باتت تبحث عن الحب في قلوب متحجرة، فلم تجد غير خطيبها الذي ارتمت في أحضانه معتقدة أنه طوق النجاة بالنسبة لها، حيث الأب هارب من تنفيذ أحكام بالسجن، والأم ألقي القبض عليها أيضا لاتهامها في قضية شيك بدون رصيد.
لم تكن تعلم بأنها ستصبح وجنينها الذي تحمله داخل أحشاءها ضحية عمها المفرج عنه بعد قضاء عقوبة بالسجن وشقيقيه، بعدما سددوا لها ٢٤ طعنة، وسقطت وسط بركة من الدماء، ووسط ذهول المارة وفخر البعض الآخر.
ياسمين فتاة شابة في ريعان شبابها تتألق حيوية وجمالا، أحبت خطيبها لدرجة العشق، وانزلقت معه إلى هوة الانحراف، وتمنت أن تصبح عروسًا وأما مثلها مثل قريناتها من بنات القرية، بدت عليها علامات الحمل، وأصبحت منبوذة من أهل قريتها، التي تركتها وتوجهت إلى خطيبها، للعيش معه بالقاهرة وبعيدا عن أعين أعمامها، وما إن تردد على مسامع أحدهم والذي خرج من السجن بعد قضاء العقوبة، عن علاقتها بخطيبها وحملها منه سفاحا، غلي الدم في عروقه ساخنا مجنونا، وأصبح لا يرى غير شعلة حمراء، يتدفق على إثرها ويتسارع الدم في عروقه، وأمسك بهاتفه المحمول يطلب منها العودة إلى القرية لتزويجها من خطيبها، بصوت يخفي وراءه انتقاما بلا رحمة.
توجهت الفتاة من القاهرة إلى قريتها، بعد زيارتها الطبيب الذي أخبرها بوصولها الشهر الأخير، وحدد لها موعد ولادتها بعد ٣ أيام، تراود مخيلتها حنان العم ووقوفه بجانبها ومسامحته لها، وما إن وطأت قدماها أرض الشارع، ودون أية مقدمات، ولم تراود نفسه ولو لبرهة انقض عليها، وسدد لها عدة طعنات بالبطن والصدر، بينما أجهز عليها عميها الآخرين ومزقوا جسدها ب_٢٤ طعنة، ولم يرحموا جنينها الذي لم يلحق أن يرى الحياة، وسقطت وسط بركة من الدماء تئن أنينا لا يتجاوز صدرها وينفطر له الأكباد، ووقفوا يلوحون أسلحتهم البيضاء في وجه كل من يحاول إنقاذها من أهل القرية أو المارة، وأخذوا يطلقون صرخات ويتفاخرون بها بغسل عارهم، وتركوها كشاة مذبوحة تنتفض مرة وتهدأ أخرى ولم يقدر أحد على الاقتراب منها حتى لفظت أنفاسها الأخير ة وجنينها، وسط زغاريد النساء وافتخار بعضهن، وبكاء ونحيب البعض الآخر.
ترأس العميد وليد الشرقاوي، رئيس فرع البحث الجنائي بجنوب المنيا، فريق البحث، وفحص مسرح الجريمة، وتبين إصابتها بـ٢٤ طعنة وممزقة الجسد، وخلو الشارع من المارة، وتمكن رجال المباحث من القبض على أعمامها الثلاثة الذين أقروا بقتلها انتقاما لشرفهم، وغسل عارهم بدماءها بعدما شاع في القرية بأكملها عن حملها سفاحا من خطيبها السابق.
أحالهم اللواء محمود خليل مساعد الوزير لأمن المنيا إلى النيابة، التي صرحت بدفن جثة الفتاة وجنينها بعد العرض على الطب الشرعي، وحبس المتهمين ٤ أيام على ذمة التحقيقات.