھم من معرفة مستوى الأسلحة المتوفرة بمستودعات وزارة الدفاع الیمنیة ورفع تقاریر سریة عاجلة عنھا من وقت مبكر.
وأضاف المصدر في تصريح نشرته صحيفة »الوطن» الصادرة اليوم السبت - تابعها "اليمن العربي" - أن الحوثیین قاموا بالسیطرة على وزارة الدفاع كنواة رئیسیة بعد سقوط العاصمة صنعاء تحت سلطتھم، مع التحفظ على عدد من الضباط القدامى والمھمین الذین یملكون معلومات وخرائط وصورا أثناء عملھم بوزارة الدفاع خلال الحقبة الزمنیة الماضیة، وذلك من إجل اطلاعھم على أدق التفاصیل، وكان ذلك تحت إشراف مباشر لخبراء إیرانیین.
إعدام ضباط
وبین أن الحوثیین عمدوا إلى إعدام ضباط وزارة الدفاع بطریقة سریة بعد كشف كل ما لدیھم من معلومات وحقائق للخبراء الإیرانیین، لافتا إلى أن الإیرانیین استعانوا بكبار المھربین السابقین في عھد النظام السابق من مھربي الأسلحة والمخدرات لمساعدتھم في مھمة تھریب الأسلحة إلى الیمن من خلال نقاط وممرات التھریب التي یعرفونھا.
وقال المصدر، إن الحوثیین قاموا بتعیین بعض ھؤلاء المھربین كوزراء في حكومة الانقلابیین منذ اللحظات الأولى لإعلانھم ما یسمى حكومة الإنقاذ كمظلة لمواصلة أعمال التھریب والتنسیق، فضلا عن الاستعانة بالمھربین البحریین والبریین، كذلك التنسیق مع عناصر من القاعدة في الیمن.
وزراء مھربون
وأضاف أن أبرز الوزراء الذین یشرفون على مھام التھریب ھم: وزیر الدولة فارس مناع، ووزیر السیاحة ناصر محفوظ باقزقوز، ووزیر المیاه والبیئة محمد الزبیري، ووزیر النقل اللواء زكریا الشامي، بینما قام ھؤلاء الوزارء بالالتقاء بعدد من كبار المھربین في المجالین البحري البري، وتقدیم ناقلات جدیدة لھم على أن یتم التمویھ ما بین نقل الأسمدة والأبقار والمواد الغذائیة والدقیق والقمح، ومنحوا أیضا تصاریح تجاریة، بینما یتمحور عملھم الأساس في استقبال ونقل الأسلحة من نقاط محددة والوصول بھا إلى العاصمة صنعاء ومناطق سیطرة الحوثیین.
تھریب الأسلحة
وأكد المصدر أن الإیرانیین قاموا بتھریب الأسلحة عن طریق سفن تجاریة یتم استقبالھا، ثم نقلھا عبر زوارق تسیر في ممرات بحریة یعرفھا المھربون، إلى جانب قیامھم بتھریب الصواریخ البالستیة والقذائف والأسلحة المتوسطة والثقیلة، والألغام المحظورة دولیا، كما قاموا بتھریب أنواع متعددة من القنابل المستخدمة في تفجیر المنازل والمساجد والمواقع الحیویة، وبین أن القائمة تشمل أیضا تھریب كمیات كبیرة من الألغام المختلفة وتھریب زوارق بحریة تعمل عن بعد تستخدم في عملیات انتحاریة وھجومیة، كما قاموا بتھریب الطائرات المسیرة وكمیات كبیرة من الذخائر، فضلا عن تھریب وسائل اتصالات لاسلكیة وأجھزة حربیة متطورة، ولا یستثني ذلك تھریب المخدرات أیضا.
ولفت المصدر أن الإیرانیین وبالتنسیق مع المھربین الیمنیین استخدموا عدة مسارات مختلفة لتھریب الأسلحة والمتفجرات إلى الداخل الیمني منھا الموانئ البحریة مثل الحدیدة ومیدي، وقوارب الصید والقوارب التجاریة، وبعض عناصر شبكات مافیا تجار الأسلحة لبعض الدول الإفریقیة المرتبطة بعلاقات مع إیران وبعض المھربین الیمنیین،
مشیرا إلى أن إیران استخدمت السفن التجاریة البحریة لتھریب الأسلحة بشكل متواصل وتوزیعھا على زوارق متعددة في بعض الجزر الیمنیة، إضافة إلى النقل من خلال الصیادین. طرق بریة سریة أما بخصوص الجانب البري، كشف المصدر وجود مجموعة من الطرق المعروفة لدى المھربین التابعین للحوثیین ولا یعرفھا غیرھم وتتصل بالمنافذ سواء البحریة أو البریة، ثم یتم نقل المھربات عبر التضلیل والتمویھ إلى مناطق سیطرة الحوثیین، وذلك في تحد واضح وصریح للقرار الأممي 2216 ،لافتا إلى أن الأسلحة الإیرانیة المھربة تسببت في نسف البنیة التحتیة للبلاد، وقتل الأبریاء وتجنید الأطفال وتھدید الملاحة الدولیة والممرات التجاریة، وتھدید دول الجوار والاستقرار في المنطقة.