أكد شيخ منطقة بئر أحمد بالعاصمة المؤقتة عدن مهدي العقربي رفضه القاطع والمطلع لعمليات البسط والاعتداءات التي تتعرض لها أملاك المواطنين في المنطقة وهم الملاك الشرعيين للأراضي والاعتداء عليهم وسلب حقوقهم بقوة السلاح .
ودعا الشيخ مهدي العقربي في كلمته التي ألقاها في اللقاء الموسع لمشائخ وأعيان ووجهاء وابناء منطقة بئر أحمد ونخبها السياسية والاجتماعية والذي انعقد عصر اليوم الجمعة 21 فبراير 2020م بدعوة من اللجنة الأهلية بالمنطقة وكرس للوقوف أمام العديد من القضايا التي تهم المنطقة – دعا الجميع للوقوف صفا واحدا في محاربة كل الظاهر والممارسات السلبية المسيئة والدخيلة على المنطقة..
وقال الشيخ مهدي العقربي في كلمته : " آبائي وإخواني وابنائي الأعزاء الحاضرون في هذا اللقاء المبارك من مشائخ وشخصيات اجتماعية وتربوية ودينية وأمنية وكل من يسمعنا أو يصله خبر جمعنا المبارك هذا الذي مادعينا إليه إلا لمصلحتنا العامة والمحافظة على مجتمعنا في مدينتا العزيزة بئر أحمد وماجاورها من قرى وتجمعات سكانية وذلك لما رأيناه من انتشار كثير من الظواهر السلبية التي هي دخيلة على منطقتنا ومجتمعنا المحافظ وهذه الظواهر كنا نسمع عنها أنها منتشرة في المدن الكبيرة في محافظتنا عدن وكوننا جزء لا يتجزأ من هذه المحافظة فقد وصلت إلينا هذه الظواهر واستفحل أمرها وأثرت تأثيرا كبيرا على منطقتنا وإذا لم نقف ونتكاتف جميعا في التصدي لها ومحاربتها وتجفيف منابع تمويلها فستكون العواقب كارثية على الجميع دون استثناء ".
وأضاف : "تتمثل هذه الظواهر السلبية في الآتي :
أولا - إنتشار المخدرات من حشيش وحبوب هلوسه وغيرها من العقاقير المخدرة التي انتشرت في أوساط شبابنا وأصبحت تباع نهارا جهارا دون حياء أو خوف أو وازع ديني من ضمير او رادع من دين والتي جعلت كثيرا من الشباب عبيدا لها ولبائعيها والتي هي سببا في كثير من المشاكل الأسرية والمجتمعية كالسرقة والقتل والأمثلة كثيرة على هذه الجرائم ونعرفها جميعا وإذا لم نقف ضدها ونحاربها ابتدأ من الأسرة الخلية الأولى للمجتمع ثم المدارس والمساجد ثم القانون فإن العواقب المترتبة على سكوتنا عليها كبيرة وستؤدي إلى كوارث جمة لا نحتمل عقباها..
لذلك فإنني أدعو الجميع من أولياء الأمور وتربويين ورجال الدين والشخصيات الإجتماعية إلى وضع خطط مستعجلة لمحاربة هذه الظواهر بالتنسيق مع الجهات الأمنية إضافة إلى التوعية والنصح وطباعة الملصقات التوعوية التحذيرية في الأماكن العامة لتوضيح خطورة تعاطي المخدرات بكافة اشكالها وأنواعها وأرجو من جميع الاخوة سالفين الذكر إلى تشكيل لجنة تجتمع شهريا لوضع الخطة الشهرية لمكافحة المخدرات ووسائل الوقاية منها ..وأدعو جميع أئمة المساجد إلى تخصيص خطب ومحاضرات دورية لمحاربة المخدرات وتبيان حرمتها وخطورتها على النسيج الاجتماعي للمنطقة ..وكذلك تخصيص خطب ومحاضرات تتضمن كل الظواهر السلبية التي انتشرت في مجتمعنا كلا على حدة.
ثانيا - ظاهرة التسرب من المدارس وسوء أحوال العملية التربوية و التعليمية :
كلنا أيها الأخوة نرى سوء أوضاع التربية والتعليم والذي لايتحمله المعلم بل تتحمله الدولة ممثلة بوزارة التربية والتعليم والذي ساءت أحوال التعليم منذ الوحدة السياسية تجهيل مشبوه بقصد إخراج جيل جاهل كونه إذا تم القضاء على التعليم أو جعله تعليم شكلي فاقرأ الفاتحة على البلاد كون الجهل يهدم بيوت العز والشرف ..كما أننا غير راضين عن الإضرابات المتكررة للمعلمين مما يتسبب بتوقف العملية التربوية والتعليمية وما لذلك من آثار سلبية في مستوى التحصيل العلمي لأبنائنا..وندعو الدولة والجهات المعنية والمختصة فيها إلى الاستجابة العاجلة لمطالب المعلمين وتسوية أوضاعهم وتحسين وضعهم المعيشي لكون البلدان تبنى وتنهض بالمعلم والتعليم ..ولكون المدرسة هي مصنع الكفاءات التي ستقود البلاد في المستقبل وتدير جميع شؤونه ..
وعلينا التوعية بأهمية التعليم لكونه فريضة دينية لقوله صلى الله عليه وسلم (طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة ) كما نرجو وندعو جميع المعلمين والمعلمات الذين نكن لهم كل الحب والتقدير والاحترام أن يتغلبوا على أوضاعهم وأن يقفوا مواقفهم المعهودة منهم إلى جانب طلابهم وابنائهم ويتركوا الإضرابات المتكررة التي تضرر منها ابنائنا وأبنائهم ونحن في بلد نامي يعيش ظروف حرب ولن يكون لتكرار الإضرابات أي صدى أو أثر في أذان المسؤولين كأثره وضرره على أبنائنا الطلاب.
ثالثا - ظاهرة الفساد الإداري والانفلات الأمني:
كما تعلمون أيها الأخوة فإننا نعاني معاناة كمجتمع ليس في منطقتنا فحسب بلد في المحافظة والجمهورية عامة من الفساد الإداري في الجانب المدني والأمني والقضائي وغيرها من الجوانب التابعة للدولة وذلك لغياب الرقابة وعدم المحاسبة والعقاب على السلوكيات الخاطئة والتي تتسبب بظلم على كثير من المواطنين وتحرم الكثير من حقوقهم واملاكهم بل وقد تقيد حريتهم وبعضها قد تؤدي إلى فقدان حياتهم كالقتل مثلا ..
وكلنا يعلم بالانفلات الأمني الحاصل في البلد نتيجة الحرب وكثرة الجهات والتشكيلات الأمنية والعسكرية والتداخل في المهام والصلاحيات إضافة إلى ضعف السلطة القضائية واستغلال بعض القيادات العسكرية لمناصبهم وتسخير مالديهم من قوة عسكرية وأفراد ومعدات وأسلحة في الاستيلاء على ممتلكات الملاك الشرعيين للأرض ومحاربة المستثمرين والقضاء على المشاريع الاستثمارية التي ستعود بالنفع العام على الوطن والمواطن .
وأكد الشيخ مهدي العقربي بأن الانفلات الأمني قد تسبب في انتشار بيع المخدرات وتعاطيها وكذا إنتشار الأسلحة وفتح أسواق لبيعها وانتشار الجريمة واقلاق السكينة العامة وجعل المواطن يشعر أن حياته مهددة في لحظة .
واضاف : " أيها الأخوة الأفاضل لقد تطرقت لأهم الظواهر التي يجب أن نتصدى لها على وجه السرعة بالإضافة إلى ظواهر أخرى يجب علينا أن نتصدى لها وهي لاتقل أهمية عن سابقاتها وهي الأزمة الأخلاقية في مجتمعنا ..حيث نلاحظ أن مجتمعنا يعاني من أزمة أخلاقية تتمثل في عدم احترام البعض لأنفسهم أو إحترام بعضنا لبعض رغم أننا نعد أسرة واحدة وقد حثنا ديننا على التحلي بمكارم الأخلاق ونجد أناس لاينكرون المنكر ولا يأمرون بالمعروف ويرون الخطأ ولا ينتقدونه ولو بالكلمة وهذا أضعف الإيمان. كما أن هناك ظواهر مقيته نحن ساكتون عليها كغلاء الأسعار وبيع الأدوية التالفة والعقاقير المخدرة وانتشار تعاطي القات والشمة والتدخين في أوساط الصغار من أبنائنا والكل يتفرج وكأن الأمر لايعنيه ..كما أن الأزمة الأخلاقية قد وصلت إلى عدم المحافظة على النظافة وصحة البيئة وتوقف النشاط الرياضي للشباب مما جعلهم فريسة لضعاف النفاس في جعلهم مدمنين على الآفات المخدرة.
ووجه الشيخ مهدي العقربي كلمته دعوة هامة (لتشكيل لجان لمعالجة كل الظواهر السلبية ونشر الوعي في المجتمع وتعزيز الوازع الديني وتفعيل النشاط الرياضي في المنطقة بشكل عام والأحياء والحواري الشعبية بشكل خاص.وعلينا أن نبذل قصارى جهدنا للمحافظة على مجتمعنا وأبنائنا وحمايتهم من هذه الظواهر والآفات وأن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ..ونحن كشيخ للمنطقة سنوفر الدعم والرعاية الكاملة لمحاربة هذه الظواهر بكل مانملك ونستطيع , رغم أن هذه المساعدة مهما بلغت لن تجدي نفعا مالم نستشعر جميعنا الخطر المحدق بنا ونتحلى بروح المسؤولية نحو أنفسنا وأبنائنا وأسرنا ومجتمعنا عامة " ..
وختم الشيخ مهدي العقربي كلمته بدعوة الجميع للعمل الجاد لحماية منطقتنا من كل الظواهر السلبية الدخيلة عليها راجيا من أئمة المساجد والتربويين والشباب المثقف وكل ذي همة في البدء بتشكيل اللجان كما أوضحت ..وتقبلوا تحياتي وفائق احترامي وتقديري لشخوصكم الكريمة كلا بصفته واسمه ..والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ".
وألقيت خلال الاجتماع العديد من الكلمات من مختلف شرائح المجتمع في المنطقة حيث ألقيت كلمة عن المجلس الأهلي بالمنطقة القاها رئيس المجلس طه ماطر وجه خلالها كلمة إلى من يهمه الأمر وقال : " أن منطقة بئر أحمد التي ننتمي اليها فهي الوطن الذي وجد قبل ان نوجد فمن حقنا ان نعيش فيه أحرار ونتمتع بالحياة الكريمة ولا يحق لنا أو لغيرنا العبث فيه أو نجعل منه حقل تجارب إرضاء لأهوائنا أو نكاية بالذين نخالفهم ويخالفونا الراي وتكون النتيجة تدهوره وتمزيقه وضياعه " .
وأضاف ماطر : " أن الفوضى الخلاقة أخذت وتأخذ حيزها الكافي والمستديم على قدم وساق وبحسب مانراه على الساحة ومنها (انتشار المخدرات) وانتشارها بشكل مخيف وإطلاق الرصاص بالاعراس والمناسبات وانتشار الدراجات النارية والأطقم التي تهدد المارة في الشوارع وهو الأمر الذي ينبغي أن يسارع الجميع مشايخ واعيان ووجاهات وجهات أمنية وخطباء وائمة مساجد واللجنة الأهلية وكافة العقلاء إلى عقد لقاءات لتبادل وجهات النظر وطرح الحلول المناسبة لهذه المشاكل والوقوف بجدية ضد هذه الظواهر الخطيرة والسلبية لكي نضمن بقاء منطقتنا بئر أحمد في أمن وأمان واستقرار وندعو اخواننا وابناءنا إلى تحمل المسؤولية لان هذا الصمت يتيح الفرصة أمام من يريد العبث بالمنطقة وأمنها واستقرارها " .
كما القيت كلمة عن الخطباء وأئمة المساجد القاها الداعية عبدالله محمد سعيد تطرق خلالها إلى الواجب الذي ينبغي ان يقوم به الجميع تجاه الممارسات والظواهر الدخيلة على المنطقة مؤكدا بأن المسؤولية تقع على الجميع في نبذ ومحاربة تلك الظواهر .
كما القيت خلال الاجتماع كلمة عن الأمن القاها الضابط الأمني انور سالم أكد خلالها على استعداد الأجهزة الأمنية للوقوف مع الأهالي ضد كل الظواهر الدخيلة التي تضر بالنسيج الاجتماعي وتهدد الأمن والاستقرار في المنطقة خاصة والعاصمة عدن عامة .
أنيس عبدالله القريعي أحد أهالي قرية القريعي التابعة لبئر أحمد ألقى كلمة نقل من خلالها معاناة المواطنين في المنطقة جراء اقتحام منازلهم وترويع الساكنين من قبل أطقم عسكرية وأمنية ترابط بالقرب من القرية في محاولة للبسط على أراضيهم .
ودعا القريعي مشايخ واعيان ووجهاء منطقة بئر أحمد إلى الوقوف معهم في محنتهم ورفع الظلم عنهم بوقف الاعتداءات التي يتعرضوا لها .
كما ألقيت خلال اللقاء العديد من الكلمات عن التربويين والمواطنين والشباب أكدت جميعها الوقوف ضد كل الاعمال والممارسات الدخيلة على المنطقة وإدانة تحويل المنطقة إلى ثكنة عسكرية والقيام بأعمال البسط على اراضي الملاك من المواطنين .