من الوهلة الأولى التي ظهر فيها مرض الكورونا والعالم أجمعه في نفير تمام فمعدل الإصابات قد تجاوز المئات في كل دولة والوفيات في تزايد ولم تتمكن أي دولة من إيجاد علاج لهذا المرض الذي أصبح كابوس عام 2020 الذي يطارد الجميع.
في اليمن الوضع كان مختلفا فلم تسجل أول حالة منذ بداية المرض برغم التدهور الصحي الكبير فيها و لكن مع ظهور أول حالة في اليمن تحديدا بمحافظة حضرموت بمدينة الشحر لرجل يعمل في الميناء وتم نقله للحجر الصحي لتلقي العلاج ولكن الشكوك حول ظهور أشخاص آخرين مصابون بالمرض بسبب اختلاطهم بالمرض جعلت محافظة حضرموت تعلن حالة الطوارئ وتغلق كل المنافذ من وإلى مدينة الشحر.
محافظة عدن أعلنت هي الأخرى حالة الطوارئ القصوى وأولها إغلاق كل المنافذ البرية من وإلى عدن والمطار وفرض حظر التجوال ساعات إضافية والاستمرار في إغلاق المطاعم والمولات وأسواق القات وأماكن التجمعات في محاولة قصوى لتفادي وصول المرض للمدينة.
تقرير : دنيا حسين فرحان
*حجر صحي لم يكمل التجهيزات وهاجس الموت ينتاب المواطنين:
من المفترض أن تكون العاصمة عدن على أتم الاستعداد لمواجهة المرض في حال ظهور أي حالة اشتباه أو إصابة ولكن دائما يحدث العكس , فالحجر الصحي الذي يقال بأنه سيكون في مستشفى الأمل بمديرية البريقة لم يكتمل تجهيزه لهذه اللحظة.
وحتى بعد الإعلان عن ظهور أول حالة إصابة بالكرورنا في اليمن وتأكيد منظمة الصحة العالمية لم يتم نشر صور تبين جاهزية الحجر بشكل كامل ونهائي وغياب التوضيح حول مصيره الذي أصبح الكل قلق من أن يكون خاليا من الأجهزة الكافية والأسرة والعلاجات والوقاية الكافية.
كل هذا جعل المواطنون في حالة خوف وهلع لما سيكون مصيرهم إذا تم اكتشاف حالة أو اشتباه فيها وهل سيكون الحجر الصحي جاهز وكافي لكل المرضى وما هي الاستعدادات اللازمة في هذا الحجر لمواجهة المرض بكل جدية وهل الإجراءات المتخذة في مواجهة المرض كافية وتحقق المطلوب.
*حظر التجوال يساعد المواطنين أم يخلق مشكلة أخرى لهم:
بعد قرار إدارة الأمن والحكومة بفرض حظر التجوال بين المديريات بمحافظة عدن لم يلتزم جميع المواطنين بذلك ولكن تم تشديد الإجراءات بعد زيادة ساعات الحظر وابتداءه من الساعة السابعة مساءا وعمل حملة للمحلات من أجل الإغلاق بدأها مدير عام المعلا فهد مشبق ومنع أي مواطن من الذهاب لأي مديرية بعد هذه الساعة إلا في الحالات الطارئة.
ولكن هناك من تعطل عمله بسبب هذا الحظر خاصة من كان يعمل في المطاعم أو المولات أو المحلات التجارية التي فرض عليها الإغلاق كإجراء وقائي لمحاربة المرض وهذا تسبب في فقدهم لأعمالهم ووظائفهم وتوقف مصدر دخلهم الذي يعولون عليه في هذه الظروف الصعبة التي تعيشها المدينة والبلاد عامة.
هناك عدد كبير من المواطنين يناشدون الحكومة بعمل تعويضات وحلول بديلة لمن خسر عمله في ظل هذه الظروف أو إيجاد وسيلة
لتوفير دخل أو معونات تعيل بعض الأسر التي فقدت مصدر دخلها الرئيسي ولا تعلم متى ستنتهي هذه الأزمة خاصة مع قرب شهر رمضان الذي يتبعه عيد الفطر.
*مواقع التواصل الاجتماعي على صحيف ساخن واشتعال اخبار الكورونا في الصحف:
منذ إعلان عن إصابة أول حالة بمرض الكورونا اكتسحت موجه من الآراء والتعليقات من المواطنين والنشطاء وكل الأطراف حول مصير اليمن والمحافظات من وصول المرض وكيفية الاستعداد له , وقد عبر الكثيرون عن خوفهم من تردي الوضع الصحي وعدم تواجد أماكن كافية للحجر الصحي والعلاجات التي يمكنها القضاء على المرض في حال ظهور إصابات أخرى به من المواطنين.
وقد تم تداول أخبار عن نفي منظمة الصحة العالمية تواجد حالة مصابة بالكورونا في اليمن وخلوها من المرض بينما تؤكد أخبار أخرى إعلان أول حالة وعدد من الحالات المشتبهة وكل ذلك يثير قلق المواطنين الذين لا يعرفون مصيرهم من هذه الأخبار في ظل غياب التصريحات الكافية من وزارة الصحة والحكومة والجهات المعنية لتطمين المواطنين وشرح ما يحدث لهم حتى تتضح لهم الصورة الكافية.
هناك عدد كبير من الصحف والمواقع الالكترونية التي تعمل على تصعيد الموقف واشعال الأخبار حول المرض بل وإثارة الإشاعات التي تزيد من مخاوف المواطنين قد تخدم أطراف معينة أو لزيادة عدد المتابعين لها في ظل غياب قناة أو إذاعة رسمية للعاصمة عدن تتحدث باسم المدينة وتشرح كل شيء للمواطنين فيها بكل شفافية ووضوح.
*وبين تأكيد الإصابة بأول حالة بالكورونا في حضرموت ونفيها يظل المواطنين في عموم البلاد في قلق وترقب لما يحمله المشهد العام في البلاد وتظل العاصمة عدن في فرض الاجراءات المشددة من أجل تفادي وصول المرض للمدينة التي تدرك تماما خطورة وصوله خاصة وأنها تشكو من تردي في قطاع الصحة وعدم تجهيز مبنى الحجر الصحي بشكل كامل وانتظار تدخل الحكومة من أجل توفير كل الإجراءات الوقائية الكافية والتي تحمي المواطنين من الإصابة بالمرض الذي قضى على معظم سكان العالم.