أبين هي الخاصرة التي تسند العمود وتشد من ازره على التحمل ابين هي حلقة الوصل في وسط الجسد الجنوبي والعاصم الرابط للاطراف من الغرب الى الشرق ومن الجنوب الى الشمال ابين السلة الغذائية التي عبث بها العابثون حين تامرو لجرها حتى وضعوها في قمقم الفساد .
خطوة المنع للجبايات الغير قانونية خطوة جبارة في الاتجاه الصحيح لكنها لاتكفي مالم تتبعها خطوات مماثلة على طريق اجتثاث الفساد الذي خيم على ربوع ابين حتى اصبح الكثير من الناس فيها يسخرون ممن يخاطبهم عن مكافحة الفساد ويحثهم على محاربة الفاسدين ولا تسمع منهم الا الردود التي لاتسر ومنها لاتتعب نفسك وتخلق لك عداوة وخليك في حالك ودع الفاسد الشبعان فلن ياتي بعده الا فاسد جيعان واشد ضراوة لالتهام ما بقي من المال في خزينة الدولة وجيب المواطن ولن يلتفت الى من يخاطبه ويشكو له من سوء الحال الا بعد ان يصلح وضعه واوضاع اولاده وحاشيته ولمثل تلك الردود التي تظهر حالة الياس والاحباط التي تنتقل من شخص الى آخر وتغدو عامل تثبيط لدى العوام من الناس حتى لاتتحرك لديهم الغيرة للنهوض لوقف الجرم وهذه هي الطامة عندما يصبح الفساد امر واقع وفرض على المجتمع وعلى الجميع الامتثال الطوعي لامره .
ولكن رغم فداحة جرم الفاعل والتماهي ولزوم الصمت الذي يسود تظل فئة قليلة في المجتمع تعيش حالة غليان حينما تجد صعوبة في التاقلم مع الافكار الخاطئة وهذه سنة الله في خلقة ومتى ما اراد قيض من بينهم الصالحون الذين لاتتسع قلوبهم لتمرير الباطل من الفكر ، وتراهم ينتفضون ويتداعون اذا ماستفحل ليطغى على الحق .
ولطالما الفساد من صميم الباطل الذي استفحل في ابين ويكاد يشل حركة الفكر القويمة ليذعن اهلها لاستبدال السوي بالمشين من الفكر الضال الذي يسيئ لرجال ابين وسمعة تارخها الماجد .
وبعد ان ظهرت الفئة من الرجال الغيورين الذين يحملون جينات اسلافهم من رعيل ابين المشهود لها بترجيح الكفة الى جانب الحق ، يحذونا الامل ونحن نرى مثقفو ابين قد شحذوا اقلاهم الى جانب الخيرين من اهلها وهم رافعين مشعل مكافحة الفساد ، ومن هنا نناشد القيادة الجنوبية العليا مساندتهم ودعمهم بالقرارات الصائبة التي تصب في مجرى التغيير للقيادات التي ظلت صامتة ولم تحرك ساكن حيال ازمة الفساد التي عصفت بابين باعتبار صمتهم شرعنة للفساد الذي استشرى في ظل سيطرتهم على سلطة القرار ، وفي حال تمت ازاحتهم وتم الاختيار للبديل بعناية ، فقد وصلنا للمشهد الجميل والذي من خلاله سنشاهد ابين الشموخ تتنفس الصعداء وتتاهب للخروج من قمقم الفساد وتعود كما عهدناها .