سقط 16 قتيلا وأصيب آخرون بجروح من المدنيين معظمهم نساء وأطفال في اليمن مساء الثلاثاء نتيجة تفجير الحوثيين عدة منازل لمواطنين في محافظة البيضاء، وفيما وصفت الحكومة اليمنية الحادثة بـ "جريمة ضد الانسانية" قال الحوثيون إنها نتيجة "خطأ" واستخدام بعض أفراد الأمن القوة المفرطة.
وقال مصدر طبي في محافظة البيضاء مساء الثلاثاء إن 16 مدنيا بينهم 9 من أسرة واحدة (أسرة المواطن محمد سعد اليريمي) قتلوا وجرح العشرات في حادثة تفجير في حي الحفرة السكني بمدينة رداع في محافظة البيضاء.
وأشار المصدر الطبي إلى أن معظم القتلى من النساء والأطفال ورجل طاعن في السن، وأن عددا من المصابين جروحهم خطيرة، ويتلقون الاسعافات في عدد من المستشفيات والمراكز الطبية بالمدينة.
وتخضع مدينة رداع ومحافظة البيضاء لسيطرة جماعة الحوثي.
وفي وقت سابق، قالت الحكومة اليمنية إن 12 مدنيا معظمهم نساء وأطفال قتلوا في إحصائية أولية فيما لا يزال نحو 20 آخرين تحت الأنقاض إثر تفجير الحوثيين لعدد من منازل مواطنين في محافظة البيضاء (276 كلم) جنوب شرق صنعاء.
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية (سبأ) التي تديرها الحكومة، عن وزير الإعلام اليمني معمر الارياني استنكاره بأشد العبارات الجريمة النكراء التي ارتكبتها جماعة الحوثي، بتسيير حملة مسلحة من صنعاء لتفجير منازل أسرتي (ناقوس، والزيلعي) في حي الحفرة بمدينة رداع في محافظة البيضاء.
وأكد الإرياني أن الحملة المسلحة دمرت عددا من المنازل المجاورة وانهارت فوق رؤوس ساكنيها، وسقط 12 قتيلا غالبيتهم نساء وأطفال في حصيلة أولية، فيما لا يزال 20 شخصا تحت الأنقاض.
وفي تحديث للإحصائية، قال الارياني عبر حسابه على منصة إكس إن عدد الضحايا نتيجة تفجير جماعة الحوثي لعدد من المنازل في حي الحفرة بمدينة رداع بلغ 16 قتيلا غالبيتهم من النساء والأطفال.
وأشار إلى أن ميليشيا الحوثي اتخذت منذ الانقلاب من سياسة تفجير المنازل وتهجير سكانها قسراً منهجاً وأسلوباً لإرهاب المواطنين، والانتقام من المناهضين لمشروعها الانقلابي، حيث وثقت منظمات حقوقية قيامها بتفجير 900 من منازل قيادات الدولة والجيش والأمن والسياسيين والإعلاميين والمشايخ والمواطنين.
وطالب الوزير اليمني المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومبعوثها الخاص ومنظمات حقوق الإنسان" بإدانة صريحة لهذه الجريمة النكراء التي تندرج ضمن سياسات التهجير القسري للمدنيين وجرائم الحرب والجرائم المرتكبة ضد الإنسانية، والشروع الفوري في تصنيف مليشيا الحوثي "منظمة إرهابية"، وتجفيف منابعها المالية والسياسية والإعلامية، وتكريس الجهود لدعم الحكومة في الجوانب السياسية والاقتصادية والعسكرية لفرض سيطرتها وتثبيت الأمن والاستقرار على كامل الأراضي اليمنية".
وكشفت وسائل إعلام يمنية نقلا مصدر مسؤول عن تفاصيل الحادثة المروعة التي وقعت الثلاثاء في الحي السكني في رداع بمحافظة البيضاء.
وقال المصدر إن حملة أمنية من إدارة أمن رداع التابعة للحوثيين خرجت لتعقب مطلوب أمني في حي "الحفرة" السكني بالمدينة، على خلفية تنفيذ المطلوب الأمني كمين مسلح الاثنين لدورية أمنية قتل على إثرها اثنين من أفراد أمن الجماعة وجرح اثنين آخرين.
وأضاف أن الحملة الأمنية وصلت إلى الحي السكني ولم تجد المطلوب للأمن، وقامت بزرع متفجرات شديدة الانفجار في منزله وتفجيره.
وذكر أنه من شدة الانفجار تهدم المنزل بشكل كامل كما تهدمت خمسة منازل مجاورة على رؤوس ساكنيها وتضررت منازل أخرى، ما تسبب بسقوط ضحايا مدنيين.
وتابع قائلا إن "الحملة الأمنية للحوثيين غادرت المنطقة عقب التفجير مباشرة، فيما هرع الأهالي في الحي السكني إلى المكان وقاموا بانتشال الجثامين وإسعاف الضحايا ومحاولة إخراج الضحايا من تحت الأنقاض".
وأشار المصدر إلى أن العشرات من المواطنين تجمعوا في تظاهرة احتجاجية في شوارع المدينة باتجاه إدارة أمن المدينة، إلا أن قوات الأمن أطلقت النيران بكثافة في الهواء وفرقت المحتجين.
واعتبرت جماعة الحوثي ما حدث نتيجة خطأ أثناء تنفيذ حملة أمنية وأن بعضا من أفراد الأمن استخدموا القوة بشكل مفرط.
ونقل مركز الإعلام الأمني، الناطق باسم وزارة الداخلية في حكومة الحوثيين بصنعاء (غير معترف بها) عن العميد عبدالخالق العجري المتحدث باسم الوزارة، قوله إن الحادثة التي وقعت في مديرية رداع بمحافظة البيضاء حصلت نتيجة خطأ من قبل بعض رجال الأمن أثناء تنفيذ حملة أمنية لملاحقة بعض المخربين الذين هاجموا رجال الأمن في وقت سابق ما أدى إلى مقتل اثنين من رجال الأمن وجرح آخرين.
وأضاف "أثناء قيام الأمن بملاحقة المخربين قام بعض الأفراد كردة فعل غير مسؤولة باستخدام القوة بشكل مفرط وغير قانوني بدون العودة وأخذ التوجيهات من القيادة الأمنية أو علم وزارة الداخلية".
ولفت إلى أن الوزارة شكلت لجانا ميدانية مستعجلة للتحقيق في الحادثة، كما وجه وزير الداخلية بضبط الجناة المتورطين في الحادثة وإحالتهم للعدالة.
وأشار المتحدث الأمني للحوثيين إلى أن وزير الداخلية وجه بتعويض أسر الضحايا والمتضررين من الحادثة.
وبدورها، وصفت وزارة حقوق الإنسان في الحكومة اليمنية الحادثة بأنها جريمة ضد الإنسانية وجريمة حرب، وتصعيد خطير تجاه جهود تحقيق السلام في البلاد.
وقال أحمد عرمان وزير حقوق الإنسان والشؤون القانونية في الحكومة اليمنية، مساء الثلاثاء إن ما أقدمت عليه جماعة الحوثي من جريمة نكراء ضد المدنيين في مدينة رداع بمحافظة البيضاء من تفجير وتفخيخ منازل المدنيين وتدميرها على ساكنيها هو استمرار لسلسلة من الجرائم والاعتداءات الإرهابية التي ترتكبها ضد المدنيين في هذه المحافظة وكل مناطق اليمن.
وأكد عرمان أن جماعة الحوثي لم تراعي حرمة شهر رمضان المبارك، وهذه الحادثة "ترتقي لجريمة ضد الإنسانية وجريمة حرب وفقا للقانون الدولي الإنساني ونصوص النظام الأساسي لمحكمة الجنايات الدولية".
وتابع قائلا إن قيام جماعة الحوثي بهذه الجريمة النكراء يشكل تصعيدا خطيرا ودليلا قاطعا على رفضها لكل جهود تحقيق السلام الأممية والإقليمية في البلاد، بل ويدحض زيف المزاعم التي تدعيها بالدفاع عن غزة.
ودعت وزارة حقوق الانسان اليمنية في بيان كلا من "المبعوث الأممي إلى اليمن ومفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان والمنظمات الدولية الى إدانة هذه الانتهاكات الخطيرة والجسيمة التي يرتكبها الحوثيون بحق المدنيين في رداع والبيضاء ومختلف المدن اليمنية والعمل على توفير الحماية الكاملة للمدنيين".
ويسيطر الحوثيون على العاصمة صنعاء ومعظم محافظات الشمال اليمني بما في ذلك محافظة البيضاء منذ أواخر العام 2014.